ماهي صلاة الشروق ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فصلاة الشروق تكون بعد شروق الشمس وخروج وقت النهي بارتفاع الشمس قيد رمح،
كما جاء في الحديث: فَدَعِ الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ قِيدَ رُمْحٍ وَيَذْهَبَ شُعَاعُهَا، ثُمَّ الصَّلَاةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ.. رواه النسائي.
وارتفاع الشمس قيد رمح يقدره العلماء بربع ساعة فأكثر، فانظر إلى وقت شروق الشمس، ثم انتظر ربع ساعة
أقرأ أيضا : صلاة الأوابين.. فضلها وكيف تصلى؟
المحتوى
الصلاة
الصلاة هي عمود الدين، وهي من أهمّ أركان الإسلام والشعائر التعبدية التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بأدائها؛
لأنها ترشدنا الى طريق الخير والصواب، وبها نميّز بين طريق الهدايا والضلال،
ومن خلال الصلاة نستطيع الوصول إلى راحة القلب والعقل، وفيها الثواب والأجر العظيم وتعد الصلاة الدرع الواقي من نار جهنم وعذابها،
وفيها مغفرة للذنوب والخطايا، حيث أخبرنا رسولنا الكريم بأنّها الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، وأول ما يحاسب عليه.
أقرأ أيضا : صلاة الاستخارة
صلاة الشروق
تعد صلاة الشروق إحدى الصّلوات النّوافل وليست من الفروض،
ويُصلّيها المسلم عند ارتفاع شمس الصّباح بقدر رمح أي بعد طلوع الشّمس بربع أو ثلث ساعة،
ويُسمّيها البعض صلاة الضّحى، وهي من النّوافل المُستحبّة ومن صلّاها له الأجر الكبير والثّواب العظيم فهي تُعادل أجر حجّة وعمرة عند الله سبحانه وتعالى،
ففي الحديث الشّريف عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ،
ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ،
كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ” [صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
أقرأ أيضا : نصائح للقيام لصلاة الفجر
متى تبدأ صلاة الشروق
صلاة الشروق أو صلاة الإشراق هي نفسها صلاة الضحى في أول وقتها، أي عقب شروق الشمس وارتفاعها،
وهما ليستا صلاتين مختلفتين، حيثُ قال الشيخ ابن باز: (صلاة الإشراق هي صلاة الضحى في أول وقتها)،
ووقت صلاة الضحى يكون من طلوع الشمس وارتفاعها في السماء إلى قبيل وقت صلاة الظهر،
وحسب تقدير الشيخ ابن عثيمين، يكون هذا الوقت أي وقت صلاة الضحى بعد شروق الشمس بربع ساعة إلى قبيل صلاة الظهر بعشر دقائق
أقرأ أيضا : صيغ الصلاة على النبي ﷺ
فضل صلاة الشروق
ولصلاة الشّروق عدّة فضائل وميزات تعود على المسلم بالخير والبركات ومنها:
صلاة الشّروق هي إحدى النّوافل التي حثّ عليها النبي صلّى الله عليه وسلّم في الكثير من الأحاديث النّبويّة الشّريفة
وتُسمّى صلاة الأوابين أيّ كثيري الرّجوع إلى الله تعالى بالصّلاة والاستغفار والتّوبة،
فعن أنس بن مالك عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: “يا أنسُ صلِّ صلاةَ الضُّحى فإنَّها صلاةُ الأوَّابينَ” [الناسخ والمنسوخ لابن شاهين| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
صلاة الشّروق تكفي العبد عن سؤال غير الله وتزيد في عمره وماله وولده،
وتقضي له حوائج الدّنيا، وتُزيل همّه وغمّه وتشرح صدر مُصلّيها،
والالتزام بها هو من أعلى درجات الصّلاح والتّقوى عند المسلم. صلاة الشّروق تسدّ النقص الحاصل في عبادة المسلم،
وترفع الرّوح الإيمانيّة عنده، وتُشجّعه على أداء باقي الصّلوات بهمّة ونشاط.
صلاة الشّروق من الصّلوات التي كان النّبي يُحافظ عليها وكان شديد التّمسّك بأدائها،
وهي وصيّته صلّى الله عليه وسلّم للمؤمنين ففي الحديث الشّريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
“أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ”
تُحقّق صلاة الشّروق لمُصلّيها السّكينة والرّاحة النّفسيّة والطّمأنينة القلبيّة
وتجعل له نورًا يمشي به إلى آخر يومه، وصلاة الضّحى هي نوع من أنواع الصّدقة التي يُؤدّيها المسلم.
أقرأ أيضا : كيف كان الرسول يقضى يوم الجمعة
حكم صلاة الشروق
صلاة الشروق عبادة مستحبة وسنة مؤكدة، فمن شاء ثوابها فليؤديها،
كان النبي عليه الصلاة والسلام يصليها حتى يقول الناس لا يدعها، ويدعها حتى يقول الناس لا يصليها.
هل جلسة الشروق يجب أن يكون فيها ذكر لله طول الوقت ؟
جاء في فضل الجلوس للذكر بعد الفجر ، ما رواه الترمذي (586) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ )
قال الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي حفظه الله : ” وهذا الفضل له شروط :
أولها :
أن يصلي الفجر في جماعة ، فلا يشمل من صلى منفرداً ، وظاهر الجماعة يشمل جماعة المسجد وجماعة السفر وجماعة الأهل إن تخلف لعذر ، كأن يصلي بأبنائه في البيت ، فيجلس في مصلاه .
ثانياً :
أن يجلس يذكر الله ، فإن نام لم يحصل له هذا الفضل ، وهكذا لو جلس خاملاً ينعس ، فإنه لا يحصل له هذا الفضل ،
إنما يجلس تالياً للقرآن ذاكراً للرحمن ، أو يستغفر ، أو يقرأ في كتب العلم ، أو يذاكر في العلم ، أو يفتي ، أو يجيب عن المسائل ،
أو ينصح غيره ، أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فإن جلس لغيبة أو نميمة لم يحز هذا الفضل ؛ لأنه إنما قال : ( يذكر الله ) .
الأمر الثالث :
أن يكون في مصلاه ، فلو تحول عن المصلى ولو قام يأتي بالمصحف ،
فلا يحصل له هذا الفضل ؛ لأنه فضلٌ عظيم ، وهو حجةٌ وعمرة تامة تامة ، فهذا فضل عظيم … ،
وتحصيل الفضل العظيم يكون أكثر عناءً وأكثر نصباً ، فيحتاج إلى أن يتكلف العبد في إصابة ظاهر هذه السنة ،
فيجلس حتى تطلع الشمس ، ثم يصلي ركعتين “. انتهى من “شرح زاد المستقنع للشنقيطي” .
أن الراجح أنه لا يشترط بقاء المصلي في المكان الذي صلى فيه ، فما دام في المسجد يذكر الله تعالى ، فإنه يرجى له حصول ذلك الثواب .
وأخيرًا اعلم رحمك الله أن مما يعينك على اغتنام هذا الوقت الآتي:
♦ النية الصالحة.
♦ مجاهدة النفس ومحاسبتها.
♦ الدعاء.
♦ النوم المبكر.
♦ العلم بفضله وسنيَّته، وما ينتج عنه من الحسنات العظيمة.
صلاة المرأة
قال ابن باز ـ رحمه الله: وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله، أو تقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين,
فإنه يحصل لها ذلك الأجر الذي جاءت به الأحاديث, وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين. اهـ
ولكن هذا الثواب مقيد بالجلوس في المصلى والاشتغال بالذكر:
من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله ـ فإذا لم تجلس في مصلاها وقامت لأعمال المنزل فالذي يظهر أنه يفوتها هذا الثواب،
وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الثواب خاص بالرجل، لأنه هو الذي تشرع له صلاة الجماعة دون المرأة،
قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: أما بالنسبة لجلوسها في مصلاها في البيت حتى تطلع الشمس
وتصلي ركعتين لتدرك العمرة والحجة كما جاء في الحديث الذي اختلف العلماء في صحته فإنها لا تنال ذلك،
لأن الحديث: من صلى الصبح في جماعة ثم جلس ـ والمرأة ليست ممن يصلي الصبح في جماعة,
وإذا صلت في بيتها فإنها لا تنال هذا الأجر، لكنها على خير,
إذا جلست تذكر الله, تسبح, تهلل, تقرأ القرآن حتى تطلع الشمس,
ثم إذا ارتفعت الشمس صلت ما شاء الله أن تصلي فهي على خير. اهـ.
أقرأ أيضا : كيف كان الرسول يصلي؟
أذكار صلاة الشروق
فإنه يشرع في الوقت الذي ذكره السائل ما يلي:
أولاً:
أن يقول مثلما يقول المؤذن ويردد بعده، إلا في قوله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثانياً:
أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، ويسأل الله له الوسيلة.
ثالثاً:
أن يجتهد في الدعاء بين الأذان والإقامة، لأن هذا الوقت من الأوقات التي هي مظنة لإجابة الدعاء.
رابعاً:
أن يصلي ركعتي الفجر، فهي خير من الدنيا وما عليها، وهل يشرع أن يتلفظ بالنية؟ -كما ذكر السائل- في ذلك خلاف بين العلماء:
– فذهب الشافعية والحنفية إلى الاستحباب.
– وذهب المالكية والحنابلة إلى عدم الاستحباب وهو الأقرب، لعدم وجود ما يدل على الاستحباب، والعبادة مبناها على التوقيف.
خامساً:
أن يشتغل بالذكر أو الدعاء أو قراءة القرآن حتى تقام الصلاة.
سادساً:
أن يصلي صلاة الفجر مع الجماعة بخضوع وخشوع.
سابعاً:
أن يقرأ أذكار دبر الصلاة، وهي كثيرة، ويمكن للسائل أن يرجع -إذا أراد معرفتها- إلى كتب الأذكار،
وهناك كتيب صغير في الأذكار ينبغي أن يكون في جيب كل مسلم، خصوصاً من لم يكن حافظاً للأذكار.
ثامناً:
يقرأ أذكار الصباح، ويمكنه معرفتها من الكتب المشار إليها سابقاً.
تاسعاً:
إذا انتهى من أذكار الصباح وبقي وقت للإشراق، فليجتهد بالذكر المطلق، أو بقراءة القرآن.
عاشراً:
فإذا أشرقت الشمس صلى ركعتين أو ما تيسر، فإذا فعل ذلك فإنه قد تحصَّل على فضائل عظيمة في كل فقرة من الفقرات السابقة.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
عقوبة من يهدد بنشر صورة امرأة عفيفة على وسائل التواصل الاجتماعي
المعاهد الإسلامية في إندونيسيا: مشاعل الإيمان والمعرفة
أسيرة إسرائيلية محررة: ‘إعلامنا يكذب..لم أُضرب بل أصبت في قصف لقواتنا’