11 ديسمبر 2024

بما شبه الرسول صلى الله عليه و سلم قرب الجنة والنار

بما شبه الرسول صلى الله عليه و سلم قرب الجنة والنار

تشبيه الرسول لقرب الجنة والنار

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجنَّةُ أقربُ إلى أحدِكم من شِراكِ نعلِه، والنَّارُ مثلُ ذلك)،

فقد شبّه النبي -صلى الله عليه وسلم- قرب الجنة والنار من المسلم بقرب شراك نعله منه،

والشراك هو: السير الذي يدخل فيه الأصبع، فهو قريب من الإنسان، بل ويُضرب به المثل في القرب.

 ولهذا الحديث دلالات عدة، فقد يتصوّر البعض أنّ الطريق إلى الجنة صعب وشاق، والطريق إلى النار بعيد ومستحيل،

فبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الطريق إليهما سهل وقريب، كما أنّ كلمة واحدة من الكفر، أو الاستخفاف بالله ودينه قد تخرج قائلها من الإيمان،

وفي المقابل إنّ كلمة أو عملاً صالحاً واحداً قد يقرب صاحبه ويدخله الجنات، ومن الجدير بالذكر أنّ الإسلام دين سهل وميسر يخاطب الناس تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب،

وبيّن أنّ الطاعة موصلة إلى الجنة، وأنّ المعصية مقربة إلى النار، وقد تكونان من أيسر الأشياء.


أسباب دخول الجنة

 لدخول الجنة التي أعدها الله لعباده المؤمنين طرق وأسباب، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:

 الإيمان بالله تعالى، والعمل الصالح؛ فالإيمان من أهم الأسباب الموصلة للجنان، ودائماً ما يُذكر الإيمان بالله مقروناً بالعمل الصالح،

وذلك إشارة إلى أهمية العمل وعدم الاكتفاء بالإيمان والتصديق القلبي، حيث قال الله تعالى:

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

 تقوى الله تعالى، وهي الخوف من الله، والعمل بطاعته على نور منه، قال تعالى:

(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).

 طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (كلُّ أمتي يدخلون الجنةَ إلا من أبى.

 قالوا: يا رسولَ اللهِ، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنةَ، ومن عصاني فقد أبى).

 الجهاد في سبيل الله، وذلك بالنفس والمال، حيث قال الله تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّـهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ).

 التوبة، حيث إنّها تَجُبّ وتمحو ما قبلها، فقد قال تعالى:

(إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولـئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ شَيئًا).

 طلب العلم، وهو السعي إلى نيل العلم ابتغاءً لوجه الله تعالى دون غيره، فمن سلك هذا الطريق، فقد سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة.

بناء المساجد، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

(من بنى مسجدًا للهِ بنى اللهُ له في الجنةِ مثلَه. وفي روايةٍ: بنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ).

 حُسن الخلق

فيجب أن يكون قدوة المسلم في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ولمّا سُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلقه، فقالت: (كان خلقُه القرآنَ)،

ومن الأخلاق الفاضلة:

الصدق في الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانات، ورد الحقوق إلى أصحابها، وحفظ الفروج، وغضّ البصر عن الفواحش والمنكرات.

قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، كما يود العديد من الأذكار المسنونة بعد الصلوات، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

(مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ).

كفالة اليتيم، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا. وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى).

الابتعاد عن المراء والكذب حتى في المزاح، والمداومة والحرص على الطهارة من كلّ حدثٍ، والحرص على صلاة ركعتين بعد الأذان، والمداومة على أداء الصلوات جماعةً في المسجد،

وردّ السلام على الناس، وإطعام الطعام، والحرص على صلة الرحم والأقارب، وقيام الليل بالطاعات والعبادات. أداء الحجّ،

حيث روى الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: (من أتى هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسقْ رجع كما ولدتْه أمُّه).

الحرص على تربية البنات تربيةً صالحةً، حيث روى الصحابي أنس بن مالك أن الرسول عليه الصلاة والسلام: (من عالَ جاريتينِ دخلتُ أنا وَهوَ الجنَّةَ كَهاتين وأشارَ بأصبُعَيْهِ).

المسامحة في البيع والشراء، والتجاوز عن المعسر في ديونه، والصبر على الابتلاءات والمحن، مثل الصبر على فقد نعمة البصر



يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام