5 أكتوبر 2024

متى يضحك الله سبحانه وتعالى ؟

أول سؤال يتبادر لذهنك هو ربنا يضحك ؟؟ سبحان الملك يضحك الله لعباده كما يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه

الضحك من صفات الله:

الضحك صفة لله عز وجل نثبتها له تعالى كما يليق بجلاله وعظمته، ولا نحرّفها ولا نؤولها، ولا نقول يعني هو الرضى.

فإذا رأيت في كلام بعض المؤلفين تفسير ضحك الله عز وجل بأنهّ رضاه فأعلم أنه تأويلٌ منبوذ، وأنه تحريف في الصفات.

وقد جاء في الحديث الصحيح أيضاً : (أن الله سبحانه وتعالى ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق، ويضحك أحسن الضحك) .

وقد فسره ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره لما عرض لهذا الحديث الذي رواه أحمد (؟؟) بأن نطق السحاب وضحكه هو البرق والرعد.

سؤال : هل يضحك الله سبحانه وتعالى ؟

إن الله  إذا ضحك من شيء فهو يدل على رضاه سبحانه وتعالى، لكن ليس الضحك هو الرضى.

فهما صفتان كل واحدة منهما لها معنى وإن دل الضحك على الرضى،

فإذا رأيت في كلام بعض المؤلفين تفسير ضحك الله عز وجل بأنهّ رضاه فأعلم أنه تأويلٌ منبوذ…


نعم إن الله تبارك وتعالى يضحك كما ورد هذا فى عددٍ من الأحاديث الصحيحة.

“سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو يضحك ربنا ؟ قال : نعم .

قال: لن نعدم من ربٍ يضحك خيراً” رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” تفكروا فى خلق الله ، ولا تتفكروا فى الله فإنكم لن تقدروا قدره “


بما معناه نسكت عن صفة ضحكه لاننا لن نتخيلها فهي فوق تصوّرنا المحدود وهي بالتأكيد ليست كضحك البشر !!

والله تعالى يضحك ” إلى العبد ” وليس ” على العبد ” ماعاذ الله ومن ضحك الله اليه ..

فلا عذاب عليه وإذا ضحك ربك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حساب عليه ”

وقال الأرنؤوط : حديث قوي

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة آخر أهل الجنة دخولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

فيقول يا رب أدخلني الجنة ، فيقول الله : ويحك يا ابن آدم ، ما أغدرك ! أليس قد أعطيتَ العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أُعطيت ؟

فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ! فيضحك الله عز وجل ( منه ) ، ثم يأذن له في دخول الجنة . رواه البخاري ومسلم .

ومن ضحك الله منه لم يعذبه .وقد وردت أحاديث في إثبات تَعجّب ربّ العالمين .وهي صِفات ثابتة عند أهل السنة والجماعة.

الاحاديث الواردة عن ضحك الله :

روي هذا الحديث مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وموقوفا من كلام الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ،

قال : ( يضحك الله إلى رجلين : رجل لقي العدو وهو على فرس من أمثل – يعني أحسن – خيل أصحابه ،

فانهزموا وثبت ، فإن قتل استشهد ، وإن بقي فذلك الذي يضحك الله إليه .

ورجل قام في جوف الليل لا يعلم به أحد ، فتوضأ فأسبغ الوضوء ، ثم حمد الله ، ومجَّده ،

وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، واستفتح القرآن ، فذلك الذي يضحك الله إليه يقول : انظروا إلى عبدي قائما لا يراه أحد غيري )

رواه عبد الرزاق في ” المصنف ”  – ومن طريقه كل من الطبراني في ” المعجم الكبير ” ، وأبو نعيم في ” حلية الأولياء ”  ورواه النسائي في ” السنن الكبرى “، وفي ” عمل اليوم والليلة “. :

جميعهم من طريق أبي إسحاق   وهو السبيعي عمرو بن عبد الله – ، عن أبي عبيدة – وهو ابن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ه .

قلنا : وهذا إسناد رواته ثقات ، غير أن تابعي الحديث ، أبا عبيدة ، لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، كما قرره غير واحد من أهل العلم ، فالإسناد منقطع .

غير أن أبا عبيدة توبع على رواية ذلك عن أبيه ، تابعه مرة الهمداني عن ابن مسعود ، مرفوعا ، بلفظ :

عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلَيْنِ : رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ ، مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ إِلَى صَلَاتِهِ ،

فَيَقُولُ رَبُّنَا : أَيَا مَلَائِكَتِي ، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ، ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ ، وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ ،

رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي .

وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَانْهَزَمُوا ، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْفِرَارِ ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ ،

فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي ،

فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ،

رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي ، وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي ، حَتَّى أُهَرِيقَ ُ رواه الإمام أحمد في ” المسند ”  وغيره .دمه


كيف تكون ممن يضحك الله لهم؟

ثلاثة أعمال يضحك الله عز وجل لأصحابها.

(1) الشهيد


الذي يُقدِّم أعزَّ ما يملكه وأنْفَسَ ما بين جنبيه في سبيل الله


قال : “يَضحَكُ اللهُ إلى رجُلَينِ. يَقتُلُ أحدُهما الآخَرَ، كلاهما يدخُلُ الجنَّةَ. فقالوا: كيفَ يا رسولَ اللهِ؟!

قال: يُقاتِلُ هذا في سبيلِ اللهِ عزَّ وجَلَّ فيُستَشهَدُ. ثم يَتوبُ اللهُ على القاتِلِ فيُسلِمُ،

فيُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجَلَّ فيُستَشهَدُ” صحيح البخاري (2826) ، صحيح مسلم (1890)

(2) الإيثار على النفس مع الخصاصة والحاجة الماسة


أتَى رجل النبيَّ ، فبعَث إلى نسائِه (أي لتجهيز ما يُكرَمُ به الضيف) فقُلْنَ: ما معَنا إلا الماءُ،

فقال رسولُ اللهِ :مَن يضُمُّ أو يُضَيِّفُ هذا؟ فقال رجلٌ من الأنصارِ: أنا، فانطلَق به إلى امرأتِه،

فقال: أكرِمي ضيفَ رسولِ اللهِ ، فقالتْ: ما عِندَنا إلا قوتُ صبياني، فقال: هيِّئي طعامَكِ، وأَصبِحي سِراجَكِ (أي أوقديه)،

ونوِّمي صبيانَك إذا أرادوا عَشاءً. فهيَّأتْ طعامَها، وأصبَحَتْ سِراجَها، ونوَّمتْ صبيانَها، ثم قامتْ كأنها تُصلِحُ سِراجَها فأطفأتْه،

فجعلا يُرِيانِه أنهما يأكلانِ، فباتا طاوِيَينِ (أي جائعَيْن)، فلما أصبَح غَدا إلى رسولِ اللهِ

فقال: ضَحِكَ اللهُ الليلةَ، أو عَجِبَ، من فِعالِكما. فأنزَل اللهُ: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ (الحشر 9)” صحيح البخاري (3798)

(3) قوّام الليل


الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع .. قليلاً من الليل ما يهجعون .. وبالأسحار هم يستغفرون.


قال : “ثلاثةٌ يحبُّهم اللهُ ويضحكُ إليهم ويستبشرُ بهم: الذي إذا انكشفتْ فئةٌ قاتلَ وراءَها بنفسِه للهِ عزَّ وجلَّ – فإمَّا أنْ يُقتلَ

وإما أنْ ينصرَه اللهُ ويكفيَه فيقولُ: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبرَ لي بنفسِه؟

والذي له امرأةٌ حسنةٌ وفراشٌ لينٌ حسنٌ فيقومُ من الليلِ.

فيقولُ: يذرُ شهوتَه ويذكرُني ولو شاء رقد، والَّذي إذا كان في سفرٍ وكان معه ركبٌ

فسهِروا ثم هجعوا فقام من السحرِ في ضرَّاء وسرَّاء” صحيح الترغيب (384)

جزاء من يضحك الله له؟


1)لا حساب عليه في الآخرة: قال رسولَ اللهِ : “وإذا ضحِك ربُّك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حسابَ عليه”


2)دخول الجنة: قال رسولُ اللهِ في حديث آخر أهل النار دخولاً الجنة: “.. لا يزالُ يَدْعُو حتى يَضْحَكَ اللهُ تعالى منه

فإذا ضَحِكَ اللهُ منه قال: ادخلِ الجنةَ” صحيح البخاري (7437)، صحيح مسلم (182)

يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام