16 سبتمبر 2024

ما حكم من يصوم ولا يصلي ؟

ما حكم من يصوم ولا يصلي ؟

رمضان شهر القيام والصيام  شهر دموع التائبين وأوبة المذنبين، فمن كان يشعر بوحشة في قلبه بينه وبين خالقه فليصلها بالصلاة،

فمن الغرائب في حياة بعض المسلمين، أن منهم من يحرص على صوم رمضان، ولكنه لا يحرص على أداء الصلاة،

فلرمضان هيبة وحرمة عظيمة في نفوس الناس، ولا ريب أن الصلاة أعظم في ميزان الدين من الصيام

وفي كل رمضان يتكرر السؤال، ما حكم من يصوم ولا يصلي .

حكم تارك الصلاة واختلاف الفقهاء فيه :

فمن يقول، إن تارك الصلاة كافر، كما هو ظاهر بعض الأحاديث، وهو مروي عن عدد من الصحابة والفقهاء مثل أحمد بن حنبل،

وإسحاق بن راهويه، وغيرهما ففتواه واضحة في شأنه، فهو يرى أن صومه باطل، لأنه كافر بترك الصلاة، والصوم لا يُقبل من كافر.


تارك الصلاة وأما من يرى رأي جمهور الفقهاء من السلف والخلف بأن تارك الصلاة فاسق، غير كافر،

وأن الله لا يضيع عنده عمل عامل، ولا يظلم مثقال ذرة فهو يرى أنه مؤاخذ بترك الصلاة، مثاب على أداء الصيام،

وأن عقابه على ترك فريضة، لا يلغي ثوابه على تأدية غيرها والله تعالى يقول:

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) .


‏والصلاة عماد الدين، ‏الفارقة ببن الكفر والإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين الرجل وبين الكفر ‏‎ -‎أو ‏الشرك   ترك الصلاة»،

وقال: «العهد الذي بيننا وبينهم ‏الصلاة، فمن تركها فقد كفر»، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا حظ في ‏الإسلام لمن ترك الصلاة،

ولا ريب أن العلماء متفقون على كفر من ترك الصلاة جحوداً لها واختلفوا فيمن أقر بوجوبها، ثم تركها ‏تكاسلا

فذهب أبوحنيفة إلى أنه لا يكفر، وأنه يحبس حتى يصلي، وذهب مالك والشافعية إلى ‏أنه لا يكفر،

ولكن يقتل حدا ما لم يصل والمشهور، من مذهب أحمد أنه يكفر ويقتل ردة.

أهمية أداء أركان الإسلام جميعها:

فرض الله سبحانه وتعالى على عباده أداء خمس صلوات في اليوم والليلة، وذلك مأخوذ من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم

والذي أورده البخاري في صحيحه من رواية نافع مولى عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت)

 لذلك ينبغي على المسلم أداء أركان الإسلام كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم إيماناً وتسليماً،

وعدم إغفال أيّ فريضةٍ منها، فالإسلام في مجمله كالبنيان الذي له أركان يقوم عليها، وأركانه العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده وألزمهم بالقيام بها،

ومن ذلك أن أمر الله سبحانه وتعالى عباده بإقامة الصلاة والمحافظة عليها، والاهتمام بها، حيث قال في كتابه العزيز: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) .

حكم من يصوم ولا يصلي :

فلا شك أن الصلاة والصيام ركنان من أعظم أركان الإسلام لا يقوم الدين إلا بهما

 وفرضهما من المعلوم من الدين بالضرورة عند المسلم

 ولكن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين  فمن أقامها فقد أقام الدين  ومن ضيعها فقد ضيع الدين  

وقد اختلف أهل العلم في حكم تاركها مع الإقرار بوجوبها

هل يكفر كفرا أكبر مخرجا من الملة  أو يكفر كفرا دون كفر؟

فمن قال بأن تاركها مع الإقرار بوجوبها لا يكفر كفرا أكبر  قال بأن صيامه صحيح مجزئ عنه  

ومن قال بأنه كافر كفرا أكبر

قال : إن عمله قد حبط  ولا ينفعه صيام ولا غيره من الطاعات مع تركه للصلاة ولو أقر بوجوبها.

وبناء على القول بعدم كفر تارك الصلاة كفرا أكبر  

فإن من يصوم ولا يصلي صومه صحيح مجزئ عنه  والواجب عليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وإلى قضاء ما فاته من الصلوات  

فإن الصلاة أولى بالمحافظة عليها من أي شيء آخر  فقد قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم: 

أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة  فإن صلحت فقد أفلح وأنجح  وإن فسدت  فقد خاب وخسر.


ثم إن كان العمل في هذا الجيش يمنعه من أداء الصلاة  فإن عليه أن يتركه ويبحث عن عمل آخر يحفظ له آخرته مع دنياه  فلا خير في عمل يمنع المسلم من أداء صلاته  

قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}.

وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الجمعة:9

فالصلاة لا تسقط عن العبد بحال من الأحوال ما دام عنده عقل  فإن كان التجنيد إجباريا

وكان يؤمر بترك الصلاة فعليه ألا يطيع الأمر ويؤدي الصلاة كيفما استطاع  إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى.

 يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام