كم يكون طول يوم القيامة على المؤمن و الكافر؟
أنّ يوم الحساب يوم واحد، ولكنّه يوم مقداره خمسون ألف سنة
المحتوى
يوم القيامة
يوم القيامة: هو يوم البعث، حيث يبعث الناس مِن قبورهم للحساب ولكي يتحقّق العدل ويُكافأ الصالح بالجنة ويعاقب الفاسد بالنار،
فلكل شيء نهاية سواء أكان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً، ويوجد العديد مِن الإشارات التي ذكرت في القرآن الكريم
وفي سنة محمد صلّى الله عليه وسلّم تدلّ على اقتراب نهاية الكون واقتراب يوم القيامة،
وهي مقسمة إلى قسمين علامات القيامة الصغرى وعلامات القيامة الكبرى.
يوم القيامة مقداره
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ” أنّ يوم الحساب يوم واحد، ولكنّه يوم مقداره خمسون ألف سنة
كما قال الله تعالى :
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ، لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ، مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 1-4.]
أي إن هذا العذاب يقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ،
قال : “(ما من صاحب ذهبٍ ولا فضّة لا يؤدّي منها حقّها؛ إلا كان يوم القيامة؛ صُفِّحت له صفائح من نار،
وأُحمي عليها في نار جهنّم، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلّما بردت؛ أُعيدت،
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد)”
وهذا اليوم الطويل هو يوم عسير على الكافرين كما قال تعالى : {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} [الفرقان: 26.]
وقال تعالى : {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر: 10.]،
مفهوم هاتين الآيتين
ومفهوم هاتين الآيتين أنه على المؤمن يسير وهو كذلك ، فهذا اليوم الطويل بما فيه من الأهوال والأشياء العظيمة ييسره الله تعالى على المؤمن ،
ويكون عسيراً على الكافر. وأسأل الله – تعالى – أن يجعلني وإخواني المسلمين ممن يسره الله عليهم يوم القيامة .
والتفكير والتعمق في مثل هذه الأمور الغيبية هو من التنطع الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه :
” (هلكَ المُتنطِّعُونَ، هلكَ المُتنطِّعُونَ)
وظيفة الإنسان في هذه الأمور الغيبية
التسليم وأخذ الأمور على ظاهر معناها دون أن يتعمق أو يحاول القياس بينها وبين الأمور في الدنيا ، فإن أمور الآخرة ليست كأمور الدنيا ،
وإن كانت تشبهها في أصل المعنى وتشاركها في ذلك ، لكن بينهما فرق عظيم ،
وأضرب لك مثلاً بما ذكره الله – سبحانه وتعالى – في الجنة من النخل ، والرمان ، والفاكهة ، ولحم الطير ، والعسل والماء واللبن ، والخمر وما أشبه ذلك
مع قوله – عز وجل -: ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) السجدة
وقوله في الحديث القدسي: ” أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر”.
وهذه الأشياء المذكورة من نعيم الجنة يوجد في الدنيا ما يسمى بهذه الأسماء ،
ولكن الاشتراك في الاسم لا يعني أن خمر الجنة كخمر الدنيا ـ أو أي فاكهة الجنة كفاكهة الدنيا … وهكذا.
وإن اشتركا في الاسم وفي أصل المعنى ، فكل الأمور الغيبية التي تشارك ما يشاهد في الدنيا في أصل المعنى لا تكون مماثلة له في الحقيقة ،
فينبغي للإنسان أن ينتبه لهذه القاعدة وأن يأخذ أمور الغيب بالتسليم على ما يقتضيه ظاهرها من المعنى وألا يحاول شيئاً وراء ذلك .
ولهذا لما سئل الإمام مالك – رحمه الله عن قول الله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5.]
كيف استوى ؟ أطرق –رحمه الله- برأسه حتى علاه الرحضاء أي العرق وصار يتصبب عرقاً وذلك لعظم السؤال في نفسه
ثم رفع رأسه وقال قولته الشهيرة التي كانت ميزاناً لجميع ما وصف الله به نفسه – رحمه الله – :
” الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ” .
فالسؤال
المتعمق في مثل هذه الأمور بدعة لأن الصحابة –رضي الله عنهم- وهم أشد منا حرصاً على العلم وعلى الخير لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الأسئلة وكفى بهم قدوة،
وما قلته الآن بالنسبة لليوم الآخر يجرى بالنسبة لصفات الله –عز وجل – التي وصف بها نفسه من العلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ،
والكلام وغير ذلك فإن مسميات هذه الألفاظ بالنسبة إلى الله – عز وجل – لا يماثلها شيء مما يشاركها في هذا الاسم بالنسبة للإنسان ،
فكل صفة فإنها تابعة لموصوفها فكما أن الله – سبحانه وتعالى – لا مثيل له في ذاته فلا مثيل له في صفاته .
وخلاصة الجواب:
أن اليوم الآخر يوم واحد وأنه عسير على الكافرين ويسير على المؤمنين ،
وأن ما ورد فيه من أنواع الثواب والعقاب أمر لا تدرك حقيقته في هذه الحياة الدنيا وإن كان أصل المعنى معلوماً لنا في هذه الحياة الدنيا “.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
زيارة الميت لأهله في الرؤيا هل تؤشر على موت أحدهم
هل تعلم أنه هناك الصحابة من الجن؟
حكم ترك البائع أو المشتري الأجزاء اليسيرة المتبقية من النقود