الاحتفال برأس السنة الميلادية
حكم الاحتفال :
انعقد إجماع علماء الأمة سلفًا وخلفًا، على أن مشاركة المسلم الكافر أفراحه -خصوصًا التعبدية منها- حرام، لا تحل بحال.
ومن ذلك الذي يحرم على العبد المسلم الابتهاج به مع الكفار،
الاحتفال بما يسمى بعيد رأس السنة الميلادية، لأنه من خصائص دينهم الباطل، المحرم علينا تقليدهم أو تشبههم فيه، اتفاقًا.
وقد قرر علماء الأمة رحمهم الله جميعًا أن الاحتفال بهذا اليوم، منكر لا يحل لمسلم فعله.
* شرع الله سبحانه وتعالى لأمّة الإسلام عيدين فقط في السنة،
وهما الفطر والأضحى، ومع الأسف فقد ذهب العديد من المسلمين للاحتفال بعيد لم يأذن به الله عزّ وجلّ،
وهو عيد رأس السنة، هذا العيد الذي لا يمتّ للإسلام بصلة، فلا يجوز لأي مسلم أن يحتفلَ بعيد رأس السنة،
وقال الله جلّ وعلا: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)،
وفسّرها مجاهد وغيره أنّها الأعياد الخاصة بالمشركين، وورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
(قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ).
وقد حرّم الأئمة الأربعة بالإجماع احتفالَ المسلمين بهذا العيد، وقد شدّد علماء المالكية على هذا، حتى أنّه يجب عدم تقديم التهاني لهم.
أسباب هذا التحريم:
1- أن في هذا الاحتفال تشبه وتقليد بيِّن لما عليه النصارى عباد الصليب، ومقتضى هذا التقليد أو التشبه؛
بيان أفضلية المقلَّد على المقلِّد له، وهذا لا يصح من مسلم فضّله الله وكرمه على غيره من أهل الأديان.
2- أن فيه إظهار الود للكفار، المحرم علينا لأهل الكفر، كما قال ربنا جل وعلا:
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يوأدون مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخوانهم أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة من الآية:22]،
ويظهر هذا الود هنا في أمور: الأول: تهنئتهم بهذا اليوم. الثاني: حضور احتفالاتهم التي يقيمونها بهذا الخصوص. الثالث: الفرح معهم ومشاركتهم ذلك.
3- أن في هذا الاحتفال أيضًا إظهار ضعف المسلم للكافر، بتنازله عن مبادئه وقيمه ؛
وهذا بين في حضور بعض المسلمين
مثل هذه الاحتفالات التي يُعصى الله بها بأفحش المنكرات وأخبث الرذائل.
4- أن هذا الاحتفال من البدع التي أحدثها البشر بغير دليل من الشرع، فلو أن المسلمين أنفسهم من أحدثوه، لكفى في رده وعدم العمل به،
إذ العمل بالبدعة منهي عنها بالجملة، فكيف إذا كان أهل الكفر، وعباد الصليب من أحدثوه، فإذا اجتمع الوصفان صارا علتين مستقلتين في القبح والنهي، كما أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاقتضاء.
5- إن في هذا الاحتفال اعتراف صريح بدين النصارى، وما هم عليه أتباعه من الباطل والبهتان،
وهذا أمر من الخطورة بمكان، إذ لا دين حق عند الله بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم، إلا دين الإسلام،
قال الله: {إن الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران من الآية:19]،
وقال جل وعز: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]،
فمن اعتقد خلاف هذا، كفر والعياذ بالله ؛ إذا قامت عليه الحجة، وتبين له الحق.
ثم إن أعيادهم لا تنفك عن المعصية والمنكر وأعظم ذلك تعظيمهم للصليب وإشراكهم بالله تعالى وهل هناك شرك أعظم من دعوتهم لعيسى عليه السلام بأنه إله أو ابن إله،
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، إضافة إلى ما يقع في احتفالاتهم بأعيادهم من هتك للأعراض واقتراف للفواحش وشرب للمسكرات ولهو ومجون،
مما هو موجب لسخط الله ومقته، فهل يليق بالمسلم الموحد بالله رب العالمين أن يشارك أو يهنئ هؤلاء الضالين بهذه المناسبة
ألا فليتق الله أولئك الذين يتساهلون في مثل هذه الأمور، وليرجعوا إلى دينهم، نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
صِحَّة سقوط صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد.. وزارة الشؤون الدينية توضح
هل أضحي عن والدي المتوفيان؟
توزيع المال بدلا من العقيقة