13 أكتوبر 2024

ما حكم صيام الأيام البيض؟

ما حكم صيام الأيام البيض ؟

تعريف صوم الأيام البيض

الصّوم في اللغة:

الإمساك عن المأكل والمَشرب

 الصّوم في الاصطلاح

فهو: الإمساك عن الطّعام والشّراب والجِماع. قال أبو عبيد: كل مُمسك عن طعام، أو كلام أو سير فهو صائم.

 يُقصد بالأيام البيض:

أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر عربي، ويعود سبب تسمية هذه الأيام بالأيام البيض لبياض ليالي هذه الأيام؛ فالقمر في ليالي هذه الأيام يكون بدراً، مكتملاً، شديد الضوء.

 حكم صوم الأيام البيض

اتفق أئمة الفقه على أنّه من السُنّة صوم الأيام البيض من كل شهر.

رأى الجمهور :

 وذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى استحباب صيام الأيام البيض؛ لورود الأحاديث النبويّة التي تحثّ على صيام هذه الايام؛

ومنها ما رواه أبو ذر الغفاري قال: (أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيامٍ البِيضِ: ثلاثةَ عشَرَ وأربعةَ عشَرَ وخمسةَ عشَر،

وفي روايةٍ عنه، قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا صُمتَ منَ الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فصُمْ ثلاثةَ عشَرَ وأربعةَ عشَرَ وخمسَةَ عشَرَ)،

فقهاء الشافعية

وقد ذهب فقهاء الشافعية إلى القول: إنّه من الأحوط صيام يوم الثاني عشر مع الأيام البيض، خروجاً من خلاف من قال من العلماء أنّه أول ثلاثة أيام،

هذا ويستثنى صيام الثالث عشر من شهر ذي الحجة؛ لأنه من أيام التشريق المنهي عن صيامها.

فقهاء المالكية

ذهب فقهاء المالكية إلى كراهة صيام الأيام البيض، خوفاً من اعتقاد وجوبها، وفراراً من تحديدها، ومحل الكراهة في صوم الأيام البيض عندهم إذا قصد المسلم صومها بعينها،

واعتقد أنّ الأجر والثواب لا يحصل إلا بصوم الأيام البيض بشكل خاص،

أما إذا قصد المسلم صيامها من حيث إنها ثلاثة أيام من الشهر فلا كراهة في صيامها.


فضل صيام الأيام البيض في السُنّة النبوية:

لهذه العبادة فضل عظيم، دلّت عليه نصوص السنة النبوية الشريفة، ومن فضل صيام هذه الأيام ما يلي:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(…وإن من حَسبِك أن تصومَ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ، فإنّ بكلِّ حسنةٍ عشْرُ أمثالِها، فذلك الدهرُ كلُّه، قال: فشدَّدْتُ فشُدِّدَ عليَّ،

فقلتُ: فإني أُطيقُ غيرَ ذلك، قال: (فصُمْ من كلِّ جمُعةٍ ثلاثةَ أيامٍ). قال: فشدَّدْتُ فشُدِّدَ عليَّ، قلتُ: أُطيقُ غيرَ ذلك،

قال: (فصُمْ صومَ نبيِّ اللهِ داودَ) قلتُ: وما صومُ نبيِّ اللهِ داودَ؟ قال: (نصفُ الدهرِ)،

فإن هذا الحديث يثبت فضل صيام الأيام البيض العظيم؛ فإن من يصم هذه الثلاثة أيام يتضاعف أجره، والحسنة بعشرة أمثالها،

فإذا صام المسلم من كل شهر ثلاثة أيام، فكأنّه صام شهراً كاملاً، وبذلك يكون كأنه صام الدهر كله.

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه وصَّى المسلم بأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من غير تحديد لهذه الأيام،

ولكن يُستحب من المسلم أن يكون صيامه أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري،

قال قدامة بن ملحان رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ قال وقال : هو كهيئةِ الدهرِ.

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام