المحتوى
ترتيب علامات الساعة الكبرى
1-ظهور المهدي
ينتشر في آخر الزمان الفساد، والظلم، وتَكثُر المُنكَرات، فيأذن الله بخروج رجل صالح يجتمع له المؤمنون، فيكون قائداً حاكماً يُصلِح اللهُ على يديه أحوالَ الأمّة، ويكون اسمه محمد بن عبدالله، ويُعرَف عند أهل السنّة بالمَهديّ، وهو يخرج من قِبَل المشرق، وتحديداً من مكّة المُكرَّمة، فيُبايعه الناس عند الكعبة على السمع، والطاعة، والاتِّباع، فيحكم المسلمين بضع سنين يَنعمون فيها بالعدل والخيرات، ويعظُم أمر الأمة.
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله أنّه قال: (يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها، ويُعطِي المالَ صِحاحًا، وتكثُرُ الماشيةُ، وتَعظُمُ الأُمَّةُ، يعيشُ سبعًا، أو ثمانيًا)
2- خروج المسيح الدجال
الدجّال هو رجل من بني آدم يدّعي أنّه ربّ العالمين؛ فقد مكّنه الله بقدرات خارقة؛ لامتحان إيمان الناس، ويُسمّى بالمسيح الدجّال؛ لأنّ عينَه اليسرى ممسوحة؛ أي أعور، قال رسول الله: (الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ)،[١٦] وقِيل لأنّه يمسح الأرض كلّها، ويسير فيها، أمّا دجّال؛ فلأنّه كذّاب، ومُحتال،[١٧] وقد وصف رسول الله فتنة الدجّال بأنّها أخطر فتنة تمرّ على البشريّة، إذ قال: (ما بيْنَ خَلْقِ آدَمَ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ)
للدجّال عدّة أساليب في فتنة الناس، وإضلالهم، واقناع الناس بألوهيّته، فقد قال رسول الله فيه: (إنَّ معهُ مَاءً ونَارًا، فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ، ومَاؤُهُ نَارٌ)،[٢٨] ومن فتنته أيضاً أنّه يقول للأعرابيّ: (أرأيتَ إن بَعَثْتُ لك أباك وأمَّك أَتَشْهَدُ أني ربُّك؟ فيقولُ: نعم، فيتمثلُ له شيطانانِ في صورةِ أبيه وأمِّه، فيقولانِ: يا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ، فإنه ربُّك)، [٢٩][٣٠] إلّا أنّ أهل الإيمان لا يفتتنون به؛ فالله يُنجّيهم منه،[٣١] ومن سُبل النجاة من فتنته: أن يكون القلب عامراً بالإيمان، ثابتاً عليه؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا)،[٣٢] والعمل بوصيّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ قال: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)،[٣٣] واللجوء إلى أحد الحرمَين الشريفَين؛ لأنّ الدجّال لن يتمكّن من دخولهما -كما ذُكِر سابقاً-،[٣٤]، أمّا هلاكه، فيكون على يد عيسى بن مريم -عليه السلام-؛ لقول رسول الله: (يقتُلُ ابنُ مَريمَ الدَّجَّالَ ببابِ لُدٍّ).
3-نزول عيسى عليه السلام
من علامات الساعة الكُبرى نزول عيسى -عليه السلام-؛ لقول رسول الله: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى ينزِلَ عيسَى ابنُ مريم)،[٣٧][٣٨] وهو مربوع القامة، سَبِط* الشَّعر، أبيض يميل إلى الحمرة، عريض الصدر، وقد وصفه رسول الله بقوله: (رَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ)،[٣٩][٤٠] ويمكث في الأرض أربعين سنة يملأ الأرض خلالها عدلاً وأماناً، ويقتل الدجّالَ، ويَكثُر المال في عهده حتى يَفيض.
4-خروج يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج قبيلتان من البشر من ذريّة يافث، وهو من ولد نوح -عليه السلام-، وقد جاء أصل تسميتهم من أجيج النار إذا التهبت، أو من الأُجاج؛ وهو الماء المالح الحارق؛ لشدّة ملوحته، وخروجهم آخر الزمان من علامات الساعة الكُبرى؛ إذ دلّ على ذلك قوله -تعالى-: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ)
5-هدم الكعبة
يُعَدّ هدم الكعبة من علامات اقتراب الساعة، وذلك من قِبل رجل من الحبشة يُدعى ب(ذي السُويقَتَين)؛ لصِغَر ساقَيه، ورقّتهما، قال رسول الله: (يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ)،[٥٥] وقد وصفه بأنّه أسود مُتَباعد ما بين ساقَيه، يهدم الكعبة حجراً حجراً، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (كَأَنِّي به أسْوَدَ أفْحَجَ، يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا)،[٥٦] ويُشار إلى أنّ ما سيَحدُث للكعبة من خراب لا يتنافى مع قوله -تعالى-: (حَرَمًا آمِنًا)؛[٥٧] إذ إنّه يبقى آمناً إلى قُرب قيام الساعة، لا إلى قيامها الفِعليّ، أمّا المدينة المنورة فسيخرج الناس منها -وذلك من علامات الساعة-، فيتركونها حتى تُصبح خاوية على الرغم من طِيب عَيشها وثمارها، إذ قال رسول الله: (يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ علَى خَيْرِ ما كَانَتْ، لا يَغْشَاهَا إلَّا العَوَافِ).[٥٨] والعوافي هي الطير والسباع.
6-الدخان
ثبت شرعاً أنّ الدخان علامة من علامات السّاعة الكبرى، حيث قال -سبحانه-: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَـذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)[٦٠] وقد أكّد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدخان الوارد في الآية الكريمة السّابقة هو من علامات الساعة، وذلك في قوله: (إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ)،[٦١][٦٢] ويهرع النّاس حين ظهور الدّخان إلى الله سبحانه.
7-رفع القرآن من السطور والصدور
معلومٌ أنّ القرآن الكريم قد تكفّل الله تعالى بحفظه، وهو محفوظ في الصدور والسّطور، إلّا أنّه لن يبقى في الأرض في آخر الزمان؛ فالمحفوظ منه سيُرفَع من صدور الحافظين، والمكتوب منه سيُرفَع من المصاحف حتى لا تبقى منه آية، وذلك من علامات اقتراب الساعة كما أخبر رسول الله بقوله: (ولَيُسرى على كتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ في ليلَةٍ، فلا يبقى في الأرضِ منهُ آيةٌ)،[٦٥][٦٢] وإنّ رفع القرآن لهو من أعظم الأمور التي ستحصُل ومن أشدّ الفتن؛ فإنّه لا تَبقى كلمةٌ منه في صدر أحدٍ من الخلق، ولا يبقى حرفٌ منه في مصحف، وإنَّ الله هو الوحيد القادر على رفعه؛ فهو محفوظٌ بقدرته إلى أن يشاء الله رفعه، قال تعالى: (وَلَئِن شِئنا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذي أَوحَينا إِلَيكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكيلًا)
8-الدابة -الخسوفات الثلاثة-الريح الباردة-خروج النار
9-طلوع الشمس من المغرب
طلوع الشمس من مغربها من العلامات العظيمة الدالّة على اقتراب الساعة؛ لقول رسول الله: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها)،[٦٨] وقد بيّن رسول الله أنّه في اليوم الذي تَطلع فيه الشمس من مغربها، لن ينفع النفس إيمانها إن لم تكن قد آمنت من قبل؛ وذلك لقوله: (ثَلاثٌ إذا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا) -وذكر منها- (طُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها)؛[٦٩][٧٠] والسبب في عدم قبول الإيمان في ذلك اليوم أنّ طلوع الشمس من مغربها أمر عظيم يراه كلّ من يكون في ذلك الزمان؛ فتَذهَلُ العقول، وتَخضَع القلوب مُعتَرفة بخالقه
ترتيب علامات الساعة الكبرى
تابعونا على نور الإسلام و الإنسان
More Stories
طبيب أميركي يحذر: ‘طقطقة الرقبة لها عواقب خطيرة’
بريق أمل.. حالة شفاء من داء السكري
المهدية: تقديرات بإنتاج حوالي 185 ألف طن من الزيتون