25 يوليو 2024

ما هو حكم التوكيل في أداء العمرة عن الميت

ما هو حكم التوكيل في أداء العمرة عن الميت

السؤال

هل يجوز توكيل أحد بعمل عمرة لأداء فريضة العمرة عن والدتي وجدتي المتوفين،

نص الجواب

الحمد لله

لا حرج في الاعتمار عن الميت ، وعن الحي العاجز عن أداء العمرة بنفسه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه ، وفاعل ذلك محسن مأجور إن شاء الله .

ولا حرج في دفع مال لمن يقوم بذلك ، لكن ينبغي اختيار من يُظن به الخير والصلاح ومعرفة الأحكام ،

على أن يقوم الوكيل بأداء ما وكل فيه بنفسه ، أو يخبر موكله بأنه سيوكل شخصا آخر ،

لأن موكله قد يرضى بإنابته في ذلك ، لثقته به ، لكن لو علم أن شخصا آخر هو الذي سيقوم بالعمرة لم يقبل .

وإن تولى بنفسه أداء العمرة والحج عن والده فهذا أكمل في البر، ويجوز أن يؤدي الحج عن والده شخص غيره وهو يؤدي العمرة.


كما يجوز أن يحج عن شخص ويعتمر عن شخص آخر، كل هذا لا بأس به. نعم.

الحج والعمرة

شرع الإسلام العديد من العبادات التي يتقرّب فيها العبد من ربه، ولم يجعل أجرها مقتصراً على حياة الإنسان،

بل هناك عبادات امتدّ أجرها إلى ما بعد الموت، كالحج والعمرة، فقد أباح الإسلام الحج والعمرة عن الميت، ف

هاتان العبادتان عباداتٌ شعائريةٌ، لذلك أجاز الإسلام الحج والعمرة بالنيابة،

وذلك لما ورد عن أبي رزين العقيلي: أنّه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:

“يا رسول الله إنّ أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن”،

قال: (حُجَّ عن أبيك واعتمر.)،

العمرة عن الغير

يقوم العديد من المسلمين بأداء مناسك العمرة نيابةً عن أبائهم وأمهاتهم الأموات والأحياء،

تؤدى مناسك العمرة عن الغير باتّباع جميع مناسك الإحرام والعمرة عن النفس،

مع اختلاف واحد وبسيط وهي النية والتلبية، فبدلاً من إعلان نية العمرة عن النفس،

على المعتمر إعلان نيّة العمرة عن المعتمر عنه، والتلبية بقوله “لبيك اللهم عمرة عن فلان”،

وتصح النية جهراً كانت أو سراً.

حكم العمرة عن الغير

العمرة عن الغير سواء كان ميتاً أم حياً عاجزاً عن العمرة جائز، وللمعتمر نفس أجر وثواب العمرة للمعتمر عنه،

إذا ما أدّاها طمعاً في رضا الله تعالى وثواب الآخرة، أما إذا ما أداها طمعاً في المال أو بهدف التجارة فلا أجر له،

ويؤجر المعتمر عنه بأجر العمرة الصحيحة الكاملة.

فما شروط العمرة للمتوفى؟

يجب بدايةً التأكيد على أن من يقوم بالعمرة عن المتوفى قد اعتمر عن نفسه، فنأتي للتفصيل عن حالات العمرة :

إذا كانت العمرة أو الحج فريضة، فمن أحب أن يتطوّع أو يأخذ من مال المتوفى إذا كان مقتدراً،

مثله كمثل الدين إذا لم يقضه يوفِّه وليّه.

إذا كانت العمرة أو الحج نافلةً، أباح الإسلام لمن أراد القيام بها عن المتوفى سواءً أكان قريباً أو بعيداً أن يؤديها من مال المتوفى أو من غير ماله.

شروط العمرة عن الغير

على الراغب في الاعتمار عن الغير أن يكون قد أدّى العمرة لنفسه أولاً،

ولا فرق إن أداها لمرة واحدة قبل ذلك أو عدة مرات،

وفي حال كونه لم يعتمر من قبل فيجوز له أن يعتمر عن نفسه أولاً،

ثمّ يؤدّي العمرة عن الغير في نفس الر حلة. في حال كان المعتمر عنه حياً،

لا يجوز الاعتمار عنه إلّا إذا ما كان يعاني من مرض شديد، أو إعاقة تمنعه من الخروج إلى العمرة،

ويشترط الحصول عل موافقته ورغبته في الاعتمار عنه، سواء كان ذلك باللفظ أو الإيماء في حال عدم قدرته على التكلم.

إذا ما كان المعتمر عنه ميتاً، فلا موافقة منه على العمرة، حتى وإن لم يعبر عن رغبته بأداء العمرة أثناء حياته الدنيا.

يجوز للمعتمر أن يأخذ من المعتمر عنه أو أولاده في حال وفاته مبلغاً من المال يكفيه لقضاء الحاجيات الأساسية أثناء السفر والعمرة،

ولا يجوز له أخذ أكثر من ذلك عامداً بها التجارة والربح،

شروط و أعمال العمرة عن المتوفى

أن يكون المعتمر عن المتوفى قد اعتمر عن نفسه. الاغتسال و التطهر وارتداء ملابس الإحرام للرجل ثم الإحرام للعمرة عقب أداء الصلاة،

سواء أكانت صلاة فريضة أو نافلة . النية بقوْل:

” لبيك عمرة عن أبي ، أخي ، …. ” و يستحب الإكثار من التلبية من الإحرام و حتى ابتداء الطواف ،

بلفظ التلبية الوارد عن الرسول -صلى الله عليه و سلم- :

( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك)

الطواف حول الكعبة ويكون البدءُ بالحجر الأسود ، فإذا أتممت سبعة أشواط ذهبتَ إلى خلف مقام إبراهيم وصليت ركعتيْ سنة الطواف؛

بحيث تقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة “الكافرون”، وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة الإخلاص، وتخففهما حتى لا تزاحم الآخرين

، و افسح المجال لغيرك من المعتمرين، و ليس هناك دعاء عند مقام إبراهيم،

ويستحبّ في الطواف الإكثار من الدعاء لنفسك وللميت المنوي العمرة عنه.

السعي بين الصفا و المروة سبعة أشواط، من الصفا للمروة شوط و من المروة إلى الصفا شوط،

و عند الوقوف بالصفا و المروة

تقرأ: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }،

يستحب الدعاء بما تجود به نفسك و يخشع له قلبك، وتذكر الميت بالدعاء وأكثرْ من الاستغفار عنه.

التحلل من الإحرام بالحلق أو التقصير .

طريقة أداء العمرة عن الغير

يبدأ المعتمر بالإحرام وتوجيه نية العمرة والتلبية لنفسه أولاً في حال لم يعتمر من قبل

أما إذا كان قد اعتمر من قبل فيوجه النية للمعتمر عنه أولاً،

وبعد الانتهاء من مناسك العمرة والتحلل من الإحرام يعود ليحرم مرّة أخرى بنية العمرة عن نفسه،

ويتوجّه إلى مسجد عائشة القريب من المسجد الحرام للإحرام من جديد إحراماً كاملاً،

ويجوز تكرار العمرة عن النفس وعن المعتمر عنه في اليوم الواحد، أو الفصل بينهما بعدّة أيام.

و مما سبق لا بد من التمييز بين أركان العمرة التي لا تجوز العمرة من دونها و هي :

الإحرام و الطواف و السعي، وبين سننها التي تصح العمرة حتى لو لم تفعلها

مثل : التضلع بماء زمزم، الحلق ( إذ يكفي التقصير للتحلل من الاحرام) .

والله أعلم.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام