15 أكتوبر 2024

لماذا لقب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بالفاروق ؟

عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بالفاروق

عندما بعث الله سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة وكلفه بالتبليغ،

كانت عشيرته المقربه أول من بدأ النبي في دعوتهم إلى الإسلام،

وقد آمن به من آمن من الرجال والنساء على خشية من رجالات قريش وصناديدها أن يبطشوا بهم،

وقد كانوا يجتمعون في دار الأرقم بن الأرقم ليتدارسوا القرآن بعيداً عن أعين الناس.

ظلت حال الدعوة كذلك تتسم بالسرية والحذر حتى استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه حينما قال: (اللهم أيّد الإسلام بأحد العمرين )،

وقد كان النبي يقصد عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب لما عرف عنهما من الشدة والقوة،

وما يرجى من إسلام أحدهما من تمكين لهذا الدين ونصر وغلبة،

فمن هو الصحابي الجليل الذي أسلم بفضل دعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ وما اللقب الذي اشتهر به ؟

من هو عمر بن الخطاب:

 في يوم من الأيام وبينما كان عمر بن الخطاب يمشي متوشحاً سيفه يريد قتل النبي عليه الصلاة والسلام،

فإذا برجل يستوقفه ويخبره بأن أخته وزوجها قد تركا دين آبائهم وأسلما،

وما إن سمع عمر الخبر حتى سارع غاضباً إلى بيت أخته واقتحم عليهما الباب

فإذا عندهما الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه يقرئهما القرآن،

وقد هم عمر بضربهما والبطش بهما وفي لحظة من اللحظات يدعوه أحدهما لأن يسمع شيئا من القرآن الكريم،

فيستمع إليه عمر فيدخل حب الإسلام والقرآن في قلبه. يطلب عمر من زوج أخته أن يدله على مكان النبي عليه الصلاة والسلام،

وعند باب دار الأرقم يطرق عمر الباب فيفتح له النبي الكريم ويبادر إلى شده من قميصه ويرفعه عن الأرض،

فيردد عمر أمام النبي الكريم الشهادتين ويسلم فيفرح لذلك المسلمون ويكبرون.

 سبب تسمية عمر رضي الله عنه  بالفاروق :

 كان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحاً حقيقياً للمسلمين،

وقد عبر أحد الصحابة عن حالهم بعد إسلام عمر بقوله:

ما زلنا أعزة منذ أن أسلم عمر، فقد خرج المسلمون ليجهروا بالصلاة أمام الكافرين بدون خوف أو وجل،

كما كانوا يصلون عند الكعبة في رسالة تحدٍّ للمشركين. سمّى النبي عليه الصلاة والسلام عمر يومئذ بالفاروق

لأنه فرّق بين الحق والباطل وميّز بينهما،

فبعد أن كان المسلمون يستخفون من الناس، أصبحوا يجهرون بدعوتهم ورسالتهم متحدين قوى الظلام والشرك.

إسلام عمر الفاروق

أسلم الفاروقُ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- في السنة السادسةِ من النبوّة، بعد إسلام حمزة -رضي الله عنه- بثلاثة أيّام فقط،

وذلك في شهر ذي الحجّة، وقد أعزّ الله الإسلامَ بإسلامه، وقد شهد الفاروق الهجرة إلى المدينة،

وكان من بين المهاجرين إليها، إلّا أنّ هجرته كانت جَهراً، إلى جانب أنّه شارك -رضي الله عنه- في الغزوات جميعها مع الرسول -صلّى الله عليه وسلم-، ومن هذه الغزوات:

غزوة بدر.

غزوة أحد.

غزوة بني المصطلق.

غزوة الأحزاب.

غزوة صلح الحديبية.

غزوة خيبر.

فتح مكة.

غزوة حُنين.

غزوة تبوك.

لماذا سمى سيدنا عمر بالفاروق ؟

لقب الفاروق لأنه أعلن بالإسلام، والناس يومئذٍ يخفونه، ففرّق بين الحقّ والباطل و قد سماه بذلك الرسول عليه الصلاة و السلام…..

ذكر ابن الجوزي عن ابن عباس قال: “سألت عمر: لأيّ شيء سميت الفاروق؟ فذكر حديث إسلامه إلى أن قال:

“فأخرجنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفّين، له كديدٌ ككديد الرَّحَى، حتى دخلنا المسجد، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق”


وعن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرّق الله به بين الحق والباطل”


وعن أبي عمر وذكْوان قال: قلت لعائشة “من سَمَّى عمر الفاروق؟، قالت: النبي صلى الله عليه وسلم”.

وعن محمّد بن سعد يرفعه إلى الزهري، قال: “بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أوّل من قال لعمر: الفاروق؛

وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في ذلك شيئا .


وعن النزَّال بن سَبْرة الهلالي، قال: “وافقنا من علي بن أبي طالب طيب نفس، فقلنا:

“يا أمير المؤمنين، حدّثنا عن عمر بن الخطاب، قال: قال امرؤ سماه الله الفاروق فرّق بين الحق والباطل،

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم أعزّ الإسلام بعمر” .


وذكر أبو القاسم الأصفهاني عن ابن عمرو قال: “عمر سميتموه الفاروق أصبتم اسمه”.


وعن عبد الله بن عمرو قال: “عمر الفاروق أصبتم اسمه، يفرّق بين الحق والباطل”.


وقال أبو عبد الله بن سلامة في كتابه: (عيون المعارف):

“لقب الفاروق لأنه أعلن بالإسلام، والناس يومئذٍ يخفونه، ففرّق بين الحقّ والباطل”.

فضائل عمر بن الخطاب

لعمر بن الخطاب الكثير من الفضائل، يُذكر منها:

تبشيره بالجنة.

خوف الشيطان منه؛ فقد أخبره النبي بأنّه لو سلك طريقاً لسلك الشيطان طريقاً آخراً.

جرأته في الحق، والانقياد له إذا وجد نفسه على خطأ، وسكونه بالخوف من الله.

صاحب علمٍ ونظرةٍ ثاقبةٍ، ورؤيةٍ حكيمةٍ واسعةٍ. حبّ الناس له، فكانوا على استعدادٍ بأن يفتدوه بكلّ ما يملكون، وقلدوه في تصرفاته.

شهادة الكثير من الصحابة والتابعين له بالفضل والزُهد والتواضع.

كثرة بكائه من خشية الله.

عدله بين جميع الناس على حدٍ سواءٍ، حتى غدا ضرب المثل في العدل.

موافقته للوحي في عددٍ من الأمور والمسائل؛ منها:

اتخاذ المسلمين مصلّى من مقام إبراهيم عليه السلام، وآية الحجاب.

كراهته للخمر وتمنّي تحريمها قبل تحريم الله لها، ورد أنّ عمر قال: “اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً”.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام