المحتوى
هل تعلم ما هو اللغو؟
الكلام الحسن
تزداد حسنات العبد وترتفع درجاته عند الله تعالى بالقول الحسن الصادر منه، والكلمة الطيّبة التي يتحدّث
بها إلى الناس، ولذلك حثّ الله تعالى والرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الكلام الحسن الطيب،
ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، ومن ذلك أيضاً قوله عزّ وجلّ:
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
كما روى الصحابيّ أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال
: (ويُعجبني الفألُ، قال قيل: وما الفألُ؟ قال: الكلمةُ الطيبةُ)، ومن الكلام الطيّب والحسن التقرّب إلى
الله تعالى بالذكر والدعاء والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وتذكير النفوس بنعم الله تعالى عليها،
وأمر الناس بالمعروف والخير ونهيهم عن المنكرات والفواحش، وتحقيق الإصلاح بين الناس،
ودرء الفتن والمفاسد المنتشرة بينهم، فالكلام الطيّب يعدّ من أسباب مغفرة الذنوب والسيئات،
ونشر المحبّة والمودّة والألفة بين الناس، وتحقيق التعاون على الخير والبر والمعروف.
تعريف اللغو
يطلق اللغو في اللغة على التحدّث بالأمور والمواضيع التي ليس لها أيّة قيمةٍ أو فائدةٍ، بحيث لا يعتدّ بها ولا يؤخذ منها أيّ شيءٍ، ويطلق أيضاً على القول الباطل، والتكلّم دون تفكيرٍ،
أمّا اللغو في الاصطلاح؛ فهو ما لا فائدة منه من الكلام، دون أن يبلغ حدّ المعصية، أو كلّ الكلام الباطل، مع ما يكون من الشرك والمعاصي، وقد حثّ الله تعالى على الابتعاد عنه، كما جاء في سورة المؤمنون قوله:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)،
وفسّر ابن كثير -رحمه الله- اللغو الوارد في الآية القرآنية بالكلام الباطل، مع ما يتضمّن من الشرك والمعاصي والفواحش، وما لا فائدة منه من الأقوال والأعمال، وقال الله تعالى في موضع آخر في كتابه الكريم:
(وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)، ويطلق اللغو أيضاً على اليمين الذي لا يعتدّ به،
والذي لا يُآخذ به المسلم، ومن الجدير بالذكر أنّ لفظ اللغو ورد ذكره في أحد عشر موضعاً من القرآن الكريم،
وذلك تحقيقاً لعدّة معانٍ، فورد في عشر مواضع اسماً، وفي الموضع الأخير ورد بصيغة الفعل،
ومن المعاني المرادة من اللغو؛
الكلام الباطل، والمراد بالباطل أيّ كلامٍ أو أي فعلٍ لا حقيقة له ولا أصل، أو أنّه يطلق على القبيح من الأقوال والأفعال، وهو المعنى المراد في أكثر المواضع التي ورد فيها لفظ اللغو، والمعنى الثاني للغو الوارد
في القرآن الكريم يراد به؛ اليمين التي لا تعقد من القلب، أيّ ما يخرج من اللسان من غير تقصّدٍ وإرادةٍ له،
وفسّر ابن عباس يمين اللغو بأنّه ما خرج من الشخص أثناء حديثه دون أن يكون قاصداً له،
وورد ذلك في موضعين من القرآن الكريم؛ الأول منهما ورد في سورة البقرة، والثاني في سورة المائدة
من الآية التاسعة والثمانين، والمعنى الأخير المراد من اللغو؛ ما يطلق على المكروه من الكلام وما سقط منه،
إلا أنّه روي عن بعض أهل العلم أن المقصود باللغو الشرك والكفر، منهم: الضحاك،
وتحديداً في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، إلا أنّ الحسن البصري -رحمه الله- ذهب إلى القول بأنّ اللغو المقصود بالآية السابقة؛ جميع المعاصي.
حفظ اللسان
إنّ ما يخرج من لسان الشخص يدلّ على أصله وما يتحلّى به من إيمانٍ وصدقٍ وخُلقٍ حسنٍ، فيقال: إنّ فلان يتكلّم بلسان الله؛ أي بكلامه وحجّته وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ويقال أيضاً: إنّ فلان حلو اللسان؛
أيّ إنّ كلامه طيّب، وإنّه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والفواحش والرذائل، ويقرّب إلى الله تعالى بالشكر والحمد والثناء، وممّا ورد في ذلك؛ دعاء النبيّ إبراهيم عليه السّلام، حيث قال الله تعالى:
(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)، فاستجاب الله تعالى دعاءه، فجعل الصّلاة والسلّام على محمدٍ مقرونةً بالصّلاة والسّلام على إبراهيم، ومن الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه، فلا يخرج منه القبيح من الأقوال؛
فاللسان هو الساتر لعقل الإنسان، وبالمقابل فإنّه يتسبّب للإنسان بالوقوع في العديد من المهالك والمصائب، ومن ذلك قول الله تعالى: (فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ)، والألسنة الحداد كنايةٌ عن الكلام الشديد،
والتطاول على الناس والتعدي عليهم، وإصابة أعراضهم، والسلق الوارد في الآية يقصد به الأذى والاعتداء باللسان، ويتحقّق حفظ اللسان بالسكوت وعدم التحدّث بالكلام البذيء، الذي يتسبب بغضب الله عزّ وجلّ،
وذلك فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصمُتْ)، وفي سبيل تحقيق حفظ اللسان حثّ الإسلام على الابتعاد عن الغيبة وعدم الوقوع فيها،
والغيبة:
هي ذكر الناس بما يكرهون، ونهى كذلك عن الوقوع في النميمة؛ أي نشر الفتنة بين الناس بقصد الإيقاع بينهم، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)، والمقصود من الآية عدم اتّباع كثير الغيبة للناس، ومن ينشر الفتنة ويوقع بين الناس بالباطل، كما نهى الإسلام عن النفاق ومواجهة الناس بأكثر من وجهٍ، فالنفاق من صفات المنافقين، والنهي أيضاً عن السب والشتم وقذف الناس بالباطل، وعن كشف عورات الناس.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
ن علامات الساعة وقوع ملحمة كبيرة بين المسلمين والروم بالشام
اشتباكات بين مشجعين غينيين في مباراة كرة قدم تخلف نحو 100 قتيل
باحثون يُطوّرون روبوتات صغيرة لعلاج السرطان.. ما القصة؟