2 يوليو 2025

من هم المتحسرون والنادمون يَوْمَ الْقِيَامَةِ

من هم المتحسرون والنادمون يَوْمَ الْقِيَامَةِ

الخلائق جميعا سيجمعهم الله في يوم تشيب له الولدان وتتصدع فيه القلوب وتقشعر له الابدان في مشهد مهول

وأحوال فضيعة وأوقات عصيبة ومواقف عظيمة

لقد امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان ينذر الناس يوم الحسرة والندامة وهو يوم القيامة حيث تشتد فيه الحسرة

وتعظم فيه الندامة.

الناس يوم القيامة صنفان:

اما مؤمنون وهؤلاء الدين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له ولم يشركوا به شيء فقال تعالى:” لم يحزنهم

الفزع الأكبر”

والصنف الاخر هم خائفون ونادمون ومتحسرون والذين يحزنهم الفزع الأكبر يوم القيامة

والحسرة يوم القيامة هي شدة الندم على ما مضى وهو تعبير عن حزن لمصاب وقع

ومن أسماء يوم القيامة يوم الحسرة  فقال الله تعالى في سورة مريم:” وأنذرهم يوم الحسرة إذا قضي الامر وهم

في غفلة وهم لا يؤمنون”

فيوم الحسرة والندامة يندم الكافر على كفره ويندم الظالم على ظلمه والمقصر في طاعة ربه على تقصيره ولكن لا

ينفع الندم ال الله تعالى:” يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار”

فأي حسرة أعظم من فوات رضاء الله وجناته واستحقاق سخطه والنار على وجه لا يمكن الرجوع منه ليستأنف

أحدهم العمل ولا سبيل له لتغيير حاله للعودة الى الدنيا

والمراد بيوم الحسرة يوم الحساب وقد اضيف اليوم للحسرة بكثرة ما يحدث اليوم من تحسر للمجرمين على ما

فرطوا فيه من أسباب النجاة فكان ذلك اليوم بما اختصت به الحصرة فهو يوم حسرة بالنسبة إليهم وان كان يوم

فرحة بالنسبة للصالحين وباعتبار اخر الناس يتحسرون يوم القيامة المؤمن والمحسن

يتحسر لعدم ازدياديه من الطاعة والاحسان والمسيء يتحسر لتفريطه في جنب الله وضاع اوقاته في المعاصي

والموبقات.

وأنذرهم يوم الحسرة نفسهم في ذلك المشهد العظيم يوم تزل القدم ولا ينفع الندم للمسيء على إساءته وللمحسن

على عدم ازدياديه بالإحسان

انواع الحسرة:

للحسرات أنواع كثيرة منها حسرة من ترك قراءة صورة البقرة لمن استطاع ذلك يقول عليه الصلاة والسلام:”

اقرءوا البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة “

اما الحسرة الثانية فهي لأصحاب المجالس التي تخلو من ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه

وسلم الذي قال:” ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله عز وجل الا كان علهم حسرة يوم القيامة وان دخلوا الجنة للثواب

وأيضا حسرة على اعمال صالحة خلاطتها الشوائب والاكدار اذ قال تعالى:” وبدا لهم من الله ما لم يكونوا

يحتسبون”

اما حسرة الكفار والعصاة والمجرمين والظالمين المفرطين والفرطين يوم القيامة عديدة ومتنوعة

هي عذاب معنوي اشد من العذاب الجسدي والحسي

وأخيرا حسرة اتباع الشيطان الذين استجابوا لنزغتاه ووساوسه يتخلى عنهما الشيطان في النار قال تعالى:” وقال

الشيطان يوم قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم

فاستجبتم لي”

من هم المتحسرون والنادمون يَوْمَ الْقِيَامَةِ

تابعونا على نور الإسلام و الإنسان