26 يوليو 2024

هل أنفصل عن زوجي بسبب عدم الإنجاب ؟

هل أنفصل عن زوجي بسبب عدم الإنجاب ؟

السؤال :

زوجة لم تُنجبْ بسبب مشكلات صحية لدى زوجها، وهي في حيرة هل تطلب الطلاق أم لا؟

الاجابة :

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأنصحك بالاستخارة والدعاء، فأنتِ مُخَيَّرة بين الأمرين؛ إمَّا الصبر والاحتساب، وإمَّا طلب الانفصال للحُصول على حاجتك الطبيعية.

لا شك أنَّ الصبرَ على البلاء والاحتساب شأنُه عظيمٌ، وكم مِن مِحنةٍ قُلِبَتْ منحةً! وكم في البلايا من عطايا! ويكفيك في ذلك قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وجاء في الحديث الذي رواه ابن عباس قال: كنتُ رديفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا غلام، ألا أُعلِّمك كلمات يَنفعك الله بهنَّ؟ فقلتُ: بلى، فقال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستَعِنْ بالله، قد جفَّ القلم بما هو كائن، فلو أنَّ الخلق كلهم جميعًا أرادوا أن ينفعوك بشيءٍ لم يقضِه اللهُ عليك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيءٍ لم يكتبه اللهُ عليك لم يقدروا عليه، واعلمْ أنَّ في الصبر على ما تكرهه خيرًا كثيرًا، وأنَّ النصرَ مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأنَّ مع العسر يُسرًا)).

ففي الصبر خيرٌ عظيم في الدنيا والآخرة، وكم مِن القصص التي تُروى في ذلك عما يحكي ثمرات الصبر! وأضرب لك في ذلك مثالًا ذَكَرَهُ الله في كتابه على لسان نبيه زكريا؛ حيث قال: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾ [الأنبياء: 89، 90]، ولاحظي في نهاية الآية ما ذكره الله عنهم مِن حميد صفاتهم؛ حيث قال: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].

إذًا الصبر يحتاج أيضًا لِبَذْل الأسباب؛ مِن دعاءٍ، ورجاءٍ، وعملٍ للصالحات، وهجرٍ للمعاصي؛ حتى يكون ذلك أدعى للإجابة.

وفقك الله لما يُحبُّ ويرضى، وسدَّدك وفرَّج همك، ويَسَّر لك الخير حيث كان

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام