المحتوى
كيف كانت معاملة الرسول صلى الله عليه و سلم مع غير المسلمين ؟
الرسول صلى الله عليه وسلم
هو خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام، هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشميّ القرشيّ،
ولد بمكة في عام الفيل، وتوفّيت أمّه آمنة بنت وهب عندما كان في السادسة من عمره، فانتقل إلى كفالة
جدّه عبد المطلب حتى توفّاه الله تعالى، فعاش في كفالة عمّه أبي طالب، وتزوّج من خديجة بنت خويلد –
رضي الله عنها- وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وأنجبت له كلّ أولاده إلّا إبراهيم، ولم يتزوج
غيرها حتى توفّيت، ومن الجدير بالذكر أنّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- بُعث بالرسالة بعد أن بلغ الأربعين
من عمره، فدعا الناس في مكّة ثلاث عشرة سنةً، ثمّ هاجر إلى المدينة المنوّرة ورافقه الصحابة رضي
الله عنهم، فأقاموا فيها دولةً إسلاميّةً، وأسّسوا أعظم مجتمعٍ عرفته البشريّة، فعاش رسول الله -صلّى الله عليه
وسلّم- في المدينة عشر سنواتٍ، بلّغ فيها رسالة الإسلام، وتوفّي -عليه الصّلاة والسّلام- وهو في الثالثة
والستين من عمره.
معاملة رسول الله لكفّار قريش
ٍ ضرب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أروع الأمثلة في الرحمة والعفو والتسامح، فعلى الرغم ممّا قام به كفار قريش من استبدادٍ وتعذيبٍ للصحابة -رضي الله عنهم- في مكّة، ومن حربٍ مستمرّةٍ على الإسلام والمسلمين؛
حتى أنّهم أخرجوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مكّة وقاتلوه لعدّة أعوامٍ في المدينة، إلّا أنّه لم ينتقم
منهم عندما دخل مكّة فاتحاً، بل كان في قمّة التواضع لله تعالى، فقد قال عبد الله بن أبي بكر:
(لما انتهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى ذي طوى، وقف على راحلته مُعتجِرًا بشقّة برد حبرة حمراء، وأنّه ليضع رأسه تَواضُعًا لله حين رأى ما أكرَمَه الله به من الفتح، حتى إن عُثْنُونه ليكاد يَمَس واسطة الرَّحل)،
هكذا دخلها -عليه الصّلاة والسّلام- وتكاد لحيته تمسّ ظهر الرحل من شدّة تواضعه لله تعالى، فطاف بالبيت
وهو يقرأ سورة الفتح، وكبّر في نواحيه، ثمّ خرج ليجد كفار قريش في انتظار حُكمه فيهم، فنظر إليهم
وقد أكل الرعب أفئدتهم، وارتعدت أطرافهم من شدّة الخوف؛ ممّا قد يحلّ بهم جزاءً لما أسلفوا من ظلم،
ولكنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قدّم الحلم على الغضب، والعفو على الانتقام، والرحمة على العذاب،
فعفا عنهم وأطلق سراحهم.
معاملة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لليهود
عامل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أهل الكتاب ومنهم اليهود بحسن الخُلق، فكان يدعوهم إلى الإسلام
كلّما أتيحت له الفرصة، ويذكّرهم بفساد الأديان الأخرى وبطلانها؛ مصداقاً لقول الله تعالى
: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فلم يبدأ -عليه الصّلاة والسّلام-
بحرب اليهود إلّا بعد أن خانوا العهود والمواثيق، وكان يدعوهم إلى الإسلام حتى قبل قتالهم، كما حصل عندما أرسل علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- إلى حصون خيبر، حيث قال له: (انْفُذْ على رسلِك حتى تنزلَ بساحتِهم،
ثمّ ادعُهم إلى الإسلامِ، وأخبرْهم بما يجبُ عليهم من حقِّ اللهِ فيه، فوالله لأَن يهديَ اللهُ بك رجلاً واحداً،
خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمْرُ النَّعَمِ)، وكان من هدي النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- العدل،
واجتناب الظلم في التعامل مع كلّ البشر، فعلى الرغم من إعلانه البراءة من اليهوديّة كدين، وبيان بطلانها،
إلّا أنّه اعترافٌ بحقوق اليهود المعاهدين، وإبقائهم في المدينة المنوّرة آمنين على أنفسهم وأموالهم،
حيث جاء في نصّ المعاهدة: (وإنّ يهود بني عوف أمّةٌ مع المؤمنين)، وضمن لهم في دستور المدينة المنوّرة
كافّة الحقوق
، ومنها حقّ الحياة؛ إذ لم يقتل أحداً منهم إلا من غدر المسلمين، وحقّ حريّة في اختيار الدين؛
حيث كتب في المعاهدة:(لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم)، وذلك امتثالاً لقوله الله تعالى
: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ)،وحقّ الحماية والدفاع، فقد جاء في الميثاق
: (وإنّ على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وإنّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة)،
وحقّ رفع الظلم والعدل في المعاملة، فقد جاء في المعاهدة:
(وأنّه من تبعنا من يهود فإنّ له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم)،
حكمه عليه الصلاة والسلام بين اليهود والمسلمين
وقد حكم رسول الله -صلّى الله عليه والسلّم- في عدّة خلافاتٍ حصلت بين مسلمين ويهود، وكان يحكم بالعدل ولو
على حساب المسلم، كما حصل عندما تحاكم إليه رجلٌ من اليهود والأشعث بن قيس في أرضٍ باليمن،
فحكم بالأرض لليهوديّ بيمينه، وبسبب عدم وجود ما يثبت ملكيتها لعبد الله، بالإضافة إلى أنّ رسول الله –
صلّى الله عليه وسلّم- أعطاهم حريّة التحاكم إلى دينهم في حال كانت الخصومة بين طرفين من اليهود،
ولم يُلزمهم بالتحاكم إلى الإسلام، إلّا في حال تحاكموا إليه وطلبوا قضاءه، فإنّه كان يحكم بينهم بحسب الشريعة
الإسلاميّة، مصداقاً لقول الله تعالى: (فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن
يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، وعلى الرغم من معاملة النبيّ –
عليه الصّلاة والسّلام- لهم بخُلقٍ حسنٍ، حيث كان يقبل هداياهم، ويعود بعض مرضاهم، ويصفح عن مسيئهم،
إلا أنّه كان لا يقبل أيّ اعتداءٍ من قبلهم في حقّ المسلمين، فعندما اعتدى بعض يهود بني قينقاع، وتوعدوا بقتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واعتدوا على امرأةٍ مسلمةٍ فحاولوا كشف عورتها، فعاقبهم رسول الله وأجلاهم عن
المدينة المنوّرة، وعندما اعتدى اليهودي كعب بن الأشرف على المسلمين، وأخذ يخوض في أعراضهم أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقتله، وعندما غدر بنو قريظة وخانوا العهد، أمر النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بقتل مقاتليهم.
يمكنكم متابعة برامج قناة الانسان و الموقع نور الاسلام
More Stories
زيارة الميت لأهله في الرؤيا هل تؤشر على موت أحدهم
هل تعلم أنه هناك الصحابة من الجن؟
حكم بيع العملة الأجنبية بهامش ربح