26 يوليو 2024

هل المشاركة في المسابقات التلفزية حلال أو حرام ؟

هل المشاركة في المسابقات التلفزية حلال أو حرام ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه  أما بعد فان الكثير من يشغل باله حكم المشاركة في المسابقات التلفزية  وذلك نظرا  لكثرة انتشار هذه المسألة في عصرنا هذا وهو ما سنجد جوابه الشافي من خلال الشرح التالي لهذه المسألة :

 المسابقات التلفزية او غير التلفزية في المسائل الدينية :

إن المسابقات التلفزيونية أو غير التلفزيونية إذا كانت في المسائل الشرعية أو الدنيوية التي قد تعود بنفع على المسلمين،

فلا حرج في وضعها, والاشتراك فيها، وأخذ الجوائز التي قد تحصل من خلالها، سواء أكانت عمرة, أو مبالغ مالية,

أو غيرها بشرط أن تكون الجوائز مقدمة من متبرع لا يريد منها إلا حفز المتسابقين على التعلم،

ودفعهم إلى البحث عن مسائل العلم النافع، وشحذ أذهانهم.

المسابقات التلفزية او غير التلفزية من اجل عروض تجارية :

أما إذا كان مقدم الجوائز يريد بذلك عملية تجارية تعود عليه بعائد مادي،

فإن المسألة تتحول من مسارها الأول إلى مسار آخر مغاير،

وتصبح من القمار المحرم، وعلامة ذلك أن تكون تكلفة المكالمة أو الرسالة أغلى من التكلفة العادية؛

إذ لو كان الغرض نفع المتسابقين وليس الكسب المادي لكانت تكلفة الاتصال

أو الرسائل عادية وهذا هو القمار فقد عرف العلماء القمار اي  الميسر  

 بأنه ما لا يخلو فيه أحد الطرفين أو الأطراف من غنم أو غرم  فهذا المتصل

إما أن يربح الجائزة فيكون غانمًا غنمًا كبيرًا  

وإما أن لا يربحها فيخسر اتصاله غير العادي.وقد قرن الله جل وعلا الميسر بالخمر

 وهي أم الخبائث  كما قرنه بالاستقسام بالأزلام  والتقرب إلى الأنصاب بالذبح  

وهما أمران يصيبان العقيدة في الصميم  مما يعني أن أمر الميسر أمر عظيم،

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90 .


والحاصل أنه لا يجوز أن يدفع الإنسان شيئًا مقابل اشتراكه في مسابقة قد يربح فيها

وقد يخسر وهو آثم سواء ربح أم خسر.

مسائل اخرى تحدث عند القيام  بالمسابقات او خلال المشاركة فيها وحكمها :

 إذا كان المتصل يدفع مالا نظير اشتراكه في المسابقة   ولو كان ذلك ثمنَ المكالمة الهاتفية –

على أمل أن يربح جائزة أو مبلغا أكبر  

 وقد يربح   وقد يخسر  فهذا هو الميسر الذي حرمه الله تعالى   بقوله :

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” المائدة/90.


قال الماوردي رحمه الله عن الميسر : “هو الذي لا يخلو الداخل فيه من أن يكون غانماً إن أَخَذ ،

أو غارماً إن أَعْطَى”   من ” الحاوي الكبير” (15/192) .


وهذا هو الذي يحدث في كثير من هذه المسابقات   فإن المتصل إما أن يخسر قيمة الاتصال

التي غالبا ما تكون أكثر من قيمة الاتصال المعتاد، وإما أن يأخذ أكثر منها في حالة فوزه بالجائزة.


وبعض المسابقات تكون مباحة في أولى مراحلها فقط ، كما لو كانت مجانية ،

وأجاب المتسابق على السؤال الأول ، واستحق جائزة معينة ،

ثم يقال له : إن أخطأت في جواب السؤال التالي خسرت ما كسبت أولا ، فهذا من الميسر المحرم .



وبعضها تحرم المشاركة فيها لما فيها من الترويج للاختلاط أو للأغاني ، أو التشجيع على معرفة الأفلام والمسلسلات والممثلين والممثلات .


والمقصود أن المسابقات ليست نوعا واحدا ولهذا يلزم بيان المسابقة ليتوصل إلى الحكم عليها .
والله أعلم .

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام