المحتوى
إذا أردت أن يحفظك الله..إلتزم بهذه الوصيّة

عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قال : ” كنت خلف رسول الله صلّ الله عليه وسلّم يوما فقال يا غلام إنّي
أعلّمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنّ الأمة
لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك إلّا بشيئ قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على أن يضرّوك لن يضرّوك إلّا
بشيئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام جفّت الصحف “
رواه الترمذي في سننه ، أبواب صفة القيامة ج4 / ص 284 -285
تخريج الحديث
1- من رواه ؟ : رواه عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما
2- من أخرجه ؟ : الترمذي
3- في أيّ كتاب ؟ : كتاب السنن ، أبواب صفة القيامة ج4 / ص 284 -285
شرح الحديث
استعمل الرسول صّلى الله عليه وسلّم أسلوبا تقريرا في خطابه مع بن عبّاس وأفرده بهذه الوصيّة الجامعة نظرا
لشدّة ذكائه رضي الله عنه ، كيف لا وقد كان يكنى بحبر الأمة و ترجمان القرآن .فقد كان من أعلم الصحابة بتفسير
القرآن الكريم ومن أحفظهم لسنة الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
وقد النبي صلّى الله عليه وسلّم يعتني أشدّ العناية بالصغار لعلمه أنهم مجد هذه الأمة فيم بعد لذلك أفرد بن عبّاس
بهذه الكلمات القليلة والكثيرة في المعنى فقال له ” احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك “
ولنا أن نتسائل هل الله محتاج لأن يحفظه الناس ؟؟
الجواب طبعا لا فالله عز وجلّ هو الحفيظ ، إذن اللفظ لا يحمل على الظاهر فليس المقصود به الحماية والعناية
وإنّما :- أولا : الإقرار بوجوده
-ثانيا : الإلتزام بأوامره ( العبادات )
-ثالثا : اجتناب نواهيه
-رابعا : شكره على نعمه
إذا إلتزم المسلم بهذا حقّق حفظه لله وبالتالي يستحق حفظ الله له فالجزاء من جنس العمل
حفظ الله للإنسان
الله عز وجل حفيظ لعباده رحيم بهم ، فهو الذي يحفظك من وساوس الشيطان وهواجس النفس ويقيك
من شرار الخلق
ولنا في قصص الأنبياء والصالحين عبرة لأولي الألباب .
ألم ترى أنّ الله حفظ ابراهيم الخليل عليه السلام لمّا ألقاه قومه في النار وعطّل الله سبحانه وتعالى بقدرته
وظيفتها فكانت بردا وسلاما عليه .
ألم تسمع بقصة الذبيح اسماعيل عليه السلام لما جاءه أبوه وقال” يا بنيّ إني رأيت في المنام أنّي أذبحك فانظر
ماذا ترى قال يا أبت افعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين “ عطّل الله وظيفة السكين (القطع) حفظا
لعبده إسماعيل.
ألم يأتك نبأ يونس عليه السلام الذي إلتقمه الحوت ونزل به إلى أعماق البحر ، فظلّ عليه السلام في ثلاث
ظلمات : ظلمة بطن الحوت وظلمة أعماق البحر وظلمة الليل “فنادى في الظلمات أن لا إله إلّا أنت سبحانك
إنّي كنت من الظالمين “
فأجابه الله ” فاستجبنا له ونجيّناه من الغمّ إنّا كذلك ننجي المؤمنين ”
فيا من أردت أن يحفظك الله حققّ حفظك لله وسترى كيف أنّ الله يحفظك وينجّيك ، فمن تعرف الله في الرخاء
عرفه الله في الشدّة .
نسأل الله أن يحفظنا جميعا
بقلم : الأستاذ فهري ضو

إذا أردت أن يحفظك الله..إلتزم بهذه الوصيّة
تابعونا على نور الإسلام و صفحة فتاوى نور الإسلام
More Stories
توزيع المال بدلا من العقيقة
حكم صلاة من رأى نجاسة على ثوبه بعد الانتهاء من الصلاة
حكم نقل أعضاء من متوفي إلى مريض