لماذا يدعو الإسلام إلى التفاؤل ؟
أيها الإخوة الكرام، من أمراض النفس التشاؤم والسوداوية، والنظر إلى السلبيات فقط، وعدم توقع الخير، واليأس والإحباط،
هذه أمراض تصيب النفس، ولكن هذه الأمراض تصبح وبائية عند المُلِمّات والنوازل، فعند المُلِمّات والنوازل تغدو هذه الأمراض التي كان من الممكن أن تصيب الإنسان تغدو وباءً.
فلذلك لا بد من أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم، أن نقتدي بأنه كان يحب الفأل الحسن.
شاهد أيضا : حب الذات بين الإفراط والتفريط.
المحتوى
التفاؤل
يُعرف بأنه صفة من الصفات أو نزعة تدفع الإنسان نحو النظر إلى الجانب الإيجابي والزاوية الأفضل للأحداث،
كل ذلك يجعل منك قادراً على مواجهة الحياة بصورة أجمل مبتعداً عن كونك أسيراً للوقائع السلبية وألوانها السوداوية.
ويأتي التشاؤم مضاداً للتفاؤل، ويعرف التشاؤم بأنه حالة نفسية تقوم على اليأس وتدفعك نحو التفكير السلبي فقط،
والنظر إلى القضايا من زواياها السيئة فقط، لتسيطر عليك أفكار سوداوية تجعلك مجبراً على رؤية الأمور كافة كأنها تسير على غير ما يرام.
، ونحن جميعاً قادرون عليه، ونصنعه بأيدينا واثقين بربنا، معتمدين على التوحيد، وأن الله سبحانه وتعالى في السماء إله وفي الأرض إله، قال تعالى:
(مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) [سورة الكهف]
(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) [سورة هود: 123]
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [سورة الأعراف]
شاهد أيضا : أعطوا كل ذي حق حقه
التفاؤل في الإسلام
لقد دعا الإسلام أتباعه إلى التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم، أما القرآن الكريم فقد ذم المتطيرين بقوله تعالى:
“قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ” (يــسن:18) والتَّطيُّر هنا يأتي بمعنى التشاؤم.
ولم يتوقف الأمر عند كتاب الله عز وجل، فقد حذر الرسول الكريم صـلى الله عليه وسلم من التشاؤم والتطوير بقوله
“لاَ طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ”.
ويتضح من هذا الحديث دعوة صريحة وجهها الرسول الحبيب إلى عموم المسلمين من أجل نبذ التشاؤم وأشكاله السلبية.
لماذا يدعو الإسلام إلى التفاؤل ؟
إن دعوة الإسلام للتفاؤل تأتي من منطلق “حُسن ظن العبد بربه“، فإيمان الإنسان بالقضاء والقدر،
وقناعته التامة أن ما يجري في حياته من خير وشر هو قدر خطه العزيز القدير، وأن ما يراه شراً هو في باطنه خير،
كلها علامات تدعوك إلى التفاؤل وعدم التطير، وتذكر جيداً لو أردت أن ترسم بيديك طريق حياتك لما خرج جميلاً بالشكل الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، فقط كن متفائلاً.
شاهد أيضا : تائهة في هذه الحياة وأتمنى الموت!
فوائد التفاؤل :
1. المتفائل شخص يتوكل على الله دائما
2. التفاؤل يدفع الشخص إلى التقدم والنجاح والارتقاء مهما كانت الظروف
3. الشخص المتفائل ينثر الراحة والطمأنينة على نفسه وعلى المحيطين به
4. يعتاد الشخص المتفائل على النظر إلى الأمور بإيجابية مهما كانت
5. الشعور بالتفاؤل ينعكس على صحة الفرد بشكل إيجابي
شاهد أيضا : الإيجابية في حياتنا
الأمل والتفاؤل عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
هل تذكرون رحلة الهجرة مع صاحبه أبو بكر الصديق، هل تذكرون ماذا أخبر حبيبنا محمد صديقه في الترحال والسفر،
لقد ذكر لنا القرآن الكريم ما ورد بينهما من حوار بقوله تعالى : “لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” (التوبة:40)
هنا تكمن الثقة بالله سبحانه وتعالى وما يتخللها من حالة كبيرة للتفاؤل تسيطر على قلب النبي الحبيب مفادها أن الدين لن يترك وحيداً دون نصر الله.
فحياة الأنبياء مليئة بالعِبر والمواعظ التي نستلهمها منهم أجمعين .
أيها الإخوة الكرام، الإنسان يجب أن يكون إيجابياً، ودائماً إذا طُعِنت في الظهر فاعلم أنك في المقدمة،
ولابد للمؤمن من مؤمن يحسده، أو منافق يبغضه، أو كافر يقاتله، أو نفس ترديه، أو شيطان يغويه.
شاهد أيضا : أفضل 15 طريقة لزيادة الثقة بالنفس
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
الأونروا: غزة جحيم على الأرض.. وهجمات الاحتلال على رفح مروّعة
حكم الغش في الاختبارات
مما يسهل على المرأة ولادتها إذا عَسرت ـ بإذن الله تعالى ـ