28 يونيو 2025

كيف كان الرسول يقضى يوم الجمعة

يوم الجمعة

ميّز الله -تعالى- بعضاً من شهور وأيّام السّنة، وذلك باختيارٍ واصطفاءٍ منه، ولحكمةٍ يعلمها،

قال تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)،

وقد كرّم الله -تعالى- عباده المسلمين بأن جعل لهم في الدّنيا ثلاثة أعياد،

هم عيد الأضحى، وعيد الفطر اللّذان يكونان مرّةً في كلّ عام، والعيد الثّالث هو عيدٌ متجدّدٌ متكرّرٌ في كلّ أسبوع،

وهذا العيد هو يوم الجمعة، فهو يوم عيدٍ للمسلمين جميعهم، فقد قال رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم:

(إنَّ يومَ الجمعةِ يومُ عيدٍ فلا تجعلوا يومَ عيدِكُم يومَ صيامِكُم إلَّا أن تصوموا قبلَهُ أو بعدَهُ)،

فيوم الجمعة من أعظم الأيّام عند الله تعالى، فقد ميّزه عن باقي أيّام الأسبوع،

وميّزه بأن اختاره واصطفاه للمسلمين خاصّة، فهو يومٌ ذو قدرٍ وشرفٍ عظيم.

فضل يوم الجمعة

من سُنن الله -تعالى- في الكون سُنّة التفضيل؛ فقد فضّل الله -سبحانه- الأنبياء -عليهم السّلام- على سائر خلقه،

وفضّل منهم محمّداً -صلّى الله عليه وسلم- على سائر أنبياء الله عليهم السلام، وفضّل أشهُراً على أشهر؛

فكان شهر رمضان المبارك مُفضَّلاً على بقيّة الشهور، ومن ذلك أيضاً تفضيل يوم الجمعة على غيره من الأيام؛

حيث قال عليه السلام: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ،

وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة)،

ولمكانة هذا اليوم كان من الجدير بالمسلمين أن يُقدّروه، ويحرصوا على الالتزام بالآداب والسُّنن والأذكار المأثورة

في هذا اليوم المُبارَك؛ فهو نعمة ربانيّة، ومِنحة إلهيّة لعباده المؤمنين.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة:

 اختص الله -عزّ وجلّ- هذه الأمة بخصائص كثيرةٍ، وفضائل جليلةٍ، منها اختصاصه إيّاها بيوم الجمعة بعد أن أضلّ عنه اليهود والنّصارى، 

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-:

«أضلّ الله عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السبت.

وكان للنّصارى يوم الأحد. فجاء الله بنا. فهدانا الله ليوم الجمعة. فجعل الجمعة والسبت والأحد.

وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدّنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق»

كيفية قضاء النبي ليومه

فيما يأتي بيان كيفية قضاء النبي صلى الله عليه وسلم يومه:

الاستيقاظ من النوم:

كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يستيقظ من النوم قبل الفجر، فيبدأ يومه بالسواك،

ثمّ يقول: (الحمد للهِ الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)،

ثمّ يقرأ الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران، وينظر إلى السماء، ثمّ يغسل يده ثلاث مرّات، ويستنشق ثلاث مرّات.

صلاة القيام:

حيث كان يوقظ أهله للصلاة، ويبدأ رسول الله الصلاة بركعتين خفيفتين،

ثمّ يصلّي أحد عشر ركعة يُطيل فيها الركوع، والسجود، ويسلّم بين كلّ ركعتين،

كما قال رسول الله: (صلاةُ اللَّيلِ مثنى مثنى، والوترُ رَكعةٌ قبلَ الصُّبح)، وذلك ما بين صلاة العشاء والفجر،

وغالباً ما كان يقوم في الثلث الأخير من الليل، ويقول: (سبحان الملك القدوس)، ثلاث مرّات، ويرفع صوته بالثالثة.

صلاة الفجر:

كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يردد الأذان مع المؤذن، ثمّ يقول الأذكار بعده، ومن الأذكار قوله:

(اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مقاماً محموداً الذي وعدته)،

فمن قال هذا الذكر بعد الأذان حلّت له شفاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يوم القيامة، و يدعو من خير الدنيا والآخرة،

ثمّ يصلّي ركعتين قبل الفريضة، ومن الجدير بالذكر أنّه كان يؤديهما في السفر والحضر،

حيث قال عنهما: (ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها)،

ثمّ يُبكّر بالخروج إلى المسجد، ويمشي بسكينةٍ ووقارٍ، حتى إذا دخل المسجد وقف في الصف الأوّل، واتخذ سترة،

ثمّ صلّى تحية المسجد، ويسنّ التسوّك قبل الصلاة، ثمّ يقوم للصلاة فيرفع يديه حذو منكبيه، ويكبّر تكبيرة الإحرام،

فيصلّي بالناس الفجر ركعتين، ويسلّم ثمّ يقول مجموعة من الأذكار، ويبقى جالساً في المسجد إلى طلوع الشمس،

كما أخبر الصحابي جابر بن سمرة عندما سُئل: هل كنت تجالس الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فقال:

(كان لا يقومُ من مصلَّاهُ الذي يصلّي فيهِ الصبحَ أو الغداةَ حتى تطلعَ الشمسُ،

فإذا طلعتِ الشمسُ قام، وكانوا يتحدّثون، فيأخذون في أمرِ الجاهليةِ، فيضحكون ويتبسمُ)، ثمّ يقول أذكار الصباح وينطلق.

شاهد أيضا : سنة صلاة الفجر يوم الجمعة

وقت الضحى:

كان رسول الله يصلّي وقت الضحى ركعتين، أو أربع، أو أكثر في بعض الأحيان،

كما أخبرت عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلت عن صلاة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لصلاة الضحى،

حيث قالت: (أربعَ ركعاتٍ، ويزيدُ ما شاء)، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله وصّى بصلاة الضحى وبيّن وقتها، ووصفها بصلاة الأوابين،

حيث قال: (صلِّ صلاةَ الصُّبحِ، ثُمَّ أقْصِرْ عنِ الصلاةِ حتى تَطلُعَ الشمسُ حتى تَرتَفِعَ، فإنَّها تَطلُعُ بين قَرْنَي شَيطانٍ، وحِينَئِذٍ يَسجُدُ لها الكُفَّارُ،

ثُمَّ صلِّ فإنَّ الصلاةَ مَشهودَةٌ مَحضُورةٌ حتى يُستقْبَلَ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أقْصِرْ عنِ الصلاةِ فإنَّ حِينَئِذٍ تُسَجَّرُ جَهنَّمُ).

وقت الظهيرة:

كان يتوجّه رسول الله إلى المسجد فور سماع صوت بلال بن رباح -رضي الله عنه- وهو يؤذن للظهر،

فيدخل المسجد ثمّ يصلّي أربع ركعات قبل الصلاة المفروضة،

ثمّ يصلّي بالناس صلاة الظهر، ويطيل في الركعة الأولى، وكان غالباً ما ينام في وقت الظهيرة، وكانت تسمى بالقيلولة،

حيث قال رسول الله: (قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ).

أقرأ أيضا : خصائص صلاة الجمعة ويوم الجمعة

وقت العصر:

ليس من السنة صلاة أربع ركعات قبل فرض العصر، إلّا أن ذلك من التطوّع لمن أراد دون تقييد.

وقت المغرب:

كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يمشي إلى المسجد، ويصلّي ركعتان قبل الفرض، وكان يأمر بعدم خروج الأطفال من البيت بعد الغروب؛

لأنّ الشياطين تنتشر عند ذلك الوقت. وقت العشاء: كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يكره السهر بعد العشاء؛

مخافة أن تفوته صلاة الصبح، ولكن لا يُكره السهر بعد العشاء في الحالات التي يطلب فيها المسلم العلم، أو يُتمّ عمله، أو يشتغل في شؤون المسلمين.

شاهد أيضا :  اذكار الصباح و المساء يوم الجمعة

الأعمال المستحبّ فعلها في ليلة الجمعة

إن على المسلم أن يكون حريصاً على استغلال الوقت ليلة الجمعة، والاهتمام والاعتناء به،

والقيام بالأعمال المستحبّة في ذلك اليوم، والتحلّي بالآداب والسّنن الخاصّة به؛

حتّى لا يفوته الأجر العظيم، ومن الأعمال والآداب والسّنن المستحبّ فعلها في ليلة الجمعة ويومها ما يأتي:

قراءة الإمام سورتي السّجدة والإنسان بشكلٍ كاملٍ في فجر الجمعة، وذلك اقتداءً بفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،

ولأنّ هاتين السّورتين تشتملان على ذكر مواضيعٍ هامّةٍ؛ كبعث النّاس من قبورهم، ثمّ حشرهم يوم القيامة، وغير ذلك من المواضيع.

الحرص على الاغتسال، واستخدام السّواك، واستعمال الطّيب من العطور،

ليكون المسلم ذا رائحةٍ جميلةٍ؛ حتّى لا يؤذي المصلّين، وارتداء أحسن الثّياب وأنظفها، وقصّ الأظافر.

الصّلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بكثرة، فصلاة العبد تعرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

تلاوة سورة الكهف، وتدبّر معانيها، فإنّ فضل قراءتها يوم الجمعة أنّه يضاء للمسلم النّور ما بين الجمعتين، ويجوز قراءتها في المسجد أو في البيت كلٌّ بحسب استطاعته.

الذّهاب في وقتٍ باكرٍ إلى صلاة الجمعة، وعدم التّكاسل والتّأخّر في الخروج من البيت،

ومن الأمور المعينة للإنسان حتّى يذهب مبكّراً أن ينام في وقتٍ باكرٍ ليلتها،

وأن لا يطيل في السّهر، ويستعدّ منذ الصّباح لها،

وذلك بأن يتفكّر في الأجر العظيم الذي أعدّه الله -تعالى- للمسلمين المؤدّين لصلاة الجمعة،

وأن يبتعد عن الانشغال بالأمور الدّنيويّة التي تصرفه عن التّفكر فيما يهمّه ويفيده.

الاستماع إلى خطبة الجمعة بشكلٍ جيّدٍ، مع التّركيز على ما يقوله الخطيب؛

حتّى يستطيع المسلم فهم المقصود من الخطبة، والاستفادة من محتواها قدر الإمكان.

الإحسان إلى المصلّين، وعدم إلحاق أيّ ضررٍ أو أذى بهم، بل كفّه عنهم،

وحتّى يتجنّب المسلم ذلك عليه أن يأتي في وقتٍ باكرٍ إلى المسجد.

التفرّغ للعبادة، والإكثار من فعل الطّاعات، كقراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، وتسبيحه، وتحميده، وتهليله، وتكبيره، واستغفاره.

الذّهاب مشياً على الأقدام إلى المسجد لأداء الصّلاة إن كان باستطاعة المسلم ذلك، والحرص على الاقتراب من الإمام.

القيام بأداء ركعتين عند القدوم إلى المسجد، وذلك تحيّةً للمسجد قبل أن تُقام صلاة الجمعة.

الابتعاد عن البيع والشّراء في الوقت الذي تُقام فيه صلاة الجمعة، فقد ورد نهيٌ في ذلك في القرآن الكريم،

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

التّوجه إلى الله -تعالى- بالدّعاء، والإلحاح في الطّلب؛ وسؤال المسلم ما يحتاج،

ذلك لأنّ في يوم الجمعة ساعة إجابةٍ لدعاء المسلم، فإنّ الله -تعالى- يستجيب له، ولا يردّه،

ويجدر بالذكر أن كلّ الأوقات في يوم الجمعة مباركة، ويستجيب فيها الله -تعالى- دعاء المسلم،

لكن هناك وقتان في يوم الجمعة أحرى بالإجابة وهما:

الوقت الأوّل:

وهو من وقت جلوس الإمام على المنبر أثناء الخطبة إلى وقت انتهاء الصّلاة.

الوقت الثّاني:

وهو الوقت الذي يقع ما بين صلاة العصر وغروب الشّمس.

المحافظة على أداء السّنة البعديّة بعد صلاة الجمعة، فقد قال رسول الله صلّى عليه وسلّم:

(إذا صَلَّى أحَدُكُمُ الجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَها أرْبَعًا).

أقرأ أيضا : سنن الجمعة وآدابها

ليلة الجمعة والأحاديث النبوية الخاصة بها

يوم الجمعة يوم مميز، فَضَّلَ الله بها هذا اليوم على ما سواه من الأيام فقد ورد عن الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ومنها:

عن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ،
فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَفِيهِ قُبِضَ،


وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ،


قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ- قَالَ :


إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام”
[رواه أبو داود]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


“خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا”[رواه مسلم].

اقرأ أيضا :  دعاء ليلة الجمعة المباركة

أحاديث نبوية أخرى خاصة بيوم الجمعة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اغتسل يوم الجُمعة وتطهّر بما استطاعَ ثُمَّ ادهن أو مسّ من طِيبٍ،


ثُم راحَ فلم يفرّق بين اثنين، فصلّى ما كُتِبَ له، ثُمَّ إذا خرج الإمام، أنصتَ غُفِرَ لهُ ما بينهُ وبينَ الجُمعة الأخُرى”

وعن ‏‏أبي هريرة ‏أن رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ذكر يوم الجمعة فقال ‏فيه ‏ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم‏ يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه وأشار بيده.

أقرأ أيضا : فضائل يوم الجمعة

وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

:من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكَّر وابتكر ومشى ولم يركب،


ودنا من الإمام فاستمع ولم يَلْغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها”

وروِي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:


“التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس”

عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


“إن الغُسل يوم الجمعة ليغسل الخطايا من أصول الشعر استلالاً”

وقال صلّى الله عليه وسلم:

“ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر ، ثم يخرج من بيته، حتى يأتي الجمعة،


و ينصت حتى تقضى صلاته، إلا كان كفارة لما قبلها من الجمعة”

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:


“من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئاً،


ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئًا”

شاهد أيضا :  كيفية أداء صلاة الجمعة وفضلها وخطبتها وأحكامها

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام