أعراض الحسد وعلاجه من القرآن والسنة النبوية

ان الحسد والعياذ بالله من اعظم امراض القلوب وهو يشيع في فؤاد دون فؤاد ويقول بعض العلماء لايخلو جسد من حسد

لكن الكريم يخفيه واللئيم يظهره وهذا يحتاج الى تقييد فاين كان فان الحسد يدفع صاحبه والعياذ بالله الى الغضب

واذا غضب يدفعه ذالك الي الانتقام والانتقام قد يدفعه الى ان يخوض في عرض اخيه او دمه او ماله

فلا هو بالذي دفع فضل الله عن اخيه

ولا هو بالذي جلب الفضل الى نفسه ولا هو بالذي سلم من الاثم والله عز وجل جعل الحسد مما ابتلي به بنو اسرائيل

وذكر ذلك تبارك وتعالى في كتابه :” ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله .”

والعرب في كلامهم اذا ارادو ان يمدحوا احدا قالوا فلان محسد أي كثير النعمة

فكثرة النعم التي تفضل المولى بها عليه جلبت ايه حسد الحاسدين وكيف يدفع الانسان الحسد ؟

ان يعوذ بالله اولا وما مثل المعوذتان شيء ودلت على ذلك الاثار لرسول الله صلى الله عليه وسلم مواطن من يعلم ان في قلوبهم حسدا عليه

ولا داعي ان تظهر ما افاءه الله عليك في كل ملأ وقد روي شيء من هذا عن امير المؤمنين وعثمان ابن عفان رضي الله عنه وارضاه

ولو قرأة التاريخ وايام الناس واحوال العباد وتراجم الرجال لوجدت في هذا عجبا كيف يحسد الناس بعضهم بعضا

فبعض من يحسد يضعف ويقبل بتسلط حساده عليه وبعضهم يقوى ويهيء الله اليه ان يرد ينجو حينا ويقع احيانا

ولو رأيت حكمة ام رمان زوجة ابي بكر ام عائشة فلما ارادت ان تخفف الوطأ على عائشة لما رميت في قضية الافك

فقالت لها “يا بنية انه قلما تكون امرأة عند زوجها الا اكثر الناس عليها

بمعنى ان مقامك معروف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الانصار

تتوخى ليلة عائشة بالهدايا الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الام البصيرة العارفة علمت ان هذا لم يتركه الناس

وهذا من اسباب وقوع ألائك المنافقين في عرض المبرأة من فوق سبع سماوات

والذي يعنينا ان هذا امر من اعضم امراض القلوب ينبغي على المرء ان يتخلص منه بقدر ما أمكن .

النبي عليه الصلاة والسلام لقي في مكة اشد العذاب وممن اذاه قومه بل من حمل راية ايذائه قومه والله يقول :

” وكذب به قومك وهو الحق ” ثم الادنى ثم الادنى ابو لهب كان عم للنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك اذاه النضر ابن الحارث

وغيرهم من له قرابة للنبي صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل انزل هذه السورة على نبييه صلاة الله وسلامه عليه ليسلي قلبه وليثبت فؤاده

فكان رسول الله يعوّذ حفيديه: الحسن والحسين رضي الله عنهما, وذلك حين قال:

” أعيذكما بكلمات الله التامة, من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامّة”,

ويقول: (إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق و ذكر البغوي: “أن عثمان بن عفان رأى صبيا مليحا،

فقال: دسموا نونته كيلا تصيبه العين”, ومن هذا أخذ الشاعر قوله: “ما كان أحوج ذا الكمال إلى عيب يُوَقِِّيه من العين”.

و يُشرع لمن وقع بصره على شيء يعجبه من نفسه أو أهله أو غيره أن يذكر الله تعالى بالأذكار التالية” :

“اللهم بارك عليه” أو “اللهم بارك له” وقال ابن عبد البر يقول: ” تبارك الله أحسن الخالقين الله أكبر” “الحمد لله”

ففي الحديث عنه أنه كان إذا رأى ما يحب قال: ” الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات”

ثم يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله”

كما قال تعالى: “وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْت َمَاشَاءَ اللهُ لاقْوَّةَ إِلا بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَ وَلَدَاً”

وفي الحديث عن أنس قال: قال رسول الله: “ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد,

فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله, فيرى فيها آفة دون الموت”

ختاما فالجامع بين الشرك الحسد هو ان الشرك جاء لاجتثاث اصل كل عمل بمعنى ان الله لا يقبل منه شيء مهما بلغت استقامته مع الناس

لو كان ذلك المشرك محسنا للناس لأنه مشرك وأما المشاحن فقلنا ان السبب الاعظم فالشحناء الحسد والحقد والضغينة التي فالقلب

وهذه سماها النبي صلى الله عليه وسلم ” حالقة الدين ” قال فالحديث الصحيح :

” دب اليكم داء الامم قبلكم ثم قال لااقل حالقة الشعر بل حالقة الدين الحسد “

فالحسد يذهب الاعمال الصالحة وه يشابه الشرك من جهة اجتثاثه الاعمال الصالحة بالكلية ولا يبقي منها شي

لكن الحسد قد يبقى اصل الايمان وهي دعوة بيين من نبيينا صلى الله عليه وسلم ان نطرح الغل والشحناء البغضاء من قلوبنا

وان المسم اخو المسلم الايات في هذا اكبر واكثر ان نذكر بها مؤمن لكن النفوس يغلب عليها عهد الدنيا

يغلب الناس على بعضهم حسد الاقران وحب ان يجمع الى نفسه كل شيء وبعضهم لايرضا بقسمة الله والعياذ بالله .

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام