26 يوليو 2024

قوم لايدخلون الجنة ولا النار لن تصدق ماذا سيحدث لهم ؟

هناك مكان بين الجنة والنار يسمَّى ” الأعراف ” ، وهو سور عالٍ يطلِّع منه أصحابه على أهل الجنة وعلى أهل النَّار ،

ثم يُدخلهم ربهم عز وجل في آخر المطاف جنَّته ولا يدخلون النار ، وأرجح الأقوال فيهم أنهم أقوام استوت حسناتهم وسيئاتهم .

من هم الأعراف؟ و ما هو مصيرهم؟ و هل يوجد مكان بين الجنة و النار؟

قال تعالى : ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ .

وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ

قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ . أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ) الأعراف/ 46 – 49 

التعريف الأعراف

الأعراف جمع عرف و هو سور عالي يطلع منه أصحابه على أهل الجنة و أهل النار

و أرجح الأقوال فيهم أنهم تتساوى حسناتهم و سيئاته

يقول ابن الكثير رحمه الله اختلفت عبارات المفسرين عن أصحاب الأعراف من هم,

و كلها قريبة ترجع إلى معنى واحد و هو أنهم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم.

و حديث عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار .

قيل : يا رسول الله ، فمن استوت حسناته وسيئاته ؟ قال : أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون . 

قال ابن القيم – رحمه الله – :
فقوله تعالى ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ) أي : بين أهل الجنة والنار حجاب ، قيل : هو السور الذي يُضرب بينهم ،

له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبَله العذاب ؛ باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة ، وظاهره الذي يلي الكفار من جهتهم العذاب .

قال حذيفة وعبد الله بن عباس : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ،

وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار ، فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته .

وقيل : هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم ، فقتلوا ، فأعتقوا من النار لقتلهم في سبيل الله ، وحبسوا عن الجنة لمعصية آبائهم ، وهذا من جنس القول الأول .


وقيل : هم قوم رضي عنهم أحدُ الأبوين دون الآخر يحبسون على الأعراف حتى يقضي الله بين الناس ثم يدخلهم الجنة ، وهي من جنس ما قبله فلا تناقض بينهما .


وقيل : هم أصحاب الفترة وأطفال المشركين .


وقيل : هم أولو الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل النار وأهل الجنة جميعاً .


وقيل : هم الملائكة لا من بني آدم .

ما هو مصيرهم؟

أما عن مصيرهم فلم يذكر  القران و لا السنة أي شيء فيه لكن ورد عن ابن عباس و غيره أن الله سبحانه و تعالى سيرحمهم و يدخلهم الجنة.

عن ابن مسعود قال : … ” ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرَفوا أهل الجنة وأهل النار ،

فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا ( سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ) وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار ( قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

فأما أصحاب الحسنات فإنهم يُعطون نوراً يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ، ويُعطى كل عبد يومئذ نوراً فإذا أتوا على الصراط سلب الله تعالى نور كل منافق ومنافقة ،

فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون (قَالُوا رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا)


وأما أصحاب الأعراف: فإن النور لم ينزع من أيديهم فيقول الله ( لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ )

فكان الطمع للنور الذي في أيديهم، ثم أدخلوا الجنة، وكانوا آخر أهل الجنة دخولاً ” 

صفات أصحاب الأعراف

عن ابن مسعود رضى الله عنه قال “ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف”،

فوقفو على الصراط، ثم عرفو أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظرو إلى أهل الجنة نادَو “سلام عليكم”

وإذا صرفو أبصارهم إلى أصحاب النار قالو “ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين”.

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام