28 يونيو 2025

هل تجوز قراءة القرآن على القبور ام لا ؟

هل تجوز قراءة القرآن على القبور ام لا ؟

ان القرآن الكريم كتاب الله أنزله عزّ وجلّ ليعمل به الناس في حياتهم  فهو يرشدهم إلى الحق فيما يتعلق بالعقيدة والعمل  وجعل لهم الثواب العظيم على قراءته.

ما نراه اليوم من قراءة القرآن على المقابر يتنافى مع حرمة القرآن وتعظيمه وإجلاله

 إذ أصبح وسيلة للتسوّل  وأصبح القارئ ينظر إليه بعين الازدراء  ولهذا يجب الامتناع عن قراءة القرآن على المقابر  

ومن أراد الأجر والثواب للميت فليتصدَّق عنه وليدعُ له  ولا بأس بأن يقرأ في بيته أو في المسجد

ويهب ثواب قراءته للميت فإنه يصله إن شاء الله تعالى.

وأما إذا زار القبر فالسنة أن يقول

: “السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين  وإنا إن شاء الله بكم لاحقون  أنتم فرطنا

ونحن لكم تبع  نسأل الله لنا ولكم العافية  اللهم لا تحرمنا أجرهم  ولا تفتنا بعدهم  واغفر لنا ولهم”.  

ونحو هذا من الأدعية.

ومما يُؤسف له في المآتم أن يقرأ القارئ ولا يستمع له الحاضرون

 أو أن يكون صوت القارئ مسجلًّا على شريط ثم يُقرأ فلا يُستمع له  وقد قال الله تعالى 

: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” الأعراف .

ويزداد الأمر سوءاً عندما يأخذ البعض بتدخين السجاير في المآتم والقارئ يقرأ  

فهذا مجلس إلى الغضب أقرب منه إلى الرحمة  نسأل الله العافية.

حكم قراءة  القران على القبور :

هذا العمل بدعة لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم

: ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” متفق على صحته وقوله صلى الله عليه وسلم

: ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ”

أخرجه مسلم في صحيحه   والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

ولم يكن من سنته صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه الراشدين رضي الله عنهم القراءة على القبور

  أو الاحتفال بالموتى وذكرى وفاتهم . والخير كله في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ،

وخلفائه الراشدين ومن سلك سبيلهم كما قال عز وجل

: ” والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه

وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ” .

  وقال صلى الله عليه وسلم : ” عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها

وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة

كل بدعة ضلالة ” وصح عنه صلى الله عليه وسلم

أنه كان يقول في خطبته يوم الجمعة : ”

أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها

وكل بدعة ضلالة ” والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ما ينفع المسلم بعد موته

فقال صلى الله عليه وسلم : ” إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة

: إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له

” أخرجه مسلم في صحيحه ، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال

: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال صلى الله عليه وسلم

: ” نعم ؛ الصلاة عليهما والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ،

وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ”

والمراد بالعهد الوصية التي يوصي بها الميت ، فمن بره إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر .

ومن بر الوالدين الصدقة عنهما والدعاء لهما والحج والعمرة عنهما ، والله ولي التوفيق .

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام