26 يوليو 2024

هل الأمراض تعدي بطبعها ؟ ومامعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “لا عدوى ولا طيرة “

هل الأمراض تعدي بطبعها ؟ ومامعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “لا عدوى ولا طيرة “

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني

الفأل)) والمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن هذا

الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده، فقال بعض الحاضرين له صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله

الإبل تكون في الصحراء، كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((فمن

أعدى الأول)). والمعنى أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم صلى الله عليه وسلم

أن المخالطة تكون سبباً لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله عز وجل، ولهذا قال صلى الله عليه

وسلم: ((لا يورد ممرض على مصح)). والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع

الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض مع المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله

صلى الله عليه وسلم: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد)). وذلك لأن المخالطة قد تسبب انتقال المرض منه إلى

غيره، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو

شيئاً لازماً.

والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي

بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.

ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.

هل الأمراض تعدي بطبعها ؟ ومامعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “لا عدوى ولا طيرة “