25 يوليو 2024

ماهي ضوابط العلاقة بين الخطيبين؟

السلام عليكم، وبعد، ماهي ضوابط العلاقة بين الخطيبين في شرعنا الحنيف؟
وجازاكم الله خيرا.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


ذهب جماهير أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرها إلى إباحة نظر الخاطب إلى مخطوبته عند عزمه على الزواج، ومنهم من قال باستحبابه، وله تكرار النظر للحاجة.

أما حدود النظر:

فهو كما تقرر لدى جمهور الفقهاء أنه يجوز النظر إلى الوجه والكفين فقط، ولا يجوز النظر إلى ما سواهما لأن الحاجة تنقضي بذلك،

فالوجه دليل على جمال البدن ، واليدان دليل على نضرته ، قال العلامة القاري رحمه الله في شرحه على المشكاة :

(وفيه استحباب النظر إليها قبل الخِطبة حتى إن كرهها تركها من غير إيذاء، بخلاف ما إذا تركها بعد الخطبة،

وإذا لم يمكنه النظر استحب أن يبعث امرأة تصفها له وإنما يباح له النظر إلى وجهها وكفيها فحسب؛

لأنهما ليسا بعورة في حقه، فيستدل بالوجه على الجمال وضده، وبالكفين على سائر أعضائها باللين والخشونة).

وكذلك لها أن تتزين له عند النظرة الشرعية ، إذ أن المطلوب من النظرة الشرعية

هو أن ينظر الخاطب إلى ما يدعوه إلى نكاحها ،

وحيث كان هذا هو المطلوب من النظرة الشرعية ،

فقد نصَّ الفقهاء على كراهة استغفالها عند النظر إليها ، حتى لا يراها على صورة غير مناسبة

ربما تكون باعثاً على أن يعرض عنها

قال الشيخ النفراوي المالكي رحمه الله في الفواكه الدواني:

( وَقَدْ أُرْخِصَ ) أَيْ سُومِحَ ( فِي ذَلِكَ ) أَيْ فِي النَّظَرِ إلَى وَجْهِ الشَّابَّةِ وَكَفَّيْهَا ( لِلْخَاطِبِ )

لِنَفْسِهِ إذَا كَانَ قَصَدَ مُجَرَّدَ عِلْمِ صِفَتِهَا فَقَطْ .

قَالَ خَلِيلٌ : وَنُدِبَ نَظَرُ وَجْهِهَا وَكَفَّيْهَا فَقَطْ بِعِلْمٍ وَيُكْرَهُ اسْتِغْفَالُهَا .اهـ

لذا ينبغي أن تكون على علم بنظر الخاطب إليها حتى تستعد وتتهيأ بإصلاح نفسها بما يُرغبه فيها ،

ويدعوه إلى نكاحها ، ومن الزينة المباحة أن تتزين له بالزينة الظاهرة من كحل وما شابهه من أدوات التجميل

قال الشيخ الحطاب المالكي رحمه الله في مواهب الجليل :قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ وَلَهَا أَنْ تَتَزَيَّنَ لِلنَّاظِرِينَ ،

بَلْ لَوْ قِيلَ : بِأَنَّهُ مَنْدُوبٌ مَا كَانَ بَعِيدًا وَلَوْ قِيلَ : إنَّهُ يَجُوزُ لَهَا التَّعَرُّضُ لِمَنْ يَخْطُبُهَا إذَا سَلِمَتْ نِيَّتُهَا فِي قَصْدِ النِّكَاحِ لَمْ يَبْعُدْ انْتَهَى

لكن إباحة الزينة مشروطة بشرط ألا يصل تزينها بأدوات التجميل إلى حدِّ التغرير والتدليس ،

بحيث تخفي عنه بعض العيوب التي لو رآها على حقيقتها لكان باعثاً على الإعراض عنها ،

فيكون هذا من الغش المنهي عنه . والله أعلم .

حدود العلاقة بين المخطوبين

جاءت حِكمة مشروعيّة الخُطوبة حتى يُؤدم بين الخاطبين ويتعرّف كلاً منهما على الآخر، فيُقبلان على الزّواج وهما مطمئنّان ويكون كلّ طرف عالم بصفات الطرف الآخر،

ولكنّ الإسلام جعل في فترة الخُطوبة حدوداً لا يخرج الخاطبان عنها،

وفيما يأتي بيان الحدود التي شرعها الله -تعالى- للخاطبين:

النّظر إلى المخطوبة؛ أباح الإسلام للرّجل أن ينظر إلى مخطوبته ليرى منها ما يدعوه إلى نِكاحها،

وقد رغّب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك؛ لأنّ ذلك أقرب لأن يعرف الرّجل صفات المرأة التي ستشاركه حياته، حتى لا يُفاجئ بأي عيب في المرأة بعد الزّواج منها،

حيث جاء رجل إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأخبره بأنّه خطب امرأةً من الأنصار،

فقال له الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (أَنظَرْتَ إليها؟ قال: لا، قال: فاذهبْ فانظُرْ إليها، فإنَّ في أعيُنِ الأنصارِ شيئاً)،

وكذلك لا يجوز للرّجل أن يمسّ مخطوبته؛ لأنّها لا تزال أجنبيّةً عنه، ولأنّه لا يوجد حاجة للمصافحة أو المسّ.

حيث قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلّا معَ ذِي مَحرمٍ، فقامَ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، امرأتِي خرجتْ حاجَّةً، واكْتُتِبْتُ في غزوةِ كذا وكذا، قالَ: ارْجِعْ، فحُجَّ معَ امرأتِكَ)،

فلا يحلّ للخاطب كذلك أن يخرج مع خطيبته في سهراتٍ ونُزهاتٍ وحدهما بحجّة التّعارف والتآلف، فقد لا يتمّ الزّواج وينفصل كلاً منهما عن الآخر،

محادثة المخطوبة؛ يُبيح الشّرع للخاطب أن يتحدّث مع مخطوبته فيتعرّف على علمها وثقافتها وفكرها، ويتحدّثا بأمورٍ تفيدهما في مستقبلِ حياتهما على أن يكون التحادث بوجود مُحرم مع المخطوبة،

وتُلخّص الضوابط الشرعيّة في المحادثات الهاتفيّة وفي الجلسات فيما يأتي:

ألّا يتجاوز الكلام بينهما حدّ الحاجة.

ألّا يكون حديثهما فيه ريب وألّا يكون مُثيراً للشّهوة.

غضّ البصر من الطّرفين أثناء الحديث.

أن تكون المرأة بكامل حجابها الشرعيّ وبكامل حشمتها. عدم المصافحة بينهما.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام