من هي أول شهيدة فى الإسلام؟ سميّة بنت الخياط
المحتوى
الشهيد
يُعرف الشهيد لغةً على أنه الحاضر، أو الشاهد وهو العالم الذي يبين ما علمه، كما في قول الله تعالى:
(كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)،
وأما اصطلاحاً فالشهيد هو من مات من المسلمين في سبيل الله، لا في سبيل غرض من الدنيا،
مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتلَ، لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، فهوَ في سبيلِ اللهِ)،
ويمكن القول إن كلمة الشهيد تطلق على من قُتل في معركة مع الأعداء، سواءً كان الجهاد فيها جهاد طلب،
أي لنشر الإسلام وفتح البلاد، أو جهاد دفع أي لدفع العدو المعتدي على بلاد المسلمين،
وأما سبب تسمية الشهيد بهذا الاسم فقد اختلف العلماء فيه فمنهم من قال لأنه حي وروحه شاهدة أي حاضرة،
ومنهم من قال لأن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة، وتشهده عند موته، وقيل لأنه يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل،
وقيل لأنه يشهد الملائكة عند احتضاره، وقيل لأن الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، والملائكة عليهم السلام يشهدون له بالجنة.
والشهداء ثلاثة أقسام
وهم، شهيد الدنيا، وشهيد الآخرة، وشهيد الدنيا والآخرة،
شهيد الدنيا
فهو كل مقاتل في المعركة ونيته ليست خالصة لله تعالى، كالذي قاتل ليُقال عنه شجاع،
أو قاتل وهدفه الغنيمة فقط، أو غل من الغنيمة شيئاً،
وهذا القسم من الشهداء لا يُحرم من الأجر فقط، بل يتعرض للعذاب أيضاً،
شهداء الآخرة
فهم الذين لم تجري عليهم أحكام الشهداء في الدنيا، فيغسّل، ويكفّن، فهم من الشهداء بسبب خصلة خير اتصفوا بها،
أو بسبب مصيبة أصابتهم فقدوا على إثرها حياتهم، وقد ذكر العلماء الكثير من صور شهادة الآخرة،
ومنها المقتول دون ماله، والمقتول دون مظلمته، والمقتول دون أهله، وماله، وقائل كلمة الحق عند السلطان الجائر، وطالب العلم،
شهيد الدنيا والآخرة
وهو المسلم المكلف الذي قُتل في معركة مُخلصاً لله تعالى، مُقبلاً غير مدبر، وهو أعلى مراتب الشهادة، وأفضلها في مراتب الجنة.
سميّة بنت الخياط
أول شهيدة في الإسلام إنّ الصحابيّة الجليلة سميّة بنت الخياط أول شهيدة في الإسلام، وفيما يأتي بيان لجانب من حياتها:
هي سمية بنت خُبّاط، وقيل: خيّاط، أم الصحابيّ الجليل عمّار بن ياسر رضي الله عنه، من السابقين الأوّلين الذين دخلوا في الإسلام،
فقد كانت سميّة رضي الله عنها سابعة سبعة في الإسلام، فقد قال مجاهد:
(أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية)
وكانت رضي الله عنها ممن تعذّبوا أشد العذاب
إسلام سميّة بنت الخياط
أسلمت سمية بنت الخياط هي وزوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر وأخوه عبد الله رضي الله عنهم جميعاً،
سراً ثم جهروا بإسلامهم، فلما علم بنو مخزوم بإسلامهم غضبوا عليهم غضباً شديداً، وصبّوا عليهم العذاب الشديد.
استشهاد سميّة بنت الخياط
بعد العذاب والأذى الذي لحق بسمية بنت الخياط رضي الله عنها نالت الشهادة وكانت أهلاً لها،
حيث طعنها أبو جهل بخنجر، فماتت على الفور،
وقد كانت -رضي الله عنها- امرأة عجوز، ولكنها أبت إلاّ أن تموت على الإسلام والهدى، وقد كان لموتها أثر عظيم على من حولها،
حيث ثبت على الدين من رأى حادثة استشهادها، كيف لا وهي المرأة العجوز الطاعنة في السن التي صبرت على العذاب
والأذى في سبيل نصرة دينها وإعلاء كلمة الله، وإرضائه عزّ وجل.
فضائل آل ياسر
كانت عائلة ياسر من السّابقين إلى الإسلام، وكان لهم أفضال ورد فيها أحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، منها:
كان من أوّل سبعة دخلوا الإسلام مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمّار بن ياسر وأمّه سميّة رضي الله عنهما.
كان عمّار يُعذّب حتى لا يعرف ما يقول، فكان ثابت على دينه.
شهِد عمار بدراً والمشاهد كلّها مع رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وهاجر إلى الحبشة.
أجار الله -تعالى- عمّار من الشيطان الرجيم، وذلك بصحيح قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
روت عائشة -رضي الله عنها- قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن عمار رضي الله عنه: (مُلِئَ إيماناً إلى مُشاشِهِ)،
أي خالط الإيمان لحمه ودمه. قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن عمار -رضي الله عنه- أنّه ستقتله الفئة الباغية،
فقُتِل في سبيل الله دفاعاً عن عليّ -رضي الله عنه- يوم صفّين.
فضل الشهادة في سبيل الله
إن الشهادة في سبيل الله من أعلى المراتب في الإسلام، وومما يدل على عظم فضلها تمني رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنزلة الشهداء ثلاث مرات،
حيث قال: (والَّذي نَفسِي بيدِهِ لولا أنَّ رِجالًا مِن المؤمنينَ لا تَطيبُ أنفسُهُم أن يتخلَّفُوا عنِّي،
ولا أجِدُ ما أحملُهُم عليهِ ما تخلَّفتُ عَن سرِيَّةٍ تغزُو في سَبيلِ اللهِ،
والَّذي نَفسِي بيدِه لوَدِدتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللهِ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ)،
ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى يصطفي من عباده من يستحق مرتبة الشهادة،
فهي منحة من رب العالمين للصفوة من البشر ليعيشوا مع الملأ الأعلى،
ويكونوا في صحبة الأنبياء والمرسلين، حيث قال تعالى: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ).
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
كيف أحتسب زكاة زيتوني؟
نصائح للفتيات المقبلات على الزواج… أسرار ليلة الدخلة
ماذا يفعل الرجل في ليلة الدخلة