13 أكتوبر 2024

ماهي ثمار الجنة ؟

أشجار و ثمار الجنة كثيرة طيبة متنوعة، وقد أخبرنا الحق أن في الجنة أشجار العنب والنخل والرمان،

كما فيها أشجار السدر والطلح، (إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً) [النبأ: 31-32]،

(فيها فاكهة ونخل ورمان) [الرحمن: 68]،

(وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين* في سدر مخضود *وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة) [الواقعة: 27-32]،

و السدر هو شجر النبق الشائك، ولكنه في الجنة مخضود شوكه، أي منزوع.

والطلح: شجر من شجر الحجاز من نوع العضاه فيه شوك، ولكنه في الجنة منضود معد للتناول بلا كد ولا مشقة.

وصف بعض شجر الجنة

حدثنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن بعض شجر الجنة حديثاً عجباً ينبيك عن خلق بديع هائل يسبح الخيال في تقديره والتعرف عليه طويلاً،

ونحن نسوق لك بعض ما حدثنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – به.

1- الشجرة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام:

هذه شجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها، وقد بين الرسول – صلى الله عليه وسلم – عظم هذه الشجرة بأن أخبر أن الراكب لفرس من الخيل التي تعد للسباق يحتاج إلى مائة عام

حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه –

قال: إن في الجنة لشجرة (2) يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:

إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم: (وظل ممدود) [الواقعة: 30]

ورواه مسلم عن أبي هريرة وسهل بن سعد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها

2- سدرة المنتهى:

وهذه الشجرة ذكرها الحق في محكم التنزيل، وأخبر الحق أن رسولنا محمداً – صلى الله عليه وسلم – رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها عندها،

وأن هذه الشجرة عند جنة المأوى، كما أعلمنا أنه قد غشيها ما غشيها مما لا يعلمه إلا الله عندما رآها الرسول – صلى الله عليه وسلم -:

(ولقد رآها نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى) [النجم: 13-17].

وقد أخبرنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن هذه الشجرة بشيء مما رآه

ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال:

(أي جبريل) هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار، نهران باطنان، ونهران ظاهران،

قلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. رواه البخاري ومسلم.

وفي الصحيحين أيضاً: ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ونبقها مثل قلال هجر،

وورقها مثل آذان الفيلة، تكاد الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوان لا أدري ما هي،

ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك

3- شجرة طوبى:

وهذه شجرة عظيمة كبيرة تصنع ثياب أهل الجنة، ففي مسند أحمد، وتفسير ابن جرير، وصحيح ابن حبان عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

قال: طوبى شجرة في الجنة، مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها

وقد دل على أن ثياب أهل الجنة تشقق عنها ثمار الجنة الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم –

فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقاً تخلق، أمن نسجاً تنسج؟

فضحك بعض القوم، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ومم تضحكون،

من جاهل سأل عالماً؟ ثم أكب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

ثم قال: أين السائل؟ قال: هو ذا أنا يا رسول الله، قال: لا بل تشقق عنها ثمر الجنة، ثلاث مرات

ما هي ثمار الجنة؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه “هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها ( أي لا مثل لها)

هي وربِ الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، ونهر مُطّرد، وقصر مشيد، وفاكهة نضيجة،

وزوجة حسناء جميلة في مقام أبدي في حُبرة ونضرة في دار عالية بهية.”

تصور نفسك و أنت تملك واحدة من أشجار الجنة و هي أشجار الرمان و العنب و السدر و الطلح و غيرها

و هي ليست كأشجار الدنيا بل أن ثمار الجنة لا تشبه فواكه الدنيا سوى

في الاسم فالمسمى غير المسمى شكلها و لونها و مذاقها لا يعلم قدره و مقداره إلا الذي خلقها و أبدعها

فان كانت تربة الجنة التي أنتجت تلك الثمار هي المسك و الزعفران فلون التربة لون الزعفران و الريح ريح المسك الخالص.

الفواكه والثمار

يقول تعالى عن نعيم السابقون المقربون أن لهم: { َفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ(20) }

يطوف عليهم بما يتخيرون من الثمار {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ(55)}

مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر لهم وهم آمنون من انقطاعه وامتناعه بل يحضر إليهم كلما أرادوا

آمنين من انقطاع ما هم فيه من النعيم , آمنين من أن ينالهم من أكلها أذى أو مكروه

ولأهل الجنة { مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ(52)}

صنفان ضربان رطب ويابس لا يقصر هذا عن ذلك في الفضل والطيب

لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ(57)}

لهم فيها فاكهة من جميع أنواعها ولهم ما يدعون أي مهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذ الثمرة الناضجة والفاكهة الخضرة

ثمار النخيل

فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ(11)}

فاكهة مختلفة الألوان والطعوم والروائح والنخل ذات الأكمام أفرده بالذكر لشرفه ونفعه رطبا ويابسا والأكمام

هي أوعية الطلع الذي يطلع فيه العنقود ثم ينشق عن العنقود

فيكون بسرا ثم رطبا ثم ينضج ويتناهى نفعه واستواؤه

الرمان

ولأهل الجنة { فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ(68)}

أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما ولفضلهما وحسن موقعهما على الفاكهة

أفردا بالذكر لأن النخل ثمره فاكهة وطعام , والرمان فاكهة ودواء , فلم يخلصا للتفكه

العنب

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا(31)حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا(32) }

والعنب عظم ، العنقود منها مسيرة شهر للغراب الأبقع لا يقع ولا ينثني ولا يفتر الحبة منه كالإهاب المدبوغ

الموز

{ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ(29)}

الموز وثمره أحلى من العسل الثمار يتدلى عليه يأخذ منها الفاكهة وتعود كما كانت

{وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا(14) }

ثمار الجنة إذا نزع عاد مكانه مثله

{ أن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى }

أسباب

لقد جعل الله سبحانه وتعالى في الجنّة من أسباب النعيم والملذات وأسباب الراحة، ما يُسعد المؤمنين ويسرّ ويريح نفوسهم

فقال تعالى ” يَدْعُونَ فِيهَا بِكلّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ” الدخان: 55  هذا يدل على أمنهم من انقطاعها ومضرتها. 

وقال تعالى”وَتِلْكَ الْجَنّةُ الّتِيَ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مّنْهَا تَأْكُلُونَ” الزخرف 72: 73 

وقال تعالى“وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ”الواقعة 33:32  أي لا تكون في وقت دون وقت ولا تمنع ممن أرادها.  

و قال في سورة الواقعة الآية 20 “وفاكهة مما يتخيرون 

قال الحسن رحمه الله تعالى في قوله تعالى(وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً ) :

أي خيارٌ كله لا رذل ألم تروا إلى ثمر الدنيا كيف تسترذلون بعضه وأن ذلك ليس فيه رذل ،

وقال قتادة خيار لا رذل فيه فإن ثمار الدنيا ينقى منها ويرذل منها وكذلك قال ابن جريح وجماعة ،

وعلى هذا فالمراد بالتشابه التوافق والتماثل.

وفي ” الصحيحين ” من حديث مالك ، عن زيد بن أسلم  عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس في حديث صلاة الكسوف ،

قالو عباس في حديث صلاة الكسوف ، قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت .

فقال : ” إني رأيت – أو : أريت – الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا”. 


وفي ” المسند ” من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل ،

عن جابر ، فقال :

” إنه عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة ، فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به ،

فحيل بيني وبينه ، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض ، لا ينقصونه ” .


وفي ” صحيح مسلم ” من رواية أبي الزبير ، عن جابر شاهد لذلك ، وتقدم في ” المسند ” عن عتبة بن عبد السلمي ،

 أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة : فيها عنب ؟ قال : ” نعم ” .

قال : فما عظم العنقود ؟ قال : ” مسيرة شهر للغراب الأبقع يطير ، ولا يفتر ” .

وقال الطبراني : حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا ريحان بن سعيد ، عن عباد بن منصور ،

عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

” إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى ” . قال الحافظ الضياء : عباد تكلم فيه بعض العلماء .

وقال الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا عقبة بن مكرم [ ص: 316 ] العمي ، 

حدثنا ربعي بن إبراهيم ابن علية ، حدثنا عوف ، عن قسامة بن زهير ،

 عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

” لما أهبط الله آدم من الجنة علمه صنعة كل شيء ، وزوده من ثمار الجنة ; فثماركم هذه من ثمار الجنة ، غير أنها تغير ، وتلك لا تغير ” 

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام