الأدلة العقلية في اثبات وجود الذات العلية
الحمد الله رب العالمين وعلى سيدنا محمد اتم الصلاة و التسليم.
اما بعد
فان المدرك لوجود الله ايمانا لابد له من اكتساب الدليل العقلي حتى يبرهن على هذا الادراك ويصل اليقين الكلي ليتحول
من تلك الفطرة اللدنية الى الايمان الواعي و يدرك الوجود الالاهي بمعناه الشامل بما وهبه الله من عظمة ذاك العقل لنكون
بذلك ادركنا و عرفنا الله تعالى كما ينبغي .
الأدلة العقلية في اثبات وجود الذات العلية
فكيف لنا ان نعرف وندرك الوجود الالاهي؟
اول شيء لابد ان يحصن المسلم نفسه بالعلم في معرفة الوجود الإلهي في زمن أصبح فيه الاستدلال العقلي و العلمي
ضرورة حتمية لترسيخ الايمان و تثبيته ورد كل الشبه التي تقوض المبنى الفكري لعقيدتنا الإسلامية .
فبداية ان القران المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و الذي استوعبه بعقله و روحه و قلبه أتى كمعجزة
عقلية ليكون خالدا الى قيام الساعة على عكس المعجزات المادية الأخرى التي أتت مع الانيباء و انتهت بنهايتهم مثل
عصى سيدنا موسى او أي معجزة متعلقة بتعلق وجود النبي .
هده أول إشارة ربانية على أهمية العقل في استعاب اهم و أعظم رسالة كونية فهو ذاك الرابط الذي يصل المادة بالشريعة
ليحسن التدبير و التصرف وفق ماأمره الله تعالى لهذا نجد القران دائما يخاطب ذو الالباب وذو العقول من الناس داعيا
إياهم الى التبصرو النظر و التمعن في ماخلقه الله بقول الله تعالى. إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٠ آل عمران﴾
بعد ان ادركنا أهمية العقل و مكانته عند الله تعالى لابد ان نبين ذاك المنهج القائم عليه في البحث و معرفة الله .
يقول سيدنا الحسين عليه السلام في حديثه عن البحث و معرفة الله و متى كان الله غائبا حتى أبحث عنه.
وهنا إشارة الى كيفية البحث و منطلقه الذي يسلم بوجود الله أي لابد لنا ان ننطلق في البحث عن الموجودات
وعن اثار هذا التدبير الإلهي العظيم في هدا الكون فأثر الوجود الإلهي هو في أثر التدير في هذا الكون و مثل مايقال
فان الأثر يدل على المسير و البعرة تدل على البعير ولو اخذنا مثال الاهرامات في مصر لوقفنا منبهرين أمام عظمة
الفراعنة بالرغم اننا لم نراهم و لكن عظمة تلك البنى تدل على عظمة ذاك القصد الذي يؤشر الى عظمة الذي نحت
وبنى.
لذلك لابد من تتبع الأثر و الاستدلال على الموجود لادراك واجد الوجود .
وفي الاستدلال المنطقي لابد من اتباع طريقة تؤدي بنا الى مانبتغي الوصول اليه و لايمكن أن يكون ذاك الطريق في حصول
المعرفة اليقينية الا باتباع توجيه رباني اتبعه اب الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام اثناء محاورته لقومه
داعيا إياهم بعبادة الواحد الاحد و ترك عبادة الاوثان مثل ماورد في القران بقوله تعالى :
وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ ﴿٧٦﴾
فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾
فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفًا وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾
وبهذا نرى كيف ان سيدنا إبراهيم عليه السلام استدل على وجود الله بالحجج العقلية في دحض اباطيل قومه و استعمال
الحجج من نفس جنس عمل قومه فاتبع التمشي المنطقي بعد ابتدا بإزالة كل العتبات و الغشوات التي تكبل النظر و التفكر
فبدا بالوهم ثم بالشك ثم بالظن ثم بالمعرفة الى العلم الى اليقين فهذا التدرج هو أساس البحث و المعرفة في لاستدلال على وجود الله تعالى.
وبهذا نرى أهمية العقل في البحث و الاستدلال المنطقي على وجود الله تعالى لما له من ضرورة مؤكدة في الحكم
اثباتا او نفيا.
بقلم بسام علي
تابعونا على الإنسان و نور الإسلام
More Stories
وفاة الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني
فلكياً.. موعد عيد الفطر في عدة دول
رمضان 29 ولا 30 يوما.. الحسابات تكشف عدد أيام الشهر المبارك