26 يوليو 2024

لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ

تعريف النميمة

النميمة واحدة من أسوء الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الإنسان ، والنميمة معناها أن تنقل الكلام ما بين الناس

ويكون ذلك بغرض الإفساد فيما بينهم ، أو إضفاء المشاعر السلبية أو العداوة فيما بين الناس ،

وذلك له عواقب خطيرة جدًا في المجتمع بشكل عام ، كما أن هناك العديد من الأشخاص الذين يخلطون ما بين الغيبة والنميمة ،

ولا يعرفون ما هو الفرق بين النميمة والغيبة ، حيث أن الغيبة تعني أن تذكر أخاك بالعيوب التي فيه وهي بالفعل توجد به .

لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ

عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – :

 «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» .

أخرجه الإمامان البخاري (6056) ومسلمٌ (169) في صحيحيهما، وفي رواية للإمام مسلم (168) :

 عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

 «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» .

الأمور التي تساعد على النميمة:


إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها:
1- جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.
2- ما في النفس من غل وحسد.
3- مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.
4- أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان.

من صفات النمام:


قال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم .

الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس.

الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.

الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.

الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.

الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.

السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.

السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم.

الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.

التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.

أخطر أضرار النميمة

إن النميمة شأنها كشأن جميع السلوكيات السلبية ، فإن لها العديد من الأخطار ، ولذلك فإن النميمة محرمة في الدين الإسلامي ،

لأنها من شأنها أن تؤذي جميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك لأن النميمة فيها تتبع لعورات الناس وخصوصياتهم ،

وهو أمر يرفضه الجميع على أنفسهم بطبيعة الحال ، بينما الإنسان النمام يقبله على غيره .

ومن أخطر أضرار النميمة أنها تفرق بين الناس ، وذلك من شأنه أن يؤذي المجتمع ، والنميمة بطبيعة الحال من شأنها أن تهدم بنيان المجتمع ،

وتساعد على انهياره ، وانهيار العلاقات المختلفة لجميع أفراد المجتمع ، حيث يقال:

“عمل النمام أضر من عمل الشيطان ، لأن الشيطان ، بالخيال والوسوسة وعمل النمام بالمواجهة والمعاينة”.

ومن أضرار النميمة في الدنيا ، أن الناس يبتعدون عن الشخص النمام ، ولا يفضلون التعامل معه ،

وبذلك يكون وحيدًا ليس حوله أحد من الناس ، كما أن الشعور بالذنب الذي يصيب الإنسان لاقترافه خطيئة النميمة ،

يكون شعورًا صعبًا ، إنما في الآخرة فإن الإنسان النمام الذي لم يتب عن ذلك ، فإنه يعذب في يوم القيامة ، ويحرم من الجنة ، ويلقى في النار .

كيفية علاج النميمة

يكون علاج النميمة والتخلص منها بالكثير من الطرق ، ففي البداية لا بد على الأشخاص المحيطين بالشخص النمام أن يساعدوا في إرشاده إلى الصواب ،

وأن ينصحوه بالبعد عن النميمة ، وذلك عن طريق إخباره بأثار النميمة وعواقبها في الدنيا والآخرة ،

وإذا شعر الشخص النمام بالذنب بعد فعلته فعليه بالاستغفار ، والأخص سيد الاستغفار :

“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛ فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ” ،

ولا بد أن يكون الإنسان صادق في استغفاره لتتمكن عجائب الاستغفار من أن تحدث .

وكي يتخلص الإنسان النمام عن هذه العادة السيئة ، فلا بد أن يكون مدرك لأضرار النميمة بشكل كبير ،

وأنها بالفعل قادرة على إفساد حياة الآخرين من حوله ، بالإضافة إلى أنها سوف تفسد حياته هو شخصيًا .

ولا بد أن يعلم كذلك مدى خطورة النميمة ، وأنها قادرة على إبعاده عن الجنة ، وإدخاله النار ، وذلك لأن النميمة باستطاعتها أن تفسد الدين والدنيا .

لذلك فإن النميمة تعتبر مرض ، لا بد أن يسعى المريض للعلاج والتخلص منه ، بالإضافة إلى أنه لا بد للأشخاص المحيطين به أن يساعدونه في ذلك ،

إذا رأوا أنه بالفعل يمتلك النية الطيبة الصادقة للتخلص من تلك العادة السيئة ، وذلك بحسب قوله تعالي في الآية السادسة من سورة الحجرات :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) .

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام