26 يوليو 2024

كيف نخرج زكاة الزيتون هل نخرجها حبا أم زيتا ؟

شجرة الزيتون شجرة طيبة مباركة ثبتت بركتها في القرآن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم،

ويكفيها بركة أن الله تعالى قرن ذكر بركتها مع ذكر نوره سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل:

﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ

يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ النور: 35،

ولم يتوقف الأمر هنا في القرآن الكريم بل إن الله عز وجل زادها شرفا وبركة بأن أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه الشجرة المباركة قسماً

انفردت به هذه الشجرة من النباتات مع قرينتها في الذكر -شجرة التين-

عندما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾  التين: 1،

 والعظيم لا يقسم إلا بعظيم؛ لأجل ذلك اكتملت بركتها وعَليَ قَدرُها وعَظُمَ شَأنُ هذه الشجرة المباركة التي تزرع

وتشتهر في أرضنا المباركة أرض بيت المقدس، فاجتمعت البركتان:

بركة الأرض وبركة الشجرة لتخرج لنا زيتاً مباركاً يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار.

زكاة الزيتون ومقدارها ثمارا وزيتا

بحلول موسم جني الزيتون فانه يتبادر بذهن كل مسلم حريص على الالتزام بأحكام الله تعالى وشرائعه و التعرف على مقدار زكاة

الزيتون ثمرة وزيتا وهو ما سيتبين لنا لاحقا

كما نعلم ان الزكاة تجب في النقديين الذهب والفضة أو ما يقوم مقامهما كالعملة الورقية  وعروض التجارة والأنعام

  اما ما يهمنا في هذا المرجع فهي زكاة المزروع والثمار وفيها يعتبر المذهب المالكي الزيتون من الثمار التي تجب فيها الزكاة

وتكون زكاته عند جنيه وذلك لقوله تعالى “واتوا حقه يوم حصاده.” فلا يشترط في زكاة المزروع والثمار أن يحول عليه الحول

فهي تتم بمجرد حصاد الارض او جمع الثمار كما قال صلى الله عليه وسلم “فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالنضج نصف العشر”

بحيث انه إذا كانت هذه المزروع والثمار بماء السماء نخرج العشر أما إذا كانت بالنضج بالآلات

فيخرج نصف العشر ومقدار الخراج كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم”

((ليس فيما دون خمسة أوسقٍ مِن التمر صدقةٌ،

“وقد قدر العلماء الخمسة أوسقٍ ب653 كغ كما هو مشهور لدينا بالميزان التونسي “خمسون قلبة” بما يوافق “25 ويبة”

كيف نخرج زكاة الزيتون هل نخرجها حبا أم زيتا ؟

هذا يعود الى حسب حال الفلاح فالذي يبيع ثماره على الشجرة ما يسمى عندنا في تونس “بالخضارة”

حيث آن الأموال التي يقبضها يدفع منها العشر او نصف العشر  حسب نوع الفلاحة

التي يقوم بها  أما الذي يعصر زيتونه  ويحوله الى زيت فيجب ان يخرج زكاته من الزيت لان الزيت انفع للفقير وابقى

كيف تكون زكاة الزيتون

اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة في الزيتون على قولين مشهورين ،

فذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي في قوله القديم وأحمد في رواية إلى الوجوب ؛

لقوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ

وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الأنعام/141،

ولأنه يمكن ادخار غلته (الزيت) فأشبه التمر والزبيب .

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام