السورة التي ورد لفظ الجلاله (الله) في كل آية من آياتها : هي سورة المجادلة
المحتوى
سورة المجادلة
تقع سورة المجادلة في الربع الأول والثاني من الحزب الخامس والخمسين والجزء الثامن والعشرين في القرآن الكريم،
وهي سورة مدنية نزلتْ على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنورة، كما أنَّها من سور المُفصَّل،
يبلغ عدد آياتها اثنتين وعشرين آية، وهي السورة الثامنة والخمسون في ترتيب سور المصحف الشريف،
نزلتْ سورة المجادلة بعد سورة المنافقون وقد بدأها الله تعالى بأسلوب توكيد باستخدام حرف التحقيق قد،
قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}،
وهي سورة ورد لفظ الجلالة في كلِّ آية من آياتها، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على مقاصد سورة المجادلة وأسباب نزولها.
تسمية سورة المجادلة
بعد ما ورد من حديث عن مقاصد سورة المجادلة، جدير بالذكر
إنَّ سورة المجادلة سُمِّيت باسم سورة المجادلة لافتتاحها بقضية مجادلة امرأة أوس بن الصامت
لرسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في أمر مظاهرة زوجها لها،
وقد جاء اسمها المجادلة في أغلب كتب التفسير، كما أنَّ هذه السورة المباركة تُسمَّى “سورة قد سمع”
لأنَّها افتتحت بهذه الكلمات،
قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ..}،
وسُمِّيت أيضًا في مصحف أبي بن كعب -رضي الله عنه- بسورة الظهار؛
لأنَّها تناولت حطم الظهار في الإسلام بعد أن ظاهر أوس بن الصامت زوجته
واشتكت إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، والله تعالى أعلم.
فضل سورة المجادلة
فضل سورة المجادلة فضل كبير مثل فضل جميع سور القرآن الكريم،
وهو فضل عامّ، أما فيما يخص فضل سورة المجادلة بشكل خاص فقد ورد حديثان ضعيفان في فضلها،
الحديث الأول: “مَن قرأ سورة المجادلة كُتِب من حزب الله يوم القيامة” ،
وحديث عليّ: “يا علي من قرأها قضى الله له أَلف حاجة أَدناها أَن يُعتقه من النَّار،
ونزلت عليه أَلْفُ ملك يستغفرون له باللَّيل، ويكتبون له الحسنات،
وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب مَنْ يطلب قُوتَه من الحلال”،
وهو أيضًا حديث موضوع لا سند له في الموسوعة الحديثية،
لذلك يجب التماس فضل قراءة سور القرآن الكريم بكونها كلام الله تعالى المنزل،
وفيما يخص سورة المجادلة فإنها تًعلّم المؤمن دروسًا عدة، وتوضح له خبث اليهود والمنافقين.
سبب نزول سورة المجادلة
نزلت الآيات الكريمة في مطلع سورة المجادلة في أمر خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت -رضي الله عنهما-،
حيث جاءتْ زوجته تشتكي للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- من زوجها أنّه يظاهرها بقوله:
أنت عليّ كظهر أمي، وكان أوس رجل به لمَم؛ فإذا حضر لممه ظاهر منها، فأتت النبي الكريم تستفتيه في ذلك،
وهي تشكي أمرها إلى الله -تعالى-، فأنزل الله على إثرها: (قَدْ سَمِعَ)،
وقد جاء في الرّواية عن عائشة -رضي الله عنها- في سبب نزول مطلع سورة المجادلة
قولها: (الحمدُ للهِ الذي وسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقَد جاءتِ المُجادلةُ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- تُكَلِّمُه في جانبِ البيتِ ما أسمعُ ما تَقولُ فأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ-:
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)،
وفي روايةٍ أخرى تنقل السيدة عائشة ما سمعته من خولة بنت ثعلبة تقول لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
(يا رسولَ اللهِ أكل شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبرتْ سِنِّي، وانقطع له ولدي، ظاهَر مِنِّي، اللهمَّ إني أشكو إليك،
قالت عائشةُ: فما برِحتْ حتى نزل جبريلُ -عليه السلامُ- بهؤلاء الآياتِ: قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)
وجاء عند الألوسي في روح المعاني أنّ أوساًَ زوج خولة كان رجلاً قد شاخ، وكبر سنّه، وضاق خُلُقه،
فدخل عليها ذات يوم فغضب منها لأمرٍ ما؛ فقال: أنت عليّ كظهر أمي،
وكانت العرب في الجاهلية تُحرّم على الرّجل زوجته إذا ظاهر منها،
وكان هذا الذي صدر من أوس أول ظهارٍ في الإسلام، فلم يُعرف أنّ أحداً ظاهر امرأته قبله من المسلمين،
فبعد أنْ ندم على قوله أراد معاشرتها؛ فامتنعت عنه حتى يحكم الله ورسوله لهما بالأمر،
فأتت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالذي حصل بينهما.
أحكام وفوائد من سورة المجادلة
وردت العديد من الأحكام في سورة المجادلة، ومن هذه الأحكام حكم الظهار،
والمقصود بالظهار أن يقول الرجل لزوجته: (أنتِ عليّ كظهر أمي)،
أو غيرها من المحارم، أو يقول لها: (أنتِ عليّ حرام)، وعند ذلك تحرم عليه زوجته ولا يجوز له معاشرتها معاشرة الأزواج إلا بعد أن يكفّر عن يمينه،
وقد سبق ذكر كفّارة الظهار في قصة أوس بن الصامت وخولة بنت ثعلبة رضي الله عنهما،
ويمكن استنباط الكثير من الفوائد من هذه القصة،
منها تواضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة رضي الله عنهم، واهتمامه بهم، وحرصه عليهم،
فعلى الرغم من كثرة مسؤولياته وأشغاله إلا إنه كان يُفرّغ نفسه لسماع شكواهم وحل مشاكلهم الحياتية والعادية.
ويُستفاد من القصة أيضاً أن للمرأة مكانتها في المجتمع الإسلامي، حيث إن لها حقوق، وعليها واجبات،
كما إن الرجل له حقوقٌ وواجبات، فعلى الرغم من أنها ذهبت إلى رسول الله لتسأله عن مشكلتها سراً،
إلا إن الله -تعالى- سمع قولهاوأنزل آيات تبيّن المخرج من أزمتها،
ومن أهم الدروس المستفادة أنّ علم الله -تعالى- يحيط بكلّ نجوى، ويجيب الداعي إذا أخلص في دعائه.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
زيارة الميت لأهله في الرؤيا هل تؤشر على موت أحدهم
هل تعلم أنه هناك الصحابة من الجن؟
حكم ترك البائع أو المشتري الأجزاء اليسيرة المتبقية من النقود