9 سبتمبر 2024

“و استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”


معظم الناس يظنون أن الهدف من هذه التوصية هو تجنب الحسد و العين لكن هي أعمق بكثير ..

استعينوا بالكتمان كي لا تصابوا بخيبات الأمل علناً،  فهي أكثر ايلاماً.
استعينوا بالكتمان لأن الكلام عن أحلامكم و مشاريعكم سهل يجعلكم تتوقعون من انفسكم الكثير والكثيرو عندما تحققون القليل تشعرون بالفشل لان سقف التوقعات الذي اعلنتم عنه بات عالياً جداً.
استعينوا بالكتمان لان الاحلام ايضاً تتعرض للسرقة ،إما من بائس يضع العصى في العجلات او من فارغ يقتات على تنفيذ مشاريع الغير.
استعينوا بالكتمان لان الطاقات تهدر في القول بدلاً من الفعل.
استعينوا بالكتمان لأن فرحة الوصول وحدكم و بجهدكم لا تقدر بثمن

فقد سبق أن بينا رتبة الحديث المذكور واختلاف أهل العلم في تصحيحه وتضعيفه.

ونزيد هنا كلاما عنه  في كشف الخفاء بعد كلامه المذكور في الفتوى المشار إليها قال: وله طريق أخرى عند الخلعي في فوائده عن علي رفعه : استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان لها، ويستأنس له بما أخرجه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا: إن لأهل النعم حسادا فاحذروهم.

وتصحيح الألباني له في السلسلة وصحيح الجامع بلفظ: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود.

وعلى اعتبار أنه ضعيف فإن بعض أهل العلم يرى جواز العمل والاحتجاج بالضعيف في فضائل الأعمال بشروط بينها صاحب طلعة الأنوار بقوله :

واحتج بالضعيف في الفضائل   *  بشرط الاندراج تحت شامل

وعدم العزو إلى من ينتقى    *      وفيه منع وجواز مطلقا