26 يوليو 2024

أريد الزواج.. من أين أبدأ وكيف؟

 السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله.

أريد الزواج منذُ فترة، وأعملُ بوظيفةٍ جيدة -والحمد لله-، لكني لم أوفق إلى الآن،

وكثيرٌ من الناس يقولون: إنني لا آخذ بالأسباب، وأنا حقيقةً عندي مشكلةٌ في التعرف على الفتيات الصالحات،

فالمعلومات عندي شحيحةٌ جداً، هذا بالإضافة إلى أنني حذرٌ في الدخول في مثل هذه الأمور،

وأحاول كثيراً كي أحصل على معلومات، لكني أحسُّ أن الأمر لا يتحرك، وكأنه محالٌ بيني وبينه، أو أنه ليس لي نصيب!

فهل أركنُ لذلك -رغم أن ذلك يؤلمني كثيراً- أم أنني لا آخذ فعلاً بالأسباب؟ وكيف آخذ بها،

وخصوصاً في مثل هذا الزمن؛ حيث من الصعب عملية الاختيار، ومعرفة البنت معرفةً جيدة، والطرق الشرعية قليلة -كما أرى-؟

في الخلاصة: أريد أن أعمل ما علي؛ حتى لا أندم بعد فوات الأوان.

جزاكم الله خيراً.


 الجواب :

أخي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً:

نرحبُ بك في موقعك، ونشكرُ لك هذا التَّواصل، ونسألُ الله أن يقدِّر لك الخير، ونحيي فيك حرصك على إكمال دينك، وإعفاف نفسك، وجوابي في نقاط:

1- هناك فئاتٌ كثيرةٌ تفهم الزواج

فهمًا خاطئًا أو قاصرًا، ولا تتصوَّر الحكَم العظيمة التي شُرع من أجلها؛

فمنهم من يرى أنه متعةٌ وشهوةٌ جسديَّةٌ فحسب، ومنهم من يرى أنه سبيلٌ للإنجاب والتفاخر بكثرة الأولاد،

ومنهم من يرى أنّه فرصةٌ للسيطرة والقيادة وبسط النفوذ، ومنهم من يرى أنه فرصةٌ لإعفاف النفس، وتكثير سواد المؤمنين،

ومنهم من يرى أنه عادةٌ توارثها الأبناء عن الآباء، وقليلٌ منهم من يرى أنه رسالةٌ ومسؤوليَّةٌ عظمى، وتعاونٌ مستمرٌ،

وتضحيةٌ دائمةٌ في سبيل إسعاد البشريّة وتوجيهها إلى الطريق السليم

، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[سورة الحجرات:31]،

وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الروم:21].

2- الإسلام حثَّ الرجل على أن يظفر بذات الدين،

كما حثَّ المرأة على الزواج من صاحب الخلق والدين، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) [متفق عليه]،

وقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (الدنيا متاعٌ، وخير متاعها المرأة الصالحة) [رواه مسلم]،

وقال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أربعٌ من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء،

وأربعٌ من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيِّق) [رواه الحاكم والبيهقي وصحَّحه الألباني].

3- بناءً على ما سبق:

أجيب عما جاء في رسالتك ” فالمعلومات عندي شحيحةٌ جداً، هذا بالإضافة إلى أنني حذرٌ في الدخول في مثل هذه الأمور” من الطبيعي أن تكون حذراً،

ولكن لم تذكر ما هي الطريقة التي بها تحاول الحصول على معلومات؟ إذ الدارج عرفاً أن تحدد بيتاً من البيوت،

وتقوم أمك أو إحدى محارمك -الأخت أو العمة أو الخالة- بالسؤال عن الفتاة المنشودة، فإذا وجدتَّ فيها الصفات المشار إليه سابقاً، تقدمت لتراها الرؤية الشرعية، ثم تتم الخطوبة..إلخ.

4- أما قولك:

“وخصوصاً في مثل هذا الزمن؛ حيث من الصعب عملية الاختيار، ومعرفة البنت معرفةً جيدة”؛

أكون معك صريحاً لكي تصل إلى الفتاة التي تصلح أماً بل وصالحة وعوناً لزوجها،

فالبحث عنها يكون في الأماكن التي توجد فيها مثل: دور التحفيظ النسائية، أو كليات الشريعة، أو أماكن النشاطات النسائية التطوعية..إلخ، وبإذن الله ستجد فتاتك المنشودة.

5- لابد من الدعاء والإلحاح على الله

في أن يبلغك مقصودك من الزواج من امرأةٍ صالحة ،كما أنه من الضروري جداً أن تصلي الاستخارة قبل الزواج.

وأخيراً: كلمات نافعات:

– المحافظةُ على الصلاة عنوانُ الصِّدق، والإِيمان، والتهاونُ بها علامة الخذلان، والخسران.

 – الصلاة طريقُها معلومٌ، وسبيلُها مرسومٌ، مَن حافظ عليها كانت له نورًا، وبُرْهانًا، ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظْ عليها لم يكن له نورٌ، ولا برهانٌ؛ لعظم ذنبه.

 -الصلاة عبادةٌ تُشرِق بالأمل في لُجة الظلمات، وتنقِذ المتردِّي في درب الضلالات، وتأخذ بيد البائس من قَعْر بؤسه، واليائسُ مَن دَرَك يأسُه إلى طريق النجاة والحياة،

{وأقم الصلاة طرفيِ النَّهار وزلفًا من اليل إنَّ الحسنات يُذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [سورة هود:114].

وهذا دعائي لك بالوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام