26 يوليو 2024

الكون من حولك يدلّك على الله

الكون من حولك يدلّك على الله

إنّ كلّ من يأتي ضيفا إلى مملكة هذه الدنيا ويحل في دار ضيافتها ، كلّما فتح عينيه ونظر رأى معرضا في غاية

الإبداع ومُتنزها جميلا في غاية الروعة و كتابا مفتوحا ذا معان في غاية البلاغة والحكمة تدُلّ كلّها على وجود ربٍّ

عظيم مُسيّر لهذا الكون .

قال تعالى : ” تُسبّحُ لهُ السّمواتُ السّبعُ والأرضُ ومن فيهنّ وإن من شيء إلّا يٌسبّحُ بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهُم إنّه

كان حليمًا غفورًا ” ( الإسراء 44)

إنّ الآيات الداعية للتفكّر في ذات الله وإعمال العقل كثيرة ، فالله تبارك وتعالى خلق الإنسان وفضّله بالعقل وجعله أداة

التكليف . لذلك يجب على الإنسان أن يُعمل عقله ويتفكّر في ذات الله فإنّ شرف العلم بشرف المعلوم.

والدلائل الكونيّة الدالّة على وجود الله ظاهرة جليّة لمن وفّقه الله لفهمها وإدراكها .

السحاب

إنّ السحاب الذي عُلّق بين السّماء والأرض يسقي روضة الأرض سقيا طيّبا فتنبت الأشجار وتُزهر الثمار ثم إنّه

يختفي ويتبدّدُ فورا بعد أن ملأ أرجاء الكون خيرا واستبشارا ، فيتوارى عن الأنظار دون أن يترك أثرا مثل ظهور

وإختفاء جيش منظم طبقا لأوامر فوريّة .

ثم ننظرإلى المطر فنرى أنّ تلك القطرات اللّطبفة البراقة العذبة التي أُرسلت من خزينة الرحمة تزخر بهدايا

رحمانيّة لذلك أطلق عليها اسم الغيث و الرحمة .

الكون من حولك يدلّك على الله

أمّا الرّياح التي تجول في الجوّ فيرى أنّ الهواء يُستخدم في وظائف كثيرة في مُنتهى الحكمة والكرم فهي تنقُلُ

الأصوات أو المواد الضروريّة لذوي الحياة كالحرارة والضوء .

قال تعالى : ” وتصريف الرّياح والسّحاب المُسخّر بين السّماء والأرض لآياتٍ لقوم يعقلون ” (البقرة 174)

وما هذا النظام البديع إلّا دليلا واضحا كالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها على وجود الله تبارك وتعالى .

البحار

إنّ البحار التي تتماوج بحيويّة وتتلاطم بشدّة قد أحاطت بكرة الأرض ، فهُما تسيّران في منتهى السرعة وتجريان في

سنة واحدة ضمن دائرة مقدارها خمس وعشرون ألف سنة .وعلى الرغم من كلّ هذا فهي لا تتفرّق أبدا ولا تنسكبُ

مطلقا ولا تساولي على جارتها اليابسة .

وإذا ما نظرنا إلى جوف البحر نرى عالما جميلا في قمّة الدقّة والإنتظام ،فهي موطن آلاف الحيوانات المتنوّعة التي

يُسيّر الله لها أرزاقها.

الجبال والصحاري

بروز الجبال واندفاعها من الأرض بأمر ربّاني يُهدّئُ هيجان الأرض ويُخفّف من غضبها وسخطها ويدعها تتنفّسُ

مُستريحة بفوران تلك الجبال ومن خلال منافذها فتتخلّصُ بذلك من الزلازل المُهلكة .

الأشجار والنباتات

إنّ الأشجار المُثمرة وجميع النباتات المُزهرة وجميع النباتات الفصيحة تُؤدّي شهادتها مُسبّحة بكلمة التوحيد ” لا إله

إلّا هو “

الكون من حولك يدلّك على الله

تابعونا على نور الإسلام و الإنسان