المحتوى
التَّوبة
التوبة الصادقة النصوح: هي التي يغفر الله فيها لعبده ما تقدم وما تأخر من ذنوبه شريطة
ألا يرجع إلى النفور أو ما كان عليه من الكفر وتبدل حاله من الكفر إلى الإيمان.
هناك آيات وأحاديث نبوية كثيرة تدل على التوبة، وأُنزل فيها شروط التوبة
وكيف يكون الإنسان تائباً إلى الله عزّ وجلّ خالٍ ممّا تقدّم وتأخر من الذنوب،
والتوبة هي إحدى أهم سبل التقرب إلى الله تعالى، وهي إحدى طرق المغفرة وغسل الذنوب
لو كانت مثل زبد البحر كما شبهها الله ورسوله ولو حتى بلغت مطي السماوات والأرض
مما جعلها الناس منهج لهم فالإنسان ليس منهي عن الأخطاء لأنه ليس بنبيٍّ أو ملاك ولرحمة الله تعالى الواسعة بالعباد فقد جعل لنا باب التوبة.
قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”.
التوبة: هي الرجوع عن معصية الله تعالى من كل ما منعه وحرمه والعودة لطاعته والأمر بما أنزله الله في كتابه وسنة نبيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إنَّ للتوبة فضائل كثيرة جداً فهي تعبر عن الراحة النفسية وعلاقة العبد بربه علاقة تواصل عبر عدة طرق للوصول إلى رضاه والابتعاد عن سخطه،
وهو الله الذي يعطف على عبده مما يأتي من خيرات للتائبين بشكل كبير،
فهي تساعدنا للتقرب إلى الله عزّ وجلّ وتدفع بنا إلى الأمام في مسيرتنا الحياتية،
وتسهم بشكل فعال في التغيير وبشكل جذري على ما كنا عليه من ذي قبل مهما كان،
وتعكس جوهر الإنسان وتميزه وتصلح حاله،
وتحبب الناس فيه حتى يصبح من المعمرين في الأرض إذا كان من المفسدين فيها،
وهي فرصة عظيمة ومهمة لكل شخص مهما كان دينه، وتتمحور التوبة على الإحسان من الشخص في حياته اليومية والعملية والشخصية وحتى في أموره الزوجية،
وهي واجبة على كل مؤمن وهي باعتبار جلسة مصارحة بين العبد وربه وهي سبب قوي من أسباب الفلاح
تعريف التوبة
لتّوبةُ في اللّغة: مصدر تَوَبَ أي تَرَك وعاد، ويُقصد بها العودة عن الذّنب وتركه والإقلاع عنه.
التوبة في الاصطلاح تعني: أن يترك العبد الذّنب لقبحه ويندم على فعله، ويبذل جهده للتّكفير عنه بعد أن يعزم على الإقلاع عنه وعدم الرجوع إليه مطلقاً، و
ذلك قُربةً لله تعالى وخشيةً منه، وتعتبر التوبة من أسمى أوجه الاعتذار وأعلاها درجةً،
ففيها يُقرُّ العبد بتقصيره وارتكابه ذنباً لا يرتضيه خالقه،
ويعزم ألا يعود إليه مخافةً من الوقوع في سخط المولى، ورجاء بلوغ رحمته.
كيفية التوبة
- قراءة القرآن بشكل مستمر، والمحافظة على الصلاة بأوقاتها.
- الإخلاص التام لله تعالى، والصدق في التوبة بأن تكون نابعة من القلب.
- الحصول على القلب المحب لله تعالى ولجنانه ونعيمه.
- عدم الاستسلام للنفس الأمارة بالسوء، والمكابدة على الالتزام بالطاعات وترك المعاصي.
- الإيمان باليوم الآخر وزوال الدنيا ونعيمها.
- العلم التام بوجوب التوبة وأحكامها.
- تجنب الفراغ الذي يؤدّي إلى الفساد.
- تجنب كل ما يؤدي إلى إثارة الشهوات.
- اختيار الرفيق المؤمن والابتعاد عن رفقاء السوء.
- التفكير العميق في عواقب الأعمال التي تريد أن تقوم بها.
- عدم تعليق القلب بأي أمر من أمور الدنيا
- الإحساس بفضل التوبة على الحياة والنفس.
- الحياء من العودة إلى المعاصي بعد التوبة.
- المواظبة على فعل الطاعات والعبادات على أكمل وجه.
- التوجّه إلى الله تعالى لطلب الحاجات والدعاء بالثبات.
شروط التوبة
إنّ الله سُبحانه وتعالى قد أوجب محبّته لكل من يستغفره ويتوب إليه مما يرتكب المعاصي والذنوب؛
وقد أخبر الله عباده بطريق الوحي الثابت أنه يفرح بتوبة عبده وأوبته إليه،
وأنه يباهي ملائكته بعبده التائب، ويُشهدهم أنه قد غفر له ما كان منه من المعاصي
والذنوب إن كان صادقاً في توبته مُخلصاً فيها، لذلك ينبغي على المسلم إن وقع بذنبٍ أو معصيةٍ أو فتر عن العبادة والطاعة،
أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، ويُعلن التّوبة مما وقع فيه من الذنوب، وحتى تقع التوبة صحيحةً فإنه تُشترط لها مجموعةٌ من الشروط، بيانها كما يلي:
لإقلاع عن الذنب
فينبغي على التائب أن يُقلع عن الذنب، ويتوقف عن إتيانه حالاً، وذلك من أظهر معاني التوبة وأوضحها،
والذي من خلاله يبين صدق التوبة أو زعمها من التائب، فإن التوبة لا تتضح معالمها ولا تصحّ عند الله إلا بالإقلاع عن مُسبباتها التي هي الذنوب،
أما إن تاب العبد واستمر في المعصية وأقام عليها فذلك دليلٌ على كذب ادعائه التوبة.
ويدلُّ على ذلك ما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إنَّ المُؤْمِنَ إذا أذنَبَ كانت نُكْتةٌ سوداءُ في قلبِهِ، فإن تابَ ونزعَ واستَغفرَ، صُقِلَ قلبُهُ،
وإن زادَ زادت، حتَّى يَعلوَ قلبَهُ ذاكَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في القرآنِ:
(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
فإن المُصرَّ على ارتكاب الذنب بعد أن تاب منه، والمقيم عليه إن لم تكن له توبة صادقةٌ صحيحةٌ
فإنه يُخشى عليه أن يكون ممن جاءت فيهم الآية،
فيُطبع على قلبه حتى تتعسر عليه التوبة، ويستمر في المعصية حتى تودي به إلى النار.
الندم على ما فعل من الذنوب والمعاصي
ويأسف على وقوع تلك الأفعال منه ويكره ذلك الفعل بعدما فعله، فيجب عليه أن يُدرك أن ما قام به من المعاصي والذنوب،
أو ما فرَّط فيه من الطاعات والمأمورات لا ينبغي أن يحصل منه، فيندم على ذلك،
ويتحسر عليه، ويتمنى لو لم تقع منه تلك الأفعال
فإن لم يندم التائب على ذنوبه التي ارتكبها أو تقصيره بحق ربه فإن ذلك يدلُّ على رضاه بما قام به، وإصراره عليه،
وهذا بحد ذاته ذنبٌ ينبغي عليه أن يتوب منه،
وقد ورد في الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (النَّدَمُ تَوْبَة).
قال السفاريني: ويعني قول النبي صلى الله عليه وسلم (الندم توبة) أن أعظم أركان التوبة الندم،
تماماً كقوله عليه الصلاة والسلام (الحج عرفة)،
وينبغي في الندم أن يكون من عدة جوانب في المعصية التي ارتكبها،
من حيث قبحها وذاتها والخوف من عقوبتها عند الله، كما أن الندم شيء متعلقٌ بالقلب،
ويظهر على الجوارح، فإذا ندم قلب التائب امتنع عن المعصية التي كان يرتكبها، فرجعت الجوارح إلى ربها برجوع القلب.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان
More Stories
وزير الشؤون الدينية: العمرة أخت الحجّ
المهدية: تقديرات بإنتاج حوالي 185 ألف طن من الزيتون
دراسة: مشاهدة الأطفال للتلفاز والهاتف أثناء الأكل يُعرضهم لزيادة الوزن