13 مايو 2025

ما هي اداب تلاوة القران الكريم

ما هي اداب تلاوة القران الكريم

الآداب الباطنة

توجد العديد من الآداب الباطنة لتلاوة القرآن الكريم، وفيما يأتي بيان البعض منها:

إخلاص النيّة لله تعالى: أي إفراد الله -تعالى- في العبادة بالقصد، فقراءة القرآن الكريم عبادةٌ، وبالتالي فلا بدّ أن تكون مبنيّةٌ على الإخلاص، لتكون صحيحةً ومقبولةً، فلا يطلب المسلم من قراءة القرآن شرفاً أو منزلةً دنيويةً، أو مالاً وجاهاً، أو غير ذلك من أغراض الدنيا الزائلة. تعظيم كلام الله تعالى:

وذلك بأن يستحضر القارئ عظمة القرآن الكريم، وأنّه كلام الله تعالى، الذي نزل به جبريل على النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، فيخشع قلبه، وتخشع جوارحه، وقال ابن القيم -رحمه الله- في ذلك: (فمن قُرئ عليه القرآن، فليقدر نفسه، كأنّما يسمعه من الله يخاطبه به). استحضار القلب أثناء التلاوة: حيث قال الله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)،

فمن أراد الانتفاع بكتاب الله تعالى؛ فعليه أن يطرد أحاديث النفس أثناء التلاوة، وأن يستجمع ذهنه، وقلبه، وكلّ جوارحه. تدّبر آيات كتاب الله تعالى: والتدّبر هو المقصود الأعظم من التلاوة، حيث قال الله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)،

فلا خيرٌ بتلاوةٍ لا يرافقها التفكّر والتدبّر، وفهم معاني كلمات الله تعالى؛ وذلك لأنّها رسائلٌ وأوامرٌ من الله لعباده، فلا بدّ من فهمها، لينشط العبد لتنفيذها.

الآداب الظاهرة

لا بدّ من المسلم التالي لآيات القرآن الكريم الالتزام بعددٍ من الآداب الظاهرة، منها:

طهارة البدن والثوب والمكان؛ حيث ينبغي على قارئ القرآن الابتعاد عن الأماكن المستقذرة، تعظيماً لكتاب الله، وتشريفاً له.

نظافة الفم، وإزالة أيّ رائحةٍ كريهةٍ منه، وذلك تكريماً للقرآن الكريم، وتعظيماً له، يقول قتادة في ذلك: (ما أكلت الثوم منذ قرأت القرآن).

استحباب استقبال القبلة للقارئ في غير الصلاة، والجلوس بخشوعٍ ووقارٍ. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة، حيث قال الله تعالى: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ)،أمّا البسملة؛ فيجب الإتيان بها عند بدء القراءة من أول السورة.

البكاء أثناء قراءة القرآن الكريم، يقول الغزالي رحمه الله: (البكاء مستحبٌّ مع القراءة، والطريق في تحصيله أن يحضر قلبه الحزن، بأن يتأمّل ما في القرآن من الوعيد والتهديد، والمواثيق والعهود، ثمّ يتأمّل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزنٌ وبكاءٌ كما يحضر الخواصّ، فليبكِ على فقد ذلك منه، فإنّه من أعظم المصائب).

التفاعل مع آيات الله تعالى؛ بحيث إن مرّ القارئ بآية وعدٍ ورحمةٍ، سأل الله من فضله، وإن مرّ بآية وعيدٍ استعاذ بالله من ذلك، وإن مرّ بآيةٍ فيها تنزيهٌ لله نزّهه وسبّحه، وإن مرّ بسجودٍ سجد.

اجتناب ما يخلّ بحضور القلب والتدّبر أثناء التلاوة؛ مثل: الضحك واللهو والكلام، وتجنّب قطع التلاوة بكثرةٍ دون حاجةٍ.

التوقّف عن القراءة عند التثاؤب، وذلك إجلالاً لكلام الله تعالى، فالتثاؤب من الشيطان. تحسين الصوت أثناء التلاوة، وذلك حسب طبع القارئ وما جُبل عليه، وليس باتباع الأنغام الموسيقية، وهو أمرٌ مستحبٌ لكونه أشدّ تأثيراً، وأوقع وأرقّ للقلب وللسّامعين.