5 أكتوبر 2024

اقتدي بنبيك في التعامل مع زوجاته

اقتدي ب الرسول في التعامل مع زوجاته

الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو إنسان الكمال، فهو طاقة حب ورحمة وحنان تفيض على الكون كله من حوله،

وفي سيرته النبوية وسنته الشريفة التي ضمت مواقفه وأقواله وأفعاله ما إن تمسكنا به لنلنا السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة،

فلم يترك الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أمرًا إلا علمنا إياه وأرشدنا إليه.

وعند قراءة بعض المواقف التي سيعرضها عليك المقال التالي، والتي جمعت بين رسولنا الكريم وزوجاته

سوف تتعرف على مدى الحب والرومانسية التي كان يتمتع بها ويكنها لزوجاته. 

تعامل الرسول مع زوجاته

لم يثبت عن النبيّ عليه الصلاة والسلام أنه اتخذ سبيل العنف والشدة في تأنيبه لامرأة من نسائه أو حتى مع من خدمه من الناس؛

بل كان عليه الصلاة والسلام مثالاً في الأدب الرفيع والخلق الحسن في تعامله مع من يُخطىء من نسائه؛

حيث كان يُبيّن لهم الخطأ الذي ارتكبنه دون تقريع أو توبيخ، فقد حصل مرّةً أنّه كان في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها

فأهدي إليه في بيتها إناء من طعام من زوجته صفية بنت حي، وعندما رأت عائشة الطبق أمسكته بيدها ورمته على الأرض،

فجاء النبيّ عليه الصلاة والسلام ليبتسم قائلاً غارت أمكم، فقالت له السيدة عائشة ما كفارة ذلك يا رسول الله،

قال إناء بإناء وطعام بطعام، وهذا الفعل إنّما يُعبّر عن شخصية عظيمة اكتملت فيها الأخلاق والشمائل.

الأكل من موضع أكل زوجاته و يطعمهم بيديه

كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع حبيبته السيدة عائشة رضي الله عنها، بأن يضع فمه حين يشرب على الموضع الذي وضعت هي فمها عليه،

ويأكل من الموضع الذي أكلت منه في العظم الذي عليه لحم، كل ذلك تحبباً وتودداً وتلطفاً بنسائه.

لقد كان صلى الله عليه وسلم يُطعم زوجاته ويسقيهن بيديه الكريمتين الشريفتين الطاهرتين ،

نعم .. قد تعجب أيها الزوج من هذه المعاملة ، ولربما سفهت منها وتذمرت من صنيعها ،

لكنه الواقع يحكيه لك رسولك صلى الله عليه وسلم حيث يقول لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما زاره في بيته وهو مريض ،

قال له :” حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة “

المدح و رؤيات الاجابيات

حيث كان صلى الله عليه سلم يركز على الجوانب الإيجابية في زوجاته وعلى حسناتهن ومحاسنهن، ويتغافل عن الزلات والهفوات،

فأي مؤمن يمكن أن تصدر منه هفوات، والتركيز عليها لا يمكن أن يُبقي الحياة الزوجية في استقرار.

وهو عليه الصلاة والسلام كان ينهى المؤمنين عن معاداة أزواجهم لمجرد رؤية خُلُق يكرهونه منهنّ.

حيث قال: (لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ أو قال: غيرَهُ).

كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي زوجاته بأحب الأسماء إليهنَّ، أو بتصغير أسمائهنَّ من أجل تسهيله وتليينه،

فقد وَرَد في أحاديث عديدة أنَّه كان ينادي عائشة (يا عائش) وكان يقول لها أيضاً: (يا حميراء)،

المزح

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته أفضل معاملة، فقد كان يلاعبهن، ويلاطفهن، ويمزح معهن،

ويتحدث إليهن، ويبثّ إليهن همه وحزنه، وهنَّ أيضاً كنّ يعاملنه بنفس الطريقة،

فقد كانت زوجاته أمهات المؤمنين يمزحن معه، ويستريحن عند التحدّث إليه،

ويشكون إليه أحوالهم إن ضاقت بهن الدنيا، فهذه هي معاملة الشريك لشريكه

على عكس بعض الأزواج الذين يتعاملون مع بعضهم البعض بجلافة، وقلّة وعي، وكأنهما غير مرتبطين برباط مقدّس.

مشاورة زوجاته

حيث كان من حسن تعامله معهن استشارتهن في الأمور التي تهم المسلمين، من ذلك استشارته زوجتَه أم سلمة يوم الحديبية

عندما رفض الصحابة الكرام التحلل من الإحرام، فأشارت عليه أن يتحلل هو ويحلق رأسه،

فعندما فعل ذلك فعلوا وراءه وحُلَّت المشكلة.

حسن معاملة

لم تعرف امرأة عشرة جميلة من زوجها كما عرفت نساء النبي صلى الله عليه وسلم،

حيث كان يداعب أهله ويتلطف بهنَّ،

وينفق عليهنَّ من المال الحلال، ويضحك معهنَّ، وكان في كل يوم يجمع نسائه في بيت الزوجة التي يبيت عندها فيأكل معهنَّ جميعهنَّ الطعام،

ثم تذهب كل واحدة إلى منزلها ومرقدها، كما أنَّه كان يتسامر مع أهله ونسائه بعد صلاة العشاء.

لم يكن الرسول يتعامل مع زوجاته على أنهنَّ ناقصات عقل كما يحاول البعض تصوير ذلك،

فالمرأة كائن مكرّم تتساوى مع الرجل في إنسانيتها،

وفي قدراتها العقلية مساواة تامة، لا تقل عنه بشيء، لهذا فقد كان رسول الله يطلب من زوجاته المشورة في أحلك المواقف وأصعبها،

وقد سجل لنا التاريخ وحفظت لنا السنة النبوية موقفاً أخذ فيه رسول الله برأي زوجته أم سلمة،

وقد كان ذلك يوم الحديبية الذي كان يعدّ يوماً صعباً على المسلمين.

التزين والتجمل

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتطيب بأجمل أنواع المسك والطيب رغبةً منه في إرضاء زوجاته وإسعادهنَّ، كما أنَّه اهتَّمَّ كثيراً برائحة جسده،

وكل أمور النظافة التي تزيد من الود والحب بين الأزواج، وابتعد عن كل مظاهر الزينة النسائية؛ مثل: الحلي، والأساور، والملابس.

 الأعباء المنزلية 

على الرغم من وصول الإنسان إلى القمر والثورة التكنولوجية الكبيرة التي تجتاح العالم لا يزال هناك الكثير من الرجال الذي يعتقدون أن مساعدة الرجل لزوجته في أعباء المنزل،

أو على الأقل خدمة نفسه تخفيفاً على زوجته هو علامة من علامات الضعف. 

ولكن للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رأي مختلف، فلقد كان النبي يقوم بكل بالكثير من الأمور المنزلية بنفسه،

فعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟

قالت: كان بشرًا من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح ويمسي في خدمة أهله ، نعم تأمل أيها الزوج ..


تقول عنه زوجته عائشة رضي الله عنها : كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله ،

فإذا نودي بالصلاة خرج إليها وكأنه لا يعرفنا

مواساة زوجاته عند حزنهن

إذ كان عليه الصلاة والسلام يراعي مشاعر أزواجه ويهتمّ بعواطفهن، فقد كان يوماً مسافراً ومصطحباً معه السيدة صفية رضي الله عنها،

فأبطأت في المسير وجعلت تبكي، فذهب إليها عليه الصلاة والسلام واشتكت إليه أنهم حملوها على بعير بطيء،

فأخذ يواسيها ويسكتها ويمسح دموعها عن خدّيها بيديه الشريفتين

المساواة

عدل الرسول صلى الله عليه وسلم كان نابعاً من الفطرة التي فطره الله عزوجل عليها،

فكان يزور كل نسائه حتى أثناء مرضه وسقمه،

وكان يسأل عنهنَّ دون تقصير، كما كان يُقيم ثلاث ليال عند زوجته الثيِّب حتى يؤنسها ويواسيها،

ومن شدة عدله أنّه دعى الله عزوجل عدة مرات أن لا يؤاخذه على ما لا يستطيع العدل فيه ألا وهو قلبه، وشعوره تجاه كل واحدة منهن،

وإنما تضرَّع إلى ربه مراراً كي يعدل بين زوجاته في أمور النفقة وشؤون البيت إيماناً منه بثِقَل المسؤولية الواقعة على كتفه.

خاتمة

فإن هذا من أعظم أسباب زيادة المحبة بين الزوجين ، وتمتين الروابط الزوجية بينهما ،

فقد يظن كثير من الرجال أن مساعدته لزوجته ومعاونته لها شرخ في رجولته ،أو نزولٌ عن قوامته ،

وإهداراً لكرامته ومنزلته بل هي الرحمة والرفق والتعاون الذي حث الإسلام عليه.

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام