7 ديسمبر 2025

من هو النبي المقصود بالآية الكريمة وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾؟

**من هو النبي المقصود بالآية الكريمة:

﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾؟**

تُعدّ هذه الآية الكريمة من أبرز الآيات التي وردت في سياق قصة أحد أنبياء الله العظام، وجاءت في سورة مريم التي خُصّص جزء كبير منها لعرض قصص الأنبياء وبيان مكانتهم واصطفاء الله لهم. والآية المذكورة تميّزت بكونها تحمل مباركة ربانية لنبي من أنبياء الله في ثلاثة أطوار وجودية: يوم مولده، ويوم موته، ويوم يبعث حيًّا. وهي أحوال يحتاج فيها الإنسان إلى العناية والرحمة الإلهية.

النبي المقصود بهذه الآية هو نبي الله يحيى عليه السلام، الذي كان مثالًا للطهر والزهد، وأحد الأنبياء الذين شهد لهم القرآن بالاستقامة والرحمة والبركة منذ صغره. فقد جاء في سورة مريم قوله تعالى:
﴿يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ مما يعكس القوة الإيمانية والشخصية الفذة التي وهبه الله إياها.

إنّ ذكر السلام في هذه المراحل الثلاث ليس مجرد تكريم، بل هو إعلان إلهي بعناية خاصة أحاطت يحيى عليه السلام في أهم محطات حياته. فـيوم الولادة هو بداية رحلة الإنسان في عالم مليء بالمخاطر، فجاءه السلام حماية ورحمة.
ويوم الموت هو لحظة انتقال عظيمة بين الدنيا والآخرة، فجاءه السلام طمأنينة ورحمة.
أما يوم البعث حيًّا فهو اليوم الذي يفزع فيه الخلق، فجاءه السلام تثبيتًا وأمانًا.

وبذلك، يتبيّن أن الآية تجسّد مكانة يحيى عليه السلام ورفعة قدره عند الله تعالى، وتُظهر عظمة هذا النبي الذي اصطفاه الله منذ طفولته، وجعله رحمة وهدى للناس. كما تلهمنا الآية معنى عميقًا: أن السلام الحقيقي هو منحة ربانية، وأن الطاعة والصفاء القلبي طريقٌ لنيل رضا الله في الدنيا والآخرة.