الطعام والشراب من أعظم النِعم التي أنعم الله -سبحانه وتعالى- بها على عباده،
وقد أرشدنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لبعض آداب الطعام والشراب التي من الأولى للمسلم أن يتحلّى بها،
والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو قدوة المسلمين الأولى في جميع ما يصدر عنه من أفعالٍ، وأقوالٍ، وتقريرات،
وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- مرشداً، ومربياً، ومعلّماً للبشرية في كل تصرفاته،
وفي هذه المقالة عرض لبعض الأطعمة التي كان يحبّها النبي صلى الله عليه وسلم.
المحتوى
ما هو أحب الطعام عند الرسول
لقد كان أحبّ الطعام إلى رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – الثّريد، فقد روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
” كان أحبّ الطعام إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – الثّريد من الخبز،
والثّريد من الحيس، وكان – صلّى الله عليه وسلّم – يحبّ الحلوى، والعسل “،
كما جاء في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:
” كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يحبّ الحلوى، والعسل “،
كما روى أبو داود عن ابني بسر السلميين رضي الله عنهما عنهما قالا:
” دخل علينا رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – فقدمنا له زبداً وتمراً، وكان يحبّ لحم الذّراع ولحم الظهر وعراق الشّاة “،
كما روى النّسائي:” كان أحبّ العراق إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – عراق الشّاة الجنب،
وكان يحبّ من الشّاة مقدمها، وكان أحبّ الفواكه إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – الرّطب، والبطيخ “،
رواه ابن عدي عن عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما.
وقد روى الطبراني:” سيّد الإدام في الدّنيا، والآخرة اللحم وسيّد الشّراب في الدّنيا والآخرة الماء،
وسيّد الرياحين في الدّنيا والآخرة الفاغية “، والفاغية هي نور الحنّاء.
أحب الطعام لرسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد .
فقد روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز والثريد من الحيس وكان صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى , والعسل .
كما في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى , والعسل
وروى أبو داود عن { ابني بسر السلميين رضي الله عنهما عنهما قالا :
دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا له زبدا وتمرا ,
وكان يحب لحم الذراع ولحم الظهر وعراق الشاة } . روى النسائي
{ كان أحب العراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عراق الشاة الجنب } .
العراق بعين مهملة مضمومة فراء فألف فقاف جمع عرق بفتح فسكون هو العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم , وهو جمع نادر .
أحاديث
وقد روى الطبراني برجال ثقات سوى سعد بن عتيبة القطان فيحتاج إلى نظر وتجريم من حديث بريدة مرفوعا
{ سيد الإدام في الدنيا , والآخرة اللحم وسيد الشراب في الدنيا , والآخرة الماء وسيد الرياحين في الدنيا , والآخرة الفاغية } ,
والفاغية نور الحناء كما قدمناه في الخضاب والله أعلم .
وعن أبي أمامة :
{ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال : الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي , ولا مودع , ولا مستغنى عنه ربنا } رواه أحمد والبخاري وأبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه .
وفي لفظ : { كان إذا فرغ من طعامه قال : الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور } رواه البخاري ) .
وعن أبي سعيد
قال : { كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين } رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ) [ ص: 191 ]
( وعن معاذ بن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ من أكل طعاما فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه } رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وقال : حديث حسن غريب ) .
عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أطعمه الله طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه , وأطعمنا خيرا منه , ومن سقاه الله لبنا فليقل :
اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه } , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ليس شيء يجزي مكان الشراب والطعام غير اللبن } رواه الخمسة إلا النسائي ) .
حديث أبي سعيد
أخرجه أيضا النسائي وذكره البخاري في تاريخه الكبير , وساق اختلاف الرواة فيه , و
قد سكت عنه أبو داود والمنذري , وفي إسناده إسماعيل بن رباح السلمي وهو مجهول .
وحديث معاذ بن أنس أخرجه الترمذي من طريق محمد بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقبري , حدثنا سعيد بن أيوب ,
حدثني أبو مرحوم وهو عبد الرحمن بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه , وساق الحديث ثم قال : هذا حديث حسن غريب .
وحديث ابن عباس
وغيره ولكن لفظ أبي داود : { إذا أكل أحدكم طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه , وأطعمنا خيرا منه , وإذا سقي لبنا
فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه , فإنه ليس شيء يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن }
ولفظ الترمذي { من أطعمه الله طعاما فليقل : اللهم بارك فيه وأطعمنا خيرا منه ,
ومن سقاه الله لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه }
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ليس شيء يجزي مكان الطعام والشراب غير اللبن }
وقد حسن هذا الحديث الترمذي , ولكن في إسناده علي بن زيد بن جدعان عن عمر بن حرملة , وقد ضعف علي بن زيد جماعة من الحفاظ .
وعمر بن حرملة سئل عنه أبو زرعة الرازي فقال : بصري لا أعرفه إلا في هذا الحديث قوله :
( إذا رفع مائدته ) قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لم يأكل على خوان قط كما في حديث أنس ,
والمائدة : هي خوان عليه طعام , فأجاب بعضهم بأن أنسا ما رأى ذلك ورآه غيره والمثبت يقدم على النافي .
قال في الفتح :
وقد تطلق المائدة ويراد بها نفس الطعام . وقد نقل عن البخاري أنه قال : إذا أكل الطعام على شيء ثم رفع قيل رفعت المائدة قوله : ( غير مكفي )
بفتح الميم وسكون الكاف وكسر الفاء وتشديد التحتانية .
قال ابن بطال :
يحتمل أن يكون من كفأت الإناء , فالمعنى غير مردود عليه إنعامه , ويحتمل أن يكون من الكفاية :
أي أن الله غير مكفي رزق عباده لأنه لا يكفيهم أحد غيره .
وقال ابن التين :
أي غير محتاج إلى أحد لكنه هو الذي يطعم عباده ويكفيهم هذا قول الخطابي . وقال القزاز : معناه أنا غير مكتف بنفسي عن كفايته .
وقال الداودي :
معناه لم أكتف من فضل الله ونعمته . قال ابن التين : وقول الخطابي أولى لأن مفعولا بمعنى مفتعل فيه بعد وخروج عن الظاهر .
قال في الفتح :
وهذا كله على أن الضمير لله , ويحتمل أن يكون الضمير للحمد . وقال إبراهيم الحربي :
الضمير للطعام , ومكفي بمعنى مقلوب من الإكفاء وهو القلب .
ذكر ابن الجوزي
عن أبي منصور الجواليقي أن الصواب غير مكافأ بالهمز : أي أن نعمة الله لا تكافأ ا هـ .
وقد ثبت هكذا في حديث أبي هريرة , ويؤيد هذا لفظ ” كفانا ” الواقع في الرواية الأخرى ; لأن الضمير فيه يعود إلى الله تعالى بلا ريب ,
إذ هو تعالى هو الكافي لا المكفي , وكفانا هو من الكفاية وهو أعم من الشبع والري وغيرهما , فأروانا على هذا من الخاص بعد العام .
ووقع في رواية ابن السكن ” وآوانا ” بالمد من الإيواء قوله : ( ولا مودع ) بفتح الدال الثقيلة : أي غير متروك .
ويحتمل أنه حال من القائل : أي غير تارك قوله : ( ولا مستغنى عنه ) بفتح النون وبالتنوين قوله :
( ربنا ) بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف : أي هو ربنا ,
أو على أنه مبتدأ وخبره متقدم عليه , ويجوز النصب على المدح أو الاختصاص أو إضمار أعني .
قال ابن التين :
ويجوز الجر على أنه بدل من الضمير في عنه , وقال غيره : على البدل من الاسم في قوله : ” الحمد لله ”
قال ابن الجوزي :
ربنا بالنصب على النداء مع حذف أداة النداء قوله : ( ولا مكفور ) أي مجحود فضله ونعمته ,
وهذا أيضا مما يقوي أن الضمير لله تعالى قوله : ( إذا أكل أو شرب ) لفظ أبي داود
” كان إذا فرغ من طعامه ” والمذكور في الباب لفظ الترمذي .
حديث أبي هريرة عند النسائي والحاكم
وقال : صحيح على شرط مسلم مرفوعا
{ الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسا من العري وهدى من الضلالة وبصر من العمى وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا }
قوله : ( وزدنا منه ) هذا يدل على الروايات التي ذكرناها أنه ليس في الأطعمة والأشربة خير من اللبن ,
وظاهره أنه خير من العسل الذي هو شفاء ,
لكن قد يقال إن اللبن باعتبار التغذي والري خير من العسل ومرجح عليه ,
والعسل باعتبار التداوي من كل داء وباعتبار الحلاوة مرجح على اللبن ,
ففي كل منهما خصوصية يترجح بها , ويحتمل أن المراد وزدنا لبنا من جنسه وهو لبن الجنة كما في قوله تعالى :
{ هذا الذي رزقنا من قبل }
قوله : ( فإنه ليس يجزي ) بضم أوله من الطعام : أي بدل الطعام كقوله تعالى :
{ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } أي بدلها
شاهد أيــــضا : كيف تستيقظ لصلاة الفجر
الأطعمة التي كان يتناولها الرسول
من الأطعمة التي كان يتناولها النبي -صلى الله عليه وسلم- ممّا ثبت في الأحاديث الصحيحة ما يأتي:
الأرنب:
وذلك لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنفجنا أرنباً بمر الظهران فسعى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفها
فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها بمروة فبعث معي بفخذها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأكله فقلت: أكله ؟ قال: قبله).
الدجاج:
فقد جاء في صحيح الحديث عن زهدم الجرمي -رضي الله عنه- قال:
(أنَّ أبا موسى أتى بدجاجة فتنحَّى رجل من القوم فقال: ما شأنك؟
قال: إني رأيتها تأكل شيئاً قذرته فحلفت أن لا آكلَه، فقال أبو موسى: ادن فكل فإني رأيت رسول اللَّه يأكله وأمره أن يكَفِّر عن يمينه).
الدّبّاء وهو القرع:
فقد جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال:
(إنَّ خياطاً دعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- لطعام صنعه، قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الطعام،
فقَرب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبزاً من شعير ومرقاً فيه دبَّاء وقديد،
قال أنس: فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتتبَّع الدُّباء من حوالي الصحفة، قال: فلم أزل أُحب الدُّباء منذ يومئذ).
الخل:
فقد روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل أهله الإدام
فقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: (ما عندنا إلّا خل)،
فدعا به، وأكل منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول :(نِعم الأدم الخل، نِعم الأدم الخل).
يمكنكم متابعة موقع قناة الانسان
الموقع نور الاسلام
More Stories
وزير الشؤون الدينية: العمرة أخت الحجّ
المهدية: تقديرات بإنتاج حوالي 185 ألف طن من الزيتون
دراسة: مشاهدة الأطفال للتلفاز والهاتف أثناء الأكل يُعرضهم لزيادة الوزن