10 سبتمبر 2024

من هو أول من تمنى الموت من الرسل ؟

أوّل من تمنّى الموت إنّ نبيّ الله يوسف -عليه السلام-

هو أوّل من تمنّى وسأل الله الموت كما روى ابن عباس، وذلك عندما تكاملت عليه النعم،

وجمع الله له أباه وإخوته،

وأصبح ملكاً على مصر، فاشتاق للقاء لله ولقاء آبائه الصالحين، وقيل إنّه لم يتمنَّ الموت،

وإنّما سأل الله الموت على الإسلام،

أي إذا جاء أجلي توفّني مسلماً، كما قال جمهور العلماء؛

لأنّ النبيّ نهى عن تمنّي الموت، فجاء في الحديث الذي رواه مسلم:

(لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّياً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي)،

فلا يجوز تمنّي موت إلّا في حالة الخوف من الفتن، والخوف من ذهاب الدين،

وأمّا عن تمنّي يوسف -عليه السلام- الموت، فيُحتمل أنّه كان جائزاً في شرعه.

قال: لم يتمن الموت أحد إلا يوسف عليه السلام، حين تكاملت عليه النعم وجمع له الشمل اشتاق إلى لقاء الله. 

وروى الطبراني في تفسيره آثاراً في نفس المعنى، فروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: 

أول نبي سأل الله الموت يوسف. ،

وفي رواية: ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف . وعن مجاهد قال:

 إن يوسف لما جُمع بينه وبين أبيه وإخوته وهو يومئذ ملك مصر،

اشتاق إلى الله وإلى آبائه الصالحين فقال: رب قد آتيتني من الملك… الآية.

وقال غير هؤلاء: إنه لم يتمنَّ الموت وإنما تمنى الوفاة على الإسلام، أي إذا جاء أجلي توفني مسلماً،

قال القرطبي : وهذا قول الجمهور، ثم قال: وثبت في الصحيح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 

لا يتمنينّ أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً فليقل:

اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي. رواه مسلم ،

وفيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 

لا يتمنّ أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن إلا خيراً.

 وإذا ثبت هذا فكيف يقال إن يوسف عليه السلام تمنى الموت والخروج من الدنيا وقطع العمل؟ هذا بعيــد!

إلا أن يقال: إن ذلك كان جائزاً في شرعه، ويجوز تمني الموت والدعاء به عند ظهور الفتن وغلبتها، وخوف ذهاب الدين. 

عفّة يوسف عليه السلام

اتّصف يوسف -عليه السلام- بالعفّة، وضرب أعظم الأمثلة في ذلك،

وذلك عندما أخبر الله عن عشق امرأة الملك ليوسف، ومراودتها له،

فأبى وصبر وابتعد عن الفاحشة، رغم أنّه كان شاباً غير متزوّجٍ غريباً عن بلده،

وكانت امرأة الملك ذات منصبٍ وجمالٍ، وتوعدّته بالسجن إن لم يفعل.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام