من هو عبد اللَّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر التيمي القرشي؟
المحتوى
عبد اللَّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر التيمي القرشي
رجل في التاريخ يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه و سلم, و هو أول أعظم عشرة رجال وطأت أقدامهم الأرض بعد الأنبياء,
و أبو بكر هو الرجل الذي حمل عبء الدعوة على عاتقه منذ أول يوم اسلم فيه ليسلم على يده خمسة من العشرة المبشرين بالجنة ,
و أبو بكر هو أبو السيدة عائشة رضي الله عنها و أرضاها و أبو بكر هو أول خليفة لرسول الله صلى الله عليه و سلم
والحقيقة أن عظمة أبي بكر رضي اللَّه عنه وأرضاه وإن كانت قد برزت بعد إسلامه بشكل لافت، إلا أنها لم تكن وليدة اللحظة،
فقد كان أبو بكر من خيرة رجال مكة قبل الإسلام، فهو أحد العشرة الذين قُسِّمت بينهم أمور مكة في جاهليتها،
وقد عُهد إليه أمرُ الديات و الكفالات في قريش، فكان لزامًا على كل من أراد أن يستدين شيئًا في مكة أن يطلب كفالة أبي بكر الصديق أولًا.
ولأن فضل أبي بكر الصديق لا يخفى على أحد من المسلمين، ولأن ذِكرَ جميع مظاهر عظمة هذا الرجل يعتبر من رابع المستحيلات،
فقد ارتأيت من باب الإيجاز أن أذكر فضلين اثنين فقط للصِّديق،
لو لم يقدم أبو بكر سواهما للإسلام لكفياه لكي يتربع على قمة صرح العظماء إلى يوم يبعثون ،
الفضل الأول لأبي بكر الصديق
على سائر المسلمين بل وعلى سائر البشر هو وقوفه حائلًا منيعًا أمام انحدار العنصر البشري إلى ظلمات الجهل
والتخلف بعد انقطاع الوحي السماوي وانتهاء زمن الأنبياء والرسل إلى الأبد،
فلقد بعث اللَّه الأنبياء بدعوة التوحيد عبر جميع العصور، فآمن بهم من آمن وكفر بهم من كفر،
ولكن أغلب أولئك المؤمنين وذريتهم انحرفوا عن جادة الصواب بعد موت فقط! لمّا كانت رسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- هي آخر رسالة تبعث للبشر،
أصبح ضياع هذه الرسالة أو تحريفها ضياعًا للمستقبل البشري وأسباب كينونته،
والحقيقة أن ذلك كاد أن يحدث فعلًا لولا أن سخّر اللَّه لبني الإنسان رجلًا اسمه عبد اللَّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر التيمي القرشي،
وهو نفسه الرجل الذي عُرِف في التاريخ باسم “أبي بكر الصديق”
(لتبكيره في الدخول في الإسلام وتصديقه لحادثة الإسراء والمعراج من أول لحظة!)،
فوقف هذا العملاق العظيم بعد موت حبيب روحه ورفيق دربه، ليبين للمسلمين أعظم قاعدة عرفتها البشرية بعد الأنبياء،
قاعدة تكتب واللَّه بحروف من ذهب: “من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حي لا يموت”
الفضل الثاني لأبي بكر
يكمن في انتصاره على جيوش الروم والفرس في آن واحد! فقد حاول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حياته أن يصل برسالة التوحيد إلى شعوب العالم بأسره،
وفعلًا قام باستخدام الوسائل السلمية في دعوة البشر، فأرسل رسله إلى ملوك الأرض برسائلٍ تدعوهم إلى عبادة رب الناس وترك استعبادهم للناس،
إلا أن أولئك الملوك رأوا في الإسلام ما يتناقض مع ظلمهم وجبروتهم على شعوبهم المستضعفة، فقاموا بقتل الرسل،
وحجب رسالة الإسلام عن شعوبهم المستضعفة، فأعلنوا الحرب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-،
فمزق كسرى الفرس المتغطرس (خسرو الثاني) رسالة أعظم إنسان عرفته الأرض،
وأوعز إلى عامله في اليمن باعتقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أما إمبراطور الروم (أغسطس هرقل) فقد حارب الإسلام
رغم إيمانه بصدق نبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم لذلك قام أبو بكر الصديق جزاه اللَّه كل خير بعملٍ لم يسبقه إليه أحد في تاريخ الفاتحين،
فالمعلوم أن ثمة قاعدة عسكرية ثابتة منذ قديم الزمان ما زالت تدرَّس في الكليات العسكرية الحديثة،
ألا وهي “تجنب فتح أكثر من جبهة واحدة في القتال العسكري! “،
فلقد انهزم (نابليون بونابرت) عندما فتح جبهة ثانية مع “روسيا القيصرية وتمزق جيش (أدولف هتلر) شر ممزق
فتح جبهة “ستالين غراد” الشرقية
عندما فكر في فتح جبهة “ستالين غراد” الشرقية،
ولكن أبا بكر الصديق كان هو الإنسان الأول في تاريخ الأرض الذي كسر
هذه القاعدة العسكرية بقتال جيوش أكبر إمبراطوريتين في الأرض في نفس الوقت،
فبعد أن رفض أباطرة الفرس والروم السماح لدعاة الإسلام بنقل رسالة التوحيد للشعوب المستضعفة،
قام أبو بكر الصديق بتسيير كتائب النور بفرسانٍ جلهم من أصحاب محمد بن عبد اللَّه،
فدكَّ الصِّديق حصون كسرى على الجبهة الشرقية بجيشٍ تحت قيادة البطل الأسطوري (خالد بن الوليد)،
وزلزل أبو بكر ديار الروم على الجبهة الغربية بجيشٍ تحت قيادة العملاق (أبي عبيدة عامر بن الجراح)،
وما هي إلا سنيّاتٍ قليلة من إعلان أبي بكر الحرب على أعظم إمبراطوريتين عرفهما التاريخ في وقتٍ متزامن
حتى أصبحت دولة الإسلام الدولة الأولى في العالم بأسره.
الجدير بالذكر أن أبا بكر الصدِّيق رضي اللَّه عنه وأرضاه لم يكن آخر من كسر تلك القاعدة العسكرية،
فلقد قام قادة آخرون بكسرها بكل نجاح (جميعهم بدون استثناء من أمة الإسلام!)
ليقف علماء التاريخ العسكري عاجزين عن حل تلك الأحجية السحرية!
ألقاب أبي بكر الصديق
العتيق:
لَقب النبي -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر بالعتيق لعتق الله تعالى له من النار،
وهناك من يقول إنّه لُقب بذلك لجمال وجهه، ولقدمه في فعل الخير.
الصاحب:
لُقب بذلك في القرآن الكريم، قال تعالى:
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ
فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40].
الأتقى:
لُقب بذلك في القرآن الكريم أيضاً، حيث كان أبو بكر يشتري العبيد المسلمين ثمّ يعتقهم.
الأواه:
لقب بذلك لكثرة خشيته من الله عز وجل.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
وزير الشؤون الدينية: العمرة أخت الحجّ
المهدية: تقديرات بإنتاج حوالي 185 ألف طن من الزيتون
دراسة: مشاهدة الأطفال للتلفاز والهاتف أثناء الأكل يُعرضهم لزيادة الوزن