تعريف الطهارة وحكمها عند المالكيّة
الطهارة في اللغة هي النزاهة عن الادناس الحسية و المعنوية فالحسية كالنجاسات و المعنوية كالكبر والشرك
والرياء والحذالك فتقول قلب طائر و تقول ثوب طاهر و الطاهرة في الاصطلاح اختلفت فيها تعارف الفقهاء قال
المالكية كما ذكر ابن عرفة
الورغمي التونسي في حدوده الطهارة صفة حكمية توجب لموصوفها استباحة الصلاة به او فيه او له وهي عند
الاحناف كما قال
ابن لجيم زوال الحدث او الخبث و هي عند الشافعية كما قال النووي رفع حدث او ازالة خبث وما في معناهما
و على صورتهما
و هي عند الحنافية كما قال ابن قدامى رفع ما يمنع من الصلاة من حدث او خبث بالماء او رفع حكمهما بالتراب
وورد على تعريف
الحنافية و الشافعية انه ليس تعريف للطهارة و انما هو تعريف للتطهير الرفع و الازالة هذا تعريف للتطهيرو ليس
تعريف للطهارة
و لذالك قال ابن عرفة صفة حكمية و لم يقل ازالة و معنى قوله صفة حكمية اي صفة يحكام بوجودها يقدر قيامها
تقديرا وليست
هي معنا وجوديا ليست معنا حسيا انما هو معنا يحكام بوجودها قال صفة حكمية توجب لموصوفها اي لمن قامت به
جواز استباحة
الصلاة لانه لما لم تكن تلك الصفة قائمة به لم يكن مباح له طلب الصلاة كان ممنوع من طلب الصلاة فلما قامت به
هذه الصفة التي
هي الطهارة جاز له ان يطلب الصلاة و غيرها ممن يشترط له الطهارة قال صفة حكمية توجب لموصوفها استباحة
الصلاة به
اي بملابسه و هذا يشمل طهارة الثوب و طهارة المصلي ظاهرا او فيه و هذا يشبه المكان او له هل يشبه المصلي
و على كل حال
تعرف ان عرفة مشهورة بشيء من التعقيد فلذلك جاء الرصار رحمه الله ليجليا بعد تعقيدها اظهار و ابيان اوضح
من تعريف ابن
عرفة تعريف الدردير رحمه الله فقد قال الطهارة صفة حكمية يستباح بها ما منعه الحدث و حكم الخبث و هذا اظهر
و الطهارة واجبة
في الكتاب و السنة و الاجماع فأما الكتاب فقول ربنا سبحانه ” يأيها اللذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا
وجوهكم و ايديكم الى
المرافق و امسحوا برؤوسكم و ارجلكم الي الكعبين “. و قول ربنا سبحانه ” يأيها اللذين امنوا لا تقربوا الصلاة
و انتم سكارى حتى
تعلموا ما تقولون ولا جنب إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا”. اما دليل الحديث فما رواه الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ و ما رواه مسلم عن ابن عمر رضي الل
ه عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال لا تقبل صلاة بغير طهور و انعقد الاجماع على ان الطهارة شرط صحة في الصلاة و
الطهارة لها شئن عظيم
اي شئن في شريعتنا فقد روا احمد ابو داود التلميذي ابن ماجح عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال مفتاح الصلاة الطهور و تحريمها التكبير و تحليلها التسليم وروي البخاري عن ابي مالك الاشعري رضي
الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال الطهور شطر الايمان و الحمد لله تملئ الميزان و سبحان الله و الحمد لله تملئان او
تملائما بين السماوات
و الارض و الصلاة نور و الصدقة برهان و الصبر ضياء و القران حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه
فمعتقها او موبقها
و قد قال ربنا سبحانه فيه رجال يحبون اي يتطهروا و الله يحب المتطهرين قال ابو التفسيري نزلت في اهل قبى لأنهم
كانوا يغسلون
عنهم الاذى بالماء وهذا اطهر و اطيب و قد قال ربنا سبحانه ما يريد الله ان يجعل عليكم من حرج و لكن يريد
ليطهركم و ليتم
نعمته عليكم لعلكنم تشكرون و قال ربنا سبحانه ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين و المسلم ينبغي له ان يكون
حريصا على طهارة
ظاهره و طهارة باطنه ولا يقصر همه و يحصر همه في طهارة الظاهر و يرضى بان يكون باطنه قبيحا غير طاهر
غير نظيف وفي مثل
هذا قد قال ابو فتحي البستي رحمه الله يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته اتطلب الربح مما فيه خسران اقبل على النفس فاستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم انسان فقد ذكر الغزالي في احياء علوم الدين ان الطهارة اربعة مراتب و تابعو على ذلك
الشيخ مرتضى الزبيدي
في اتحاف سنة المتقين و تابعه على ذلك صديق حسن خان في ابجد العلوم و تابعه على ذلك غير هؤلاء فقال
للطهارة اربعة مراتب
المرتبة الاولى تطهير الاعظاء الظاهرة من النجاسات بالغسل و الوضوء و تقليم الاظفار و نفت الابط و حلق العنة
و نحو ذلك المرحلة
الثانية تطهير الاعضاء و تطهير الجوارح عن المحرمات كالسرقة والزناء و الكذب و نحو ذلك و المرتبة الثالثة
تطهير القلب عن
الاخلاق المذمومة كالكبر و الرياء و الحسد و العجل و غير ذلك و المرتبة الرابعة تطهير السر عن ما سوى الله
و المقصود بالسر باطن
القلب فيعرف و يعلم المكلف انما ما اصابه من خير فمن الله و ما اصابه من غير ذلك فابتلاء من الله فيطمئن لكل
ذلك قلبه و يصدق فيه
قوله تعالى ما اصاب من مصيبة الى بأذن الله و من يؤمن بالله يهدي قلبه قال بعض ال التفسير هو العبد تصيبه
المصيبة فيعلم انها من
عند الله فيطمئن لذلك قلبه و يصدق في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ان تعبد الله كأنك تراه و اكثر الناس مع
الاسف انما حرصها
على نظافة مظهرها وما ينفع تطهير الاعطاف و الارداف و الباطن مشحون خبثا يعني هؤلاء الكفار يغتسلون في كل
يوم مرتين ما
ينفعهم غسلهم هذا مع النجس الاكبر و القذر الاكبر الذي هو الشرك بالله.

تعريف الطهارة وحكمها عند المالكيّة
تابعونا على نور الإسلام و الإنسان
More Stories
وفاة الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني
فلكياً.. موعد عيد الفطر في عدة دول
رمضان 29 ولا 30 يوما.. الحسابات تكشف عدد أيام الشهر المبارك