25 يوليو 2024

من هو حبر الامة ؟

حبر الامة

فقهاء الصحابة

الصحابي الجليل هو من صَحِبَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآمن به ومات وهو مؤمن به،

وللصحابة الكرام فضل عظيم في نشر الدين الإسلامي،

فقد أخذوا الدين عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- مباشرة، لذلك كان منهم خير الفقهاء والعلماء، أعلم الناس بالإسلام على الاطلاق،

ومن أشهر فقهاء الصحابة العبادلة وهم:

عبد الله بن عباس، عبد الله بن عمر بن الخطاب، عبد الله بن الزبير بن العوام، عبد الله بن عمرو بن العاص،

ومن فقهاء الصحابة أيضًا: أبي بن كعب، معاذ بن جبل، زيد بن ثابت، أبو الدرداء -رضي الله عنهم أجمعين- وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل:

من هو حبر الأمة من فقهاء الصحابة الكرام؟

شاهد أيضا : من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته؟

من هو حبر الأمة

في الإجابة عن السؤال القائل: من هو حبر الأمة؟ حبر الأمة لقب من ألقاب الصحابة الكرام،

أطلق على الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- لكثرة علمه وفقهه في الدين، وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي،

أبو العباس، حبر الأمة وترجمان القرآن، وهو من بني هاشم فوالده العباس عمُّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-

وقد ولد حبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في بني هام قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات أي حوالي عام 619 ميلادية،

وقد دعا له رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- بقوله: “اللَّهمَّ فقِّهْهُ في الدِّينِ وعلِّمْه التَّأويلَ”،

فأصبح عبد الله بن عباس رضي الله عنه- فيما بعد عالمًا وفقيهًا من فقهاء المسلمين ببركة دعاء رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- له.

عاش عبد الله بن عباس بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عمرًا طويلًا، فبلغ الخلافة الأموية،

وفي الخلافة الراشدية كان مقربًا من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ثمَّ ولَّاه الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إمامة الحج عام 35 للهجرة،

وولَّاه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على البصرة في العراق أيضًا، وبعد واحد وسبعين عامًا في خدمة الإسلام،

توفِّي حبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في مدينة الطائف، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضا : لماذا سميت غزوة أحد بهذا الاسم ؟

مقتطفات من سيرة حبر الأمة

سطّر ابن عباس -رضي الله عنه- أروع الأمثلة بالاجتهاد، والعلم، والمثابرة وفي ما يأتي بعض اللمحات من حياته:

أرسل العبّاس -رضي الله عنه- ابنه عبد الله ليُخبره عن أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوماً،

فعاد عبد الله رضي الله عنه، وأخبر أباه أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- جالس مع رجلٍ غريبٍ،

فلما التقى العباس برسول الله، سأله عن ذلك الرّجل، فأخبره رسول الله أنّ ذلك الرجل كان جبريل عليه السّلام،

وأنّه لمّا رأى ابنه عبد الله بشرّه بأنّه سيكون عالماً عظيماً، وحامل لواء السنّة.

كان عبد الله -رضي الله عنه- شديد الاهتمام بالعلم منذ صغره، وممّا رواه أنّه قال لصاحبٍ له من الأنصار:

(هلّم بنا نتعلّم الأحاديث من أصحاب رسول الله قبل أن يدركهم الموت، فتخسر الأمة بذلك العلم العظيم الذي يحفظونه)،

فسخر الأنصاريّ من كلامه وقال: (عجباً لك يا ابن عبّاس، أتظنّ أنّ الناس سيحتاجون لك وعندهم ما عندهم من الصحابة)،

فما هي إلّا سنوات حتى أدرك الأنصاريّ الآلاف من الناس وهم يزدحمون على باب ابن عباس يطلبون عنده العلم، فندم الأنصاريّ على ما ضيّعه،

وقال: (هذا الفتى الهاشميّ كان أعقل مني). تواضع عبد الله وحُسن خلقه،

وممّا يدلّ على ذلك أنّه كان يجلس ينتظر الصحابيّ عند بابه في حرّ الشّمس والرّيح تسفّ التراب على قدميه حتى يأخذ عنه الحديث،

وكان الصحابة يقولون له: (سامحك الله يا ابن عمّ رسول الله، لأنت أحقّ أن نأتيك)،

فيقول لهم: (بل أنتم أحقّ أن آتيكم)، فهو الذي يطلب العلم منهم، وبأخلاق طالب العلم كان يقول ذلك.

كان عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- يُقرّب عبد الله بن عباس في مجالس كبار الصحابة، ويستأنس برأيه منذ صغره كما ذكرنا،

حتى إنّ بعض الصحابة اعترضوا لعُمر -رضي الله عنه- بأنّ لهم أبناء أكبر من ابن عباس عُمُراً فلماذا لا يدعوهم للمجالس،

فأراد عمر أن يُبيّن لهم ذكاء ابن عباس وسِعَة علمه، فسألهم في ذات يوم عن تفسير قول الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ )،

فكان رأيهم أنّه إخبار من الله بنصر المسلمين، فسأل عمر -رضي الله عنه- ابن عباس عن تفسير الآية،

فقال: (لا أرى ذلك، ولكنّها إخبار من الله بقرب أجل الرسول صلّى الله عليه وسلّم)،

فتبسّم عمر وفرح بذكاء الفتى، ودقّة فهمه، ثمّ قال: (والله ما أعلم تفسير هذه السورة إلّا ما قال ابن عباس).

وفاة عبد الله بن عباس

توفي عبد الله بن عباس في سنة 68 هـ في مدينة الطائف، وقد كان عمره عندما توفّي إحدى وسبعين سنة،

وقد تولّى عملية دفنه كلّ من: محمد بن الحنفية، وعلي بن عبد الله بن العباس،

والعباس بن محمد بن عبدالله بن العباس، وكريب، وصفوان.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام