26 يوليو 2024

اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يتعوَّذ بهن دبر كل صلاة: ((اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك مِن أن أُرَد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر))؛ رواه البخاري.

المفردات:

((أعوذ بك))؛ أي: ألتجئ إليك.

((البخل)): هو ضد الكرم، وذكر معنى ذلك في القاموس.

((الجبن)): هو المهابة للأشياء والتأخر عن فعلها، والمراد التأخر عن الإقدام على فعل الخير؛ كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك.

((أرذل العمر)): هو بلوغ الهَرَم والخَرَف حتى يعود كهيئته الأولى في أوان الطفولة ضعيفَ البِنْية سخيف العقل قليل الفهم.

((فتنة الدنيا)): هي بالاغترار بشهواتها المفضي إلى ترك القيام بالواجبات.

البحث:

هذا الحديث رواه الترمذي أيضًا، وصحَّحه، وفي بعض ألفاظه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يعلم بَنِيه هؤلاء الكلمات كما يُعلِّم المعلم الغلمان الكتابةَ، ويقول: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوَّذ بهن دبر كل صلاة).

وقد تقدَّم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بعد التشهد قبل السلام من عذاب القبر وعذاب النار وفتنة المحيا، في حديث التعوذ من أربع، وإنما خص صلى الله عليه وسلم هذه المذكورات بالتعوذ منها؛ لأنها من أعظم الأسباب المؤدِّية إلى الهلاك، باعتبار ما يتسبب عنها من المعاصي المتنوعة.