ماذا لو أن الله جعل الناس كلهم أغنياء !

لو جعل الله كلهم أغنياء ما وجد الغني من يعمل عنده و لكن الله عز و جل فاوت بينهم نحن قسمنا بينهم معيشتهم في

الحياة الدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما اتاكم”. ربي عز وجل قسم الأرزاق قسمة

عدل لا قسمة مساواة .فأين يكون العدل؟ العدل ان الله عز و جل ابتلانا بالغناء و الفقر، ابتلى الغني بغناه و ابتلى

الفقير بفقره و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون كما قال ابن القيم “ من الناس من لا يصلحه إلا الغناء

ولو أفقره لفسد و منهم من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغناه لفسد “فالله ابتلى الغني بغناه لينظر كيف يتصرف في هذه

النعم التي حباه الله بها فتجد هذا الغني يتصارع مع نفسه و هو يتقلب في غناه كيف يسلم من غوائغ هذه

الأموال التي اعطاه الله اياها ، يتصارع مع نفسه كيف لا يكتسب من حرام و المال يأتيه من كل جهة. الصفقات

والتجارات لا تقع إلا بين يديه أموال طائلة و صفقات كبيرة تهز النفوس و تحرك القلوب فكيف يعصم نفسه و كيف

يحجز نفسه عن الحرام ، إبتلاء من الله عز و جل فهو يتصارع ثم اذا جاءت الأموال و أقبلت من الحلال و اجتمعت

وكثرت عنده يصبح يصارع نفسه كيف يخرج زكاته و لا يمنع حق الفقير الذي قد جعله الله أمانة عنده.