9 ديسمبر 2024

لماذا وصف الله تعالى الشمس بالضياء والقمر بالنور؟

لماذا وصف الله تعالى الشمس بالضياء والقمر بالنور؟

قال الله تعالى:” هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (يونس 5).

وهنا نجد تشبيهاً علميّاً دقيقاً، فالشمس هي سراج، ولكن ماذا يعمل السراج العادي وما علاقته بالشمس؟

إن السراج يحرق الزيت ويصدر الضوء والحرارة، الشمس تقوم بالعمل ذاته فهي تحرق الهيدروجين وتدمجُه (بشكل نووي)  لتصدر الضوء والحرارة أيضاً.

القمر

أما القمر فلا يقوم بأي عمل من هذا النوع بل هو كالمرآة التي تعكس الأشعة الشمسية الساقطة عليه فيردَّ جزءاً منها إلى الأرض بمراحل متعاقبة على مدار الشهر.

فحجم الأشعة المنعكسة من القمر للأرض ليس ثابتاً، بل يتغير مع أيام الشهر بنظام دقيق ومحسوب.

ولولا هذا التقدير المحكم لمنازل القمر لم يستطع الإنسان معرفة الحساب والتاريخ والأوقات، وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده.

وتأمل معي هذه الآية التي تؤكد أن الشمس سراج وأن القمر هو جسم منير أي يستمد النور من غيره:

 قال الله تعالى:

تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً (الفرقان 61).

و قال تعالى:” وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً (نوح 16).

عندما نتأمل صورة القمر نجده عبارة عن جسم بارد لا يصدر الضوء بل يعكسه على شكل نور،

وهذه الحقيقة لم تكن معروفة زمن نزول القرآن، ولم يكن أحد يعلم أن القمر يعكس ضوء الشمس،

بل كان الناس يظنونه جسماً متوهجاً، ولكن القرآن صحح المفاهيم وأسماه “نور” وهذه التسمية دقيقة علمياً.

الشمس

أما الشمس فهي جسم ملتهب يصدر الضوء فهي ضياء وحتى عهد قريب لم يكن العلماء يميزون بين الشمس والقمر

حتى جاء العصر الحديث حيث أثبت العلم أن القمر كوكب بارد مهمته أن يعكس ضوء الشمس،

وأثبت العلم أن الشمس هي مصدر الضياء، وأنها فرن نووي ملتهب تحرق الوقود وتبث الضوء والحرارة.

وقمراً منيراً

يقول رائد الفضاء “يوجين” الذي صعد إلى القمر قبل 30 عاماً ومشى على سطحه عام 1972:

 إن سطح القمر وجوّه مغطى بشكل كبير بغبار يشبه الدخان، وهو يؤذي به رائد الفضاء ورئتيه، وهو أشبه ما يكون بحبيبات الزجاج!

وعندما عاد إلى الأرض اكتشف أن لديه حمى غبار القمر، هذا الغبار لا يشبه الغبار الذي نعرفه أبداً ولكنه يشبه الدخان تماماً!

هذا الغبار جاء إلى القمر منذ بلايين السنين، وبما أن القمر ليس له غلاف جوي،

فلذلك تضربه النيازك والأحجار الفضائية، ولذلك تجد صخور القمر أشبه ببلورات الزجاج المنيرة.

ويقول العلماء أن غبار القمر له خصائص حديدية ويمكن التقاطه بواسطة المغنطيس،

وهذه الخصائص تعطي لتربة وصخور وغبار القمر ميزات خاصة تجعلها فريدة من نوعها.

حقائق علمية حول القمر

القمر ليس له جو ولذلك ليس ه  ناك رياح، وبالتالي فإن درجة الحرارة تكون في النهار في الجانب المضيء 100 درجة،

وفي الليل أي في الجانب المظلم -173 درجة تحت الصفر. لأننا في الحقيقة لا نرى إلا وجهاً واحداً للقمر

لأن دورانه متوافق مع دوران الأرض والشمس بشكل عجيب ودقيق.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام