16 أبريل 2025

هل أتزوج الغنية رغم أني لا أقبلها؟

السؤال:

السلام عليكم، أنا أبحث عن زوجة صالحة لكن حالتي المادية بسيطة جداً، أنا أملك مقومات زواجي لكن الدخل بسيط وقد نصحني بعض الناس أن أتزوج موظفة كي نتعاون معاً في المعيشة. أنا أريد زوجة متدينة وجميلة أتقبلها وترتاح لها نفسي، وكلما أذهب لعروسة موظفة لم أشعر براحة خاصة من ناحية شكلها ووجدت أخريات غير موظفات لكنهن جميلات فأنا في حيرة شديدة هل أتزوج بإنسانة ليست مقبولة بالنسبة لي فقط لأنها موظفة وهل سأتقبلها بعد ذلك أم لا؟

الإجابة:

بني الزواج في الشريعة الإسلامية على التبسيط والتخفيف وليس على التعقيد والإثقال، فخير النساء أيسرهن مؤنة، وإذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. إلى غير ذلك من أوامر الشريعة..

السائل الكريم:

أنت أفضل بكثير من شباب آخرين لا يملكون باءة الزواج، خصوصاً في بلاد صارت الباءة حملاً ثقيلاً. والزواج حياة طويلة تربط الزوجين ولكي تقوم على أساس متين لابد لها مقومات بها تقوى هذه الحياة ولا تتأثر بتقلبات الزمان.   ومن هذه المقومات الاختيار الصحيح لشريكة حياتك، فلابد أن تتصف بالدين والخلق أولاً (فاظفر بذات الدين) كما في الحديث. فصاحبة الدين هي التي تحفظ غيابك وتصون مالك وترقى بتربية أولادك. وأمر آخر هام في الاختيار، وهو القبول كالقبول النفسي والشكلي، فما أبأس أن تقوم حياة بين زوجين بدون قبول نفسي فماذا تنتظر من زواج لا تقبله العين ولا ترتاح إليه النفس عبر لقاء وحديث ورؤية شرعية في وجود ولي المرأة. والقبول هنا هدوء نفس وتقبل وإحساس بالاطمئنان، والرغبة في الارتباط بها أو به.   فلا توهم نفسك أنك إذ لم يحدث قبول للفتاة الموظفة التي تريد الاستفادة من دخلها، أن القبول لها سيأتي بعد ذلك، أبداً، فالقبول هو نقطة البداية، وهو أساس مهم لاستمرار الحياة بين الزوجين ولذلك نبه عليه صلى الله عليه وسلم..   فمهما كانت المشكلات فيما بعد، فستجد القبول من الأسباب الرئيسية لإقبال أحد الزوجين للبدء بالسلام على شريكه. فعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»- أي أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا – (الترمذي) .