10 سبتمبر 2024

أيهما أكثر أجرا الإنفاق على الأسرة أم إخراج الصدقات؟

concept: giving money to a growing pool of donations

أيهما أكثر أجرا الإنفاق على الأسرة أم إخراج الصدقات؟

دلائل اجر الإنفاق على الأسرة وذي الصلة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ،

وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ) رواه مسلم.

الإنفاق على الأولاد كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة» [في الصحيحين،

وقوله صلى الله عليه وسلم: «أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكينا، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك» رواه مسلم


قال النبي صلى الله عليه و سلم: ”مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا ملَكَانِ يَنْزلانِ، فَيقولُ أَحدُهُما: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويَقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”

عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، ومَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه اللَّهُ 

لقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينفقه الرجل على رحمه أفضل مما ينفقه في غيره من وجوه البر والإنفاق على شرفها وعلو مكانتها ، 

  دل على ذلك ما رواه أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :    ( دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ،

ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك . أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك )

لقد تضافرت الْأَخْبَار عن النبي صلى الله عليه وسلمُ فِي فَضْلِ النَّفَقَةِ عَلَى الزَّوْجَاتِ وَالْعِيَالِ لَا سِيَّمَا الْبَنَاتِ. 

وما ذلك إلا لأن الصدقة على القريب جمعت بين حسنيين :

بر الصدقة ، وبر الصلة ، فعن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال 🙁 الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم ثـنتان صدقة وصلة ).

ويعظم أمر الصدقة على القريب إذا كان مضمراً حقداً وعداوة فإنها تكون صدقة ، وصلة رحم ، وإصلاحا بين الأرحام ،

فعن حكيم بن حزام أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل قال : (على ذي الرحم الكاشح ) الكاشح: الذي يضمر العداوة ، ويطوي عليها باطنه .

جاء في منار السبيل: (( وتسن الصدقة على الجار لقوله تعالى:         }

والجار ذي القربى والجار الجنب عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم:

قال:(ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).

قال صلى الله عليه و سلم: أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ, وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ  

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ : بَدَأَ بِالْعِيَالِ . ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ : وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ يُعِفُّهُمُ اللَّهُ أَوْ يَنْفَعُهُمْ اللَّهُ بِهِ ويغنيهم.

عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :

”دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَعْطَيْتهَا إيَّاهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتِهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ,

فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا فَأَخْبَرْته فَقَالَ مَنْ اُبْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّار

وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ رحمه الله : يُنْفِق عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَنْ تَلْزَمُهُ النَّفَقَةُ عَلَيْهِ غَيْرَ مُقَتِّرٍ عَمَّا يَجِبُ لَهُمْ وَلَا مُسْرِفٍ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى”

وَاَلَّذِينَ إذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا” وَهَذِهِ النَّفَقَةُ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ وَمِنْ جَمِيعِ النَّفَقَاتِ  

أنواع الصّدقة

 تختلف أشكال الصّدقة التي شَرَعها الإسلام وحثّ عليها، وتُقسَم إلى قسمين؛ هما:

الصّدقات بالمال، والصّدقات المعنويّة، وهذا من كرم الله -تعالى- على عباده بأن جعل الصّدقات متاحةً لكلّ الناس،

فلا يعجز أحد عن التقرّب إليه -تعالى- بأيّ شكلٍ من أشكال الصّدقة، وفيما يأتي بيان ذلك:

صدقات المال: من الأمثلة على صدقات المال التي يُؤجَر عليها المسلم، ما يأتي

الإنفاق على الأبناء:

فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أربعةُ دنانير: دينارٌ أعطيتَه مسكيناً، ودينارٌ أعطيتَه في رقبةٍ، ودينارٌ أنفقتَه في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَه على أهلِك؛ أفضلُها الذي أنفقتَه على أهلِك).

الصّدقة على اليتيم:

حيث قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (كافِلُ اليتيمِ له أو لغيرِهِ، أنا وهو كهاتَيْنِ في الجنّةِ)؛ إذ أشار -صلّى الله عليه وسلّم- بالسّبابة والوسطى.

شاهد أيضا : أجر وشروط كفالة يتيم

 الصّدقة على الجار:

حيث قال الله تعالى: (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ).

 الإنفاق على الجهاد في سبيل الله تعالى:

قد ذُكِر فضل الإنفاق على الجهاد في سبيل الله -تعالى- في عدّة مواضع في القرآن الكريم؛ منها:

(انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ)،

وجاء أيضاً في القرآن الكريم: (لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ

وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ*أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ).

 الصّدقة الجارية:

ورد ذكرها في الحديث الشريف: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ).

الصّدقات المعنويّة:

هناك أعمال يقوم بها المسلم وتُعدّ من الصدقات، ومن أمثلة ذلك ما يأتي: التّسبيح، والتكبير، والتهليل: فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً).

 الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ

شاهد أيضا : كيف يتقي المسلم عذاب القبر و عذاب النار


فضائل الصّدقة:

 إنّ للصّدقة فضائل وفوائد عظيمةً تعود على صاحبها، منها ما يأتي:

– الصّدقة تطفئ غضب الله تعالى؛ فقد جاء في الحديث: (إنَّ صدقةَ السرِّ تطفئُ غضبَ الربِّ تبارك وتعالى).

– الصّدقة تقي صاحبها من النّار إذا كانت النيّة خالصةً لوجه الله تعالى، فقد جاء في القرآن الكريم:

(يقِي أحدُكم وجْهَهُ حَرَّ جَهنمَ ولو بِتَمرةٍ، ولو بشِقِّ تمرةٍ)

– المتصدّق يُظَلّ بظلّ صدقته يوم الحساب حتّى يفرغ الحساب، فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ).

– الصّدقة سبب في الشفاء من الأمراض؛ فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ).

– المُتصدّق تدعو له الملائكة بالبركة والتعويض من الله تعالى، فقد جاء في الحديث الشريف، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (ما من يومٍ طلعتْ شمسُه، إلَّا وبجنبَيْها ملَكان يُناديان نداءً يسمعُه خلقُ اللهِ كلُّهم غيرَ الثَّقلَيْن:

يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكم، إنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُر وألهَى،

ولا آبتِ الشَّمسُ إلَّا وكان بجنبَيْها ملَكان يُناديان نداءً يسمعُه خلقُ اللهِ كلُّهم غيرَ الثَّقلَيْن: اللَّهمَّ أعطِ مُنفِقاً خَلفاً، وأعطِ مٌمسكاً تَلفاً).

 – في الجنّة باباً يُقال له باب الصّدقة، يُدعى إليه المتصدّق فيدخل منه، ويدخل منه كذلك كلّ من كان من أهل الصّدقات في الدنيا،

فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (ومن كانَ من أَهلِ الصَّدق، دُعِيَ من بابِ الصَّدقةِ

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام