3 أكتوبر 2024

ما السورة التى سميت باسم من أسماء القرآن ؟

ماهي السورة التي تحمل إسما من أسماء القران ؟

الإجابة هي

ج : السورة التى سميت باسم من أسماء القرآن هى : سورة الفرقان

ما هو الفرقان

ذكر الله في كتابه العزيز لفظَ الفرقان في عدّة مواضع، قال تعالى: (يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا)،

وقد ذكر الألوسيّ في تفسيره دلالة هذا اللّفظ ومعناه فهو يشير إلى الهداية والنّور الذي يجعله الله في قلوب المؤمنين فيفرقون به بين الحقّ والباطل،

وهو كذلك يدلّ على النّصر المبين الذي يتحقّق به التّفريق بين المُحقّ والمُبطِل، كما يشير إلى معنى الخروج من الشبهات،

وكلّ تلك الدلالات تشير إلى معنى التّفريق بين الحقّ والباطل، فكلام الله تعالى هو فرقان لأنّه هداية ونور يعين المسلم على التّمييز بين الحقّ والباطل،

والإيمان والكفر، والخير والشّر، قال تعالى عن القرآن الكريم: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)،

كما سمّى جلّ وعلا التوراة التي أُنزلت على موسى عليه السلام فرقاناً كذلك،

قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ)، كما وُصفت غزوة بدرٍ بالفرقان لأنّها ميّزت بين الحقّ المُنتصر المتمثّل بمعسكر المسلمين، والباطل المُنهزم المتمثّل بمعسكر المشركين،

وقد فصلت تلك المعركة بين مرحلتين وعهدين، بين الاستضعاف والتّمكين، والصبر وردّ العدوان،

قال تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير).

دلالة اسم سورة الفرقان

جاءت دلالة تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم لأنّ القرآن الذي أُنزل على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- فرّق ين ‏الحقّ ‏والباطل ‏‏،

وبين النّور ‏والظلام ‏‏،وبين الكفر ‏والإيمان، وهو اسم ذُكر في السورة، في قول الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)،

ولفظة (الفرقان) هي مصدر فَرَقَ بين الشيئين؛ أي فصل بينهما، وقال البقاعيّ:

(وتسميتها بالفرقان، واضح الدّلالة على ذلك، فإنّ الكتاب ما نزل إلّا للتفّرقة بين الملتبسات، وتمييز الحقّ من الباطل،

ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيّ عن بينة، فلا يكون لأحد على الله حُجّة، ولله الحُجّة البالغة)،

وممّا يوضّح دلالة هذه التسمية هو ما جاء بها من تقديم ذكر القرآن على ذكر العبد كما جاء في الآية المذكورة،

فلفظة (الفرقان) سبقت لفظة (عبده)؛ فالاهتمام في هذه السورة منصبٌّ على إبراز معجزة القرآن وصفاته العظيمة التي اتّصف بها، فاستدعى ذلك تقديم ذكر الكتاب على العبد.[

سبب تسمية سورة الفرقان

سورة الفرقان سورة مكيّة، حيث نزلت جميع آياتها في مكة المكرمة ما عدا الآيات الثامنة والستون، والتاسعة والستون، والسبعون،

فقد نزلت في المدينة المنورة، وترتيبها من حيث النزول الثانية والأربعون، حيث نزلت بعد سورة يس وقبل سورة فاطر،

وترتيبها في المصحف الخامسة والعشرون، ويبلغ عدد آياتها سبعة وسبعون آية، وتدور مواضيع السورة الكريمة حول إثبات صدق القرآن الكريم، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم،

والإيمان بعقيدة التوحيد، والبعث، والجزاء، وذكر بعض القصص التي تحوي بين جنباتها العبرة والعظة.

وتجدر الإشارة إلى أن تسمية سورة الفرقان وردت في الحديث الصحيح الذي رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،

حيث قال: (سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقانِ في حَياةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسْتَمَعْتُ لِقِراءَتِهِ،

فإذا هو يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَكِدْتُ أُساوِرُهُ في الصَّلاةِ،

فَتَصَبَّرْتُ حتَّى سَلَّمَ، فَلَبَبْتُهُ برِدائِهِ،…)،

ويرجع السبب في تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم إلى ورود كلمة الفرقان فيها، والفرقان هو الكتاب العظيم الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم،

والذي يُعدّ أعظم نعمةٍ للبشرية جمعاء، لا سيّما أنه النور المبين الذي فرّق الله -تعالى- به بين الحق والباطل، والكفر والإيمان، والهدى والظلال، والنور والظلام.

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام