17 مايو 2025

في أي عام هجري شرع الأذان؟

في أي عام هجري شرع الأذان

لما استقر أمر الإسلام بالمدينة، واطمأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المهاجرين، واجتمع أمر الأنصار، فقامت الصلاة، 

وفُرِضَت الزكاة والصيام، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع الناس إليه للصلاة في مواقيتها بغير دعوة.

فهمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة- أن يجعل بوقًا كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم،

ثم كرهه، ثم أمر بالناقوس، فنُحت يُضرب به للمسلمين للصلاة


سبب تشريع الأذان


أنه لما دعت الحاجة إلى وضع علامة يعرف بها الجميع دخول وقت الصلاة، تشاور المسلمون في ذلك،

فلما كان من الليل رأى عبد الله بن زيد في المنام رجلًا يحمل ناقوسًا(جرسا)،

فقال له: «أتبيع هذا الناقوس؟» فقال الرجل: «ماذا تعمل به؟» قال عبد الله: «ندعو به إلى الصلاة».

فقال الرجل: «ألا أدلك على ما هو خير منه؟» قال عبد الله: «بلى». فَعَلّمه الأذان المعروف، ثم علمه الإِقامة.


قال عبد الله: فلما أصبحتُ أتيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته بما رأيت،

فقال -صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌ -إِنْ شَاءَ الله-فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِهَا عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ».

كيفية تشريع الأذان في الإسلام

الأذان مشتقٌّ من أذن، وهو في اللغة الإعلام بالأمر، أو الإعلان عنه، ويعرّف الأذان شرعاً على أنّه النداء للصلاة،

أو الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ معلومةٍ مأثورةٍ،

ومن الجدير بالذكر أنّ الأذان شُرع في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، وكان ذلك بسبب رؤيا رآها أحد الصحابة،

وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه، وكان ذلك بعد أن همّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بضرب الناقوس،

وهو له كاره بسبب مشابهته للنصارى، حيث رأى ذلك الصحابي وهو نائم رجلاً عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله،

فقال للرجل: (يا عبد الله أتبيع الناقوس؟)، قال: (وما تصنع به؟)،

فقال الصحابي: (ندعو به إلى الصلاة)، قال: (أفلا أدلّك على خيرٍ من ذلك)،

فقال: (بلى)، قال: (تقول الله أكبر الله أكبر، إلى نهاية الأذان)، ثمّ أفاق عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- من نومه،

وفي الصباح ذهب إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأخبره بما رأى،

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

(إنَّها لرؤيا حقٍّ إن شاء اللهُ، فقُمْ مع بلالٍ فألْقِ عليه ما رأيتَ فليُؤذِّنْ به فإنَّه أندَى صوتاً منك)،

فقام عبد الله بن زيد مع بلال يلقّنه الأذان، وبلال يؤذّن به، فسمعه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو في بيته،

فخرج مسرعاً يجرّ ردائه ويقول: (والذي بعثك بالحقّ لقد رأيت مثل الذي أُرِي)،

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (فلله الحمد).

وهكذا كان إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- تشريعاً للأذان وكلماته التي رآها عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- في منامه،

إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام

ولا شكّ أنّ إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- للفعل تشريعٌ له،

إذ إنّ العلماء عرّفوا السنة بكلّ ما ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم،

من قولٍ، أو عملٍ، أو تقريرٍ، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الرؤية جزءاً من سبعين جزءٍ من النبوّة،

كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

(الرؤيا الصالحةُ جزءٌ من سبعينَ جزءاً مِنَ النبوةِ فمن رأى خيراً فليحمَدِ اللهَ عليه

وليذكرْه ومَنْ رأى غيرَ ذلكَ فلْيستعذْ باللهِ من شرِّ رؤياه ولا يذكرْها فإنّها لا تضُرُّهُ)،

وممّا يؤكّد أنّ الرؤية التي رآها الصحابي في منامه رؤية حقّ موافقتها لرؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وقد سبق له موافقة الوحي والتشريع الإلهي من قبل،

بالإضافة إلى ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال:

(إنَّه كان قد كان فيما مضى قبلَكم من الأممِ مُحدَّثونَ، وإنَّه إن كان في أمَّتي هذه منهم فإنَّه عمرُ بنُ الخطَّابِ)،

وقد فسّر ابن وهب قول النبي عليه الصلاة والسلام :(مُحدَّثونَ) بالملهمون. 

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام