4 أكتوبر 2024

ما حكم تسوية الصفوف في الصلاة ؟

                    ما حكم تسوية الصفوف فالصلاة ؟

ان الصلاة صِلةٌ بين العبد و ربّه الذي خلقه ، إنّ الصلاة هي أحد أهمّ أركان الإسلام التي يقوم عليها الدين الإسلامي،

تسوية الصفوف في الصلاة

تسّوية الصفوف في الصلاة واجبٌ، يشترك فيه الإمام والمأموم على حدٍ سواءٍ،

فيلزم المأموم السمع لإمامه عندما يوجّههُ إلى تسّوية الصفوف والتراصّ، وعليه ألّا يتضجر من تسوية الصفوف بل يكون عوناً لإمامه،

لأنّ ذلك فيه تعاونٌ على البرّ والتقوى، وقد حثّ النبي محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- على تسوية الصفوف، وأمر بذلك،

ودليل ذلك فيما رواه جابر بن سمرة -رضي الله عنه- عندما قال: (خرج علينا رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم،

فقال: مالي أراكم رافعي أيديكم كأنّها أذنابُ خيلٍ شُمُسٍ، اسكُنوا في الصلاةِ، قال: ثم خرج علينا فرآنا حَلقًاً،

فقال:ما لي أراكم عِزين، قال: ثم خرج علينا فقال: ألا تَصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكةُ عند ربِّها؟

فقلنا: يا رسولَ اللهِ وكيف تَصُفُّ الملائكةُ عند ربِّها؟ قال: يتمون الصفوفَ الأُولَ ويتراصون في الصفِّ)،

ويدلّ ذلك بدوره على وحدة الأمة، والتزام جماعتها بدينٍ واحدٍ وهو الدين الإسلامي، وأنّ الإرشاد إلى تراص الصفوف وتقارُبها يعمل على سدّ الخلل؛

ممّا يمنع الشيطان من التسلّل من بينها، والدخول بين المصلّين؛ لأنّ الشيطان يدخل من الفرجات؛ ليُفسد قلوبهم،

ويشوشهم عن صلاتهم، وليس المراد بالتراص في الصلاة التزاحم؛ بل المقصود الاعتدال في الصف، وعدم ترك فرجاتٍ للشيطان.

الأمر بتسوية الصف:

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((سوُّوا صُفوفكم؛ فإنَّ تسوية الصف من إقامة الصلاة))

يجب تسوية الصفوف في الصلاة، ولا فرق في ذلك بين صلاة العيد وغيرها من الصلوات .

ومن هذه التسوية :

إتمام الصفوف ووصلها وعدم وجود فرج بينها

وقد روى أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(أَقِيمُوا الصُّفُوفَ ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ) صححه الألباني .


وروى مسلم  عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

(أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟)

فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟ قَالَ : (يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ) .


وروى أبو داود والنسائي  عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(أَتِمُّوا الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود وغيره .


حكم تسوية الصفوف :

فقد ثبت في جملة من الأحاديث الصحاح الأمر بتسوية الصفوف، ومن تسويتها سد الفرج من تلك الأحاديث حديث النعمان بن بشير المتفق عليه،

ولفظه كما في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)


وقد اختلف أهل العلم في حكم تسوية الصف، حيث ذهب بعضهم إلى أن تسويته واجبة يترتب على تاركها الإثم،

مستدلا بما أخرجه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قدم المدينة فقيل له: ما أنكرت منا منذ عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال:( ما أنكرت شيئاً إلا أنكم لا تقيمون الصفوف).وبالأمر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سووا صفوفكم). متفق عليه

صلوا كما رأيتموني أصلي


ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه مسلم.


ولقوله صلى الله عليه وسلم: (أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري)،

قال أنس -وهو الراوي للحديث- وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه. رواه البخاري.


إلا أن الجمهور ذهبوا إلى سنية تسوية الصفوف وتأكدها، ولا إثم عندهم على تاركها،

وإن كان قد فاته خير كبير، وفضل عظيم.


والحاصل أن تسوية الصفوف سنة مؤكدة، وليست بواجبة عند جمهور العلماء،

وعلى هذا فمن تركها لا يأثم، والذي يطلبها من الأخرين ولا يستجيبون له قد فعل ما عليه.


والله أعلم.

حكم تسوية الصفوف للنساء:

يجب تسوية الصفوف في الصلاة ، وقد تقدم بيان ذلك ولا فرق بين صفوف النساء وللرجال ؛ لعموم الأدلة .


ومن تسوية الصفوف :

إتمامها ووصلها وعدم وجود فرج بينها ، وقد روى أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( أَقِيمُوا الصُّفُوفَ ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ ،

وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ )

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” عموم الأدلة تدل على تسوية الصفوف في كل جماعة ،

في الفريضة ، أو النافلة كصلاة القيام ، أو الجنازة ، أو جماعة النساء ،

فمتى شرع الصف شرعت فيه المساواة .


وكثير من الناس يتهاونون في تسوية الصفوف مع أن الأدلة تدل أن تسوية الصفوف واجبة ،

ومن ذلك حرص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وخلفائه على تسوية الصفوف ،

حتى إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمسح بصدور أصحابه ومناكبهم ويقول :

” استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم”

وكان الخلفاء الراشدون كعمر، وعثمان رضي الله عنهما يُوكِّلون رجالاً يسوون الصفوف فإذا أخبروهم أن الصفوف استوت كبروا للصلاة ” .


وختامًا:

“فعليك – رحمك الله تعالى – بالمبادرة إلى الصف الأول، وعليك برص الصفوف وتسويتها ما استطعت؛

فإن هذه سنَّة مُثبتة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مَن أحياها كان معه في الجنة، كما ورَدَ”

وهذا آخر ما وفَّقني الله – عز وجل – لذكره من تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفُرَج في هذه الرسالة.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام