16 مايو 2025

لماذا غطاء الكعبة أسود ؟

لماذا غطاء الكعبة أسود ؟

الكعبة المشرفة تعرف الكعبة المشرّفة باسم بيت الله الحرام، حيث تقع وسط المسجد الحرام،

وهي أول بيت وُضع على الأرض فالملائكة هم أول من بنوها قبل آدم، كما أعاد بناءها إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بعد طوفان النبي نوح عليه السلام،

حيث أوحى الله لنبيه إبراهيم برفع قواعدها، وقبلة المسلمين في صلواتهم،

وهي عبارة عن حجر كبير يتميز بشكله المرّبع وبنائه المرتفع، كما أنّها تعدّ مركز طواف المسلمين خلال أداء فريضة الحج.

أوّل من بنى الكعبة المشرّفة

يعتبر أوّل من بنى الكعبة المشرّفة سيد الخلق آدم عليه السلام، ثمّ أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يرفع قواعد الكعبة المشرفة.

تقع الكعبة في وسط المسجد الحرام، وهي على شكل غرفة كبيرة مرتفعة البناء، وهي مربعة الشكل،

أمّا ارتفاعها فهو يبلغ خمسة عشر متراً. وقد كان عبد المطلب بن هاشم أوّل من حلّى الكعبة بالذهب وأوّل من صنع لها باباً من حديد وطلاه بالذهب.

كسوة الكعبة

كثير من المسلمين من يعتقد أنّ كسوة الكعبة السوداء هي سنّة من السنن، وهذا غير صحيح. في بداية عهد الإسلام

كان الرسول “محمّد صلّ الله عليه وسلّم” أوّل من كسا الكعبة المشرّفة، وقد كساها بالثياب اليمانيّة،

وهي ثياب مخططة بيضاء وحمراء. بعد ذلك كساها الحجّاج بالديباج، والمأمون كساها بالديباج الأحمر والديباج الأبيض أحياناً أخرى.

لو اطلعنا أكثر على كتب التاريخ والتي تدرس تاريخ الكعبة المشرفة، لنجد أنّها لم تكسى طوال الوقت باللون الأسود فقط،

بل كسيت بأكثر من لون. ومن هنا يتضح لنا أنّ سواد غطاء الكعبة ليس أمراً مسنوناً أو أمراً إلهياً،

بل على العكس فقد عرف أنّ سوادها ما هو إلا عرف وعادة إسلامية فقط.

أمّا في أيّامنا هذه فإنّ المملكة العربيّة السعوديّة هي المسؤولة عن كسوة الكعبة،

وقد أنشأت مصنعاً خاصّاُ لحياكة غطاء الكعبة، وهي تنتجه بأفضل المواصفات وأجملها من حيث التطريز والخطوط واستخدام الذهب في ذلك.

ولذلك فإنّ المملكة حالياّ هي المسؤولة عن تقرير لون الكسوة لا أكثر.

تاريخ كسوة الكعبة

على مرّ العصور ذكر ابن اسحق أنّ تبع الحميري ملك اليمن كان أول من كسا الكعبة كسوة كاملة،

كما ذكر أنّ أبا ربيعة بن المغيرة اتفق مع قريش على أن يكسوها عاماً، وأن تكسوها قريش عاماً آخر،

كما ذكر ابن اسحق أن زوجة عبد المطلب وهي أم العباس فقدت ابنها العباس يوماً،

فنذرت إن رد الله عليها ابنها أن تكسو الكعبة فكستها الديباج الأبيض، ولم تكن هناك كسوة خاصة للكعبة حيث كانت تكسا بالجلد والنسيج، وبألوان مختلفة،

وفي الإسلام كان النبي عليه الصلاة والسلام أول من يكسو الكعبة، وكساها بالثياب اليمانية وهي ثياب مخططة باللون الأبيض والأحمر،

واستمرّ على ذلك الخلفاء بعده أبو بكر وعمر وعثمان، كما كان عبد الملك بن مروان يكسو الكعبة بالديباج،

وفي عهد العباسيين كان المأمون يحرص على كسوة الكعبة ثلاث مرات في السنة،

وعرف ممن كسا الكعبة الصليحي صاحب اليمن، والفاطميون، وفي العصر الحديث كسا الإمام سعود بن عبد العزيز الكعبة بالقز الأحمر الفاخر.

ما اسم ستار الكعبة

توجد أسماء عديدة تحمل معنى ستار، أو كسوة، أو غطاء الكعبة، ومن هذه الأسماء راما، ولمار،

كما أنّ باب الكعبة يعرف باسم ريتاج الذي يفتح ثلاث مرات كلّ سنة ليتم غسل الكعبة من الداخل بماء زمزم،

في حين يسمى مفتاح بابها باسم لارين.

لون غطاء الكعبة المشرفة

لا يُعدّ لون كسوة الكعبة المشرفة أمراً من الشرع الإسلامي، فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والخلفاء من بعده أنهم كانوا يستخدمون الألوان كلها في لباسهم وراياتهم وألويتهم،

وقد ذكر الأزرقي في أخبار مكة، والحافظ ابن حجر في الفتح أن الكعبة المشرفة كانت تُكسى بالأبيض، والأخضر، والأصفر، والأسود،

وبقي الأمر على ما هو عليه إلى أن جاء الناصر العباسي فكساه بالديباج الأخضر، ثم الأسود، وبقيت الكسوة بعده باللون الأسود.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام